أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حنانكِ غزَّة














المزيد.....

حنانكِ غزَّة


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:14
المحور: الادب والفن
    



كُلُّ ما في دمي من أنينْ
كُلُّ ما في دمائكِ ملءَ الدجى من ربيعٍ مُضاءْ
قليلٌ على ما تُعِدِّينَ من حكمةٍ للبرابرةِ القادمينْ
قليلٌ على ما تُعِدِّينَ للظالمينَ من الشِعرِ والجمرِ هذا البهاءْ
قليلٌ ندى النرجسِ الجبليّْ
قليلٌ شذى النَفَسِ الملحميّْ
قليلٌ على كثرةِ الحُبِّ وردُ الجليلْ
قليلٌ دمي في عروقِ النخيلْ
وتحتَ جنازيرِ دبَّابةٍ صارعَتْ حلمَ قلبي
وراءَ الصباحِ الخضيلْ
قليلٌ بُكاءُ مخيِّلتي الراعفة
بنيرانها أبداً نازفة
تحتَ طائرةٍ قاصفة
هاجمت زهرَ قلبي بمثلِ الرصاصِ المُذابِ
وعصفِ الذبولْ

كُلُّ من ذهبوا لم يموتوا.. وأشجارهُم واقفة
فوقَ صدرِ الزمانِ المُخنَّثِ والكوكسونيلْ
الزمانِ الذي صارَ ألعوبةً.. صارَ أعجوبةً...
محضَ أضحوكةٍ فوقَ قارعةِ المُستحيلْ

كلُّ ماءِ الحنينِ قليلٌ على عطشِ الحُبِّ فيكِ
وكلُّ دمي.. كلُّ ما فيَّ من لهفةٍ
كُلُّ ما في عروقِ القصائدِ في الأرضِ
كلُّ رؤى العالمَينْ
كلُّ ما في الصباحِ من النُبلِ والانعتاقِ....
قليلٌ على ما تُعدِّينَ من حكمةٍ للبرابرةِ القادمينْ
وألفُ قليلٍ دمي في الخوابي على كُلِّ هذا البهاءْ

حنانَكِ غزةُ... كُلُّ قصائدنا..
كلُّ أسمائنا وتواريخنا وشعاراتنا
كلُّ فرساننا والخيولْ
لنجدةِ طروادةِ العصرِ.. أمِّ النبييِّنَ...
تعلكها النارُ.. تعلكُنا.. ثمَّ تبصقُنا
خلفَ أسوارِ هذا الزمانِ الذليلْ

أنتِ فوقَ الصليبِ تلمِّينَ جرحَكِ
أو تلثمينَ الصبيَّ يسوعَ بصبحِكِ
يا أطهرَ القابلاتْ

فيكِ أروعُ ما هوَ ماضٍ وآتْ
فيكِ أبلغُ ما في حنيني إلى ما تقولُ اللُغاتْ
فيكِ حنَّاءُ شمسٍ شتائيَّةٍ قد تلقَّفَتِ الأسهمَ العاتية
فيكِ أشواقُ أحلامنا
سبَحَتْ في لهيبِكِ عاريةً عارية

حنانَكِ يا أمَّ روحي ويا شعلتي الباقية
حنانَكِ.. كلُّ الذينَ بفضِّيةٍ سلَّموكِ
سينتحرونَ قبيلَ صياحِ الديوكِ ثلاثاً صباحَ النَدَمْ

كلُّ من يرقصونَ على حبلِ موتكِ أو يشربونَ
على نخبِ قتلَكِ أقداحَهم وهيَ دمعٌ ودمْ
كلُّ من يسقطونَ عن السِدرةِ الحُرَّةِ العالية
كلُّ من قتلوكِ ومن صلبوكِ على هامةِ الشمسِ ليلاً
وهم في الحقيقةِ لا يَعْلَمونْ
كلُّ من حقنوكِ بنارِ الجنونْ
وهم في الحقيقةِ أعرابُ لا يفقهونْ
كلُّهُمْ عدمٌ في عدَمْ
عدَمٌ في عدَمْ

أسمِّيكِ هاجرُ فارتْ أصابعُها بالدماءْ
أسمِّيكِ ما لا أسمِّي جحيمَ السماءْ
أسمِّيكِ قابلةَ الأنبياءْ
ومهدَ الكلامِ الجميلِ على غيمةٍ من حمامْ
أسمِّيكِ أندلسَ الشهداءْ
وحاضرةً للوفاءِ المُراقِ على جسدِ الأرضِ..
فوقَ براءةِ أطفالها وأكُفِّ النساءْ

عذابُكِ أسطورةٌ كجحيمِ الخيالِ
ونارُكِ لا... لم تذُقها إرَمْ
عذابُكِ في كُلِّ قلبٍ مُقيمْ
يُذَكِّرُنا بانتصارِ الألمْ
يُذكِّرُنا باندحارِ العَدَمْ

مطالع يناير 2009



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- أقمارٌ مائيَّةٌ لشرفةِ السيَّابْ
- هي شهقةٌ أخرى
- قصائد مبتلة بالضوء / قصائد مختارة
- شمسُ يوشع
- كلمات في وداع أجمل الفرسان محمود درويش
- كلُّ هذا البهاءِ المراوغِ حريَّتي ليسَ لي
- عذابات وضَّاح آخر
- خطىً لظباءِ القوافي على القلبِ
- قصائد مختارة من ديوان أوتوبيا أنثى الملاك
- كأني سوايْ
- إنفلاتُ هوميروس العرب إلى الأزرقِ الورديّْ
- محمود درويش.... أقربُ من زهرِ اللوز
- ماركيز ويوسا : رحمةً بنا
- مهزلة - أمير الشعراء - المُبكية
- كأنَّ الوردَ يهذي
- رؤى يوحنَّا الجَليلي
- حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال
- قصائد من الجليل/ مختارات


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - حنانكِ غزَّة