أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صالح سليمان عبدالعظيم - لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟














المزيد.....

لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رغم الحديث المستمر عن السلام في العام العربي الذي يروج له العرب غالبا فإن توقعات حدوث هذا السلام تبدو ضعيفة في المنطقة، إن لم تكن مستحيلة الحدوث. واللافت للنظر أن العرب هم الذي يتحدثون عن السلام مقابل إسرائيل التي تتحدث ليل نهار عن الحرب والإبادة والعقاب والوعيد؛ فالمفارقة غريبة بدرجة كبيرة حينما تقبل الضحية بالسلام بينما يفرض الجلاد شروط هذا السلام. ومن عجائب الأمور أن البعض بدأ هذه الأيام يتحدث عن النموذج الأميركي والشعب الأميركي العظيم جدا، ناسيا أو متناسيا كل مآسي التاريخ الأميركي على مدي ما يزيد على قرنين من الزمان. ولا يكتفي هذا البعض بالترويج للنموذج الأميركي الإسرائيلي في المنطقة بل إنه يعيد ترسيم وضعيتها السياسية محددا أدوار كل دولة وخريطة علاقاتها بالآخرين. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لعدم حدوث سلام مع إسرائيل في عالمنا العربي يمكن الوقوف عند بعضها فيما يلي:

1- لم تقدم اتفاقيات السلام بين مصر والأردن من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى، ناهيك عن اتفاق أوسلو المجحف، شيئا للموقعين عليها، ومازالت تحظي برفض شعبي حاسم في كل من مصر والأردن. ورغم القبول الرسمي لتلك الاتفاقيات فإن القطاع العريض من الشعوب، وعلى رأسها المثقفين، مازال يشكل حتى الآن جبهة ممانعة عريضة عصية على الاختراق ضد قبول إسرائيل في المنطقة. وتلعب هذه الجبهة، رغم الصعوبات التي تواجهها، دورا كبيرا في الحض على مقاطعة إسرائيل والتذكير المستمر بمجازرها ودمويتها.
2- مازالت العلاقة بإسرائيل توصم من يُقبل عليها في عالمنا العربي، ولا يعني التوقيع الرسمي عليها القبول الشعبي لها، فما زالت مساحة كبيرة من الجماهير العربية ترفض هذا المستوى من العلاقات كما ترفض القبول بالتطبيع. كما أصبح خطاب السلام ذاته خطابا ممجوجا يعني في النهاية الخيانة والترويج لإسرائيل وأميركا في المنطقة. فالشعوب تمتلك حسا عاليا قادرا على التمييز بين من يريد مصالحها الحقيقية وبين من يروج لأجندات خفية تقود إلى الهيمنة الإمبريالية الإسرائيلية الأميركية في المنطقة.
3- غياب أي توازن في القوى بين العرب وإسرائيل، الأمر الذي يؤدي لاستمرار العربدة الإسرائيلية ضد من تشاء وفي أي وقت تريد. ورغم ما يراه البعض من أن استحواذ إسرائيل على القوة هو ضمانة لأمن الجميع، فإن واقع الأمر يكشف أن قوة إسرائيل هي ضمانة لأمن إسرائيل وليس لأمن المنطقة.
4- استمرار واقع الإذلال الإسرائيلي للعالم العربي، وهو واقع قد تقبله ممارسات السياسة وتفسيراتها المطاطة والخانعة لكن لن تقبله كرامة الشعوب التي قد تتعايش مع واقع الهزيمة لفترة من الزمن لكنها بالتأكيد سوف تتمرد عليه في فترات أخرى مقبلة.
5- رغم أن البعض من الدول العربية الآن يبدو كما لو كان راعيا للسلام في المنطقة وراغبا في التقرب السريع من إسرائيل، فإن البعض الآخر مازال يستذكر ويلات الحرب مع إسرائيل وحجم الخسائر المادية والبشرية الهائلة في مواجهتها، لذلك تبدو المواجهة مع إسرائيل مواجهة ثأرية من خلال صراع أبدي ومفتوح.
6- ولعل ما سبق يرتبط بسيادة العديد من التيارات الدينية التي تستند إلى الكثير من حقائق التاريخ الدينية من أجل التأكيد على استحالة التعايش مع الدولة اليهودية وبحتمية العودة للصراع إن آجلا أو عاجلا. وفي هذا الإطار يمكن تفسير تلك الشرعية التي تحوز عليها التيارات الدينية في عالمنا العربي، والتي تؤسس خطابها على رفض العربدة الصهيونية، بغض النظر عن البراجماتية التي تكتنف الكثير من مزاعم هذا الخطاب وتميز توجهاته.
7- من اللافت للنظر هنا أن ذلك المنطق الديني في الصراع هو نفسه الذي تستند إليه الدولة اليهودية في الحديث عن أرض الميعاد، وهو الحديث نفسه الذي يروج له المحافظون الجدد والكثير من الحركات الدينية المسيحية في الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. علينا أن نضع في الاعتبار أن هدم الأقصى وبناء المعبد اليهودي مكانه يمثل أساسا دينيا جوهريا بالنسبة للعقلية اليهودية المسيحية.
8- لا يقدم الواقع العربي بديلا حقيقيا وجادا بالنسبة للأجيال العربية الجديدة. ولعل ذلك قد يفسر جزئيا انتشار التيارات الدينية وارتماء أبناء الأقليات على مختلف توجهاتها الدينية- إسلامية ومسيحية- في أحضان قادتها الدينيين، بديلا عن الانتماء للوطن والدفاع عن قضاياه الحقيقية. فالواقع العربي يكشف في الكثير من مناطقه عن ارتفاع غير مسبوق لنسب الفقر، كما يكشف في البعض الآخر عن مستويات غير مسبوقة لنسب الاغتراب.
9- تؤجج الحرب الأميركية المتواصلة ضد المنطقة المشاعر ضد إسرائيل، فكلاهما مرتبط بالآخر ولا ينفصل عنه. ومن الغريب في الأمر أن البعض يفصل فيما بينهما في بعض الأحيان، بل وصل الأمر بالبعض في أعقاب انتخاب أوباما للترويج لأميركا من جديد، وأنها قد تطهرت من دماء العرب المسكوبة عبر أسلحتها المقدمة لإسرائيل بمناسبة وبغير مناسبة.
10- أن قضية فلسطين لم تعد قضية العرب وحدهم لكنها تعدت ذلك إلى عموم العالم الإسلامي ككل، بغض النظر عن استخدامها للدعاية السياسية أو لتحقيق مكاسب سياسية معينة. وهو وضع محرج بدرجة كبيرة بالنسبة للكثير من الدول العربية التي لا تمل من الدعوة إلى السلام ليل نهار.

ربما كانت هذه بعض الأسباب الجوهرية لاستبعاد حدوث سلام في عالمنا العربي، على الأقل في المدى المنظور. وحتى تتحقق شروط هذا السلام الموهوم على القوى العربية الحقيقية أن تستعد للصراع المفتوح والأبدي مع إسرائيل في المنطقة.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجسير الفجوة بين المثقفين!!
- هل لدينا أجيال جديدة؟!
- ثقافة -الإيمو-
- -عايزة أتجوز-
- عبء التاريخ
- صورة الذات
- المعنى العميق للثقافة
- المعارك الصحفية في عالمنا العربي
- حالة القوات العسكرية الأمريكية اليوم
- آليات العزل وحكايات الكلب الأجرب!!
- سيناريو انهيار الأقصى
- التمييز العنصري ضد المسلمين في أمريكا
- بنية التواطؤ
- الاتساق الفكري
- أحوال مصرية
- عالم بدون إسلام
- مُعضلة التدين في العالم العربي
- تقرير حالة السكان العالمي 2007 الصادر عن صندوق الأمم المتحدة ...
- -جَوْجَلة- المعرفة
- نحو سلام واقعي


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صالح سليمان عبدالعظيم - لماذا لن يحدث سلام مع إسرائيل؟