أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - في الأعياد، لا يليق بغزة سوى الموت ثوباً!















المزيد.....

في الأعياد، لا يليق بغزة سوى الموت ثوباً!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرف الفعل مغموس بالحبر الأحمر، حرف الكذب ممهور بالحبر الأسود..
تنزف الطاقات أنهاراً وتموت الرايات عجزاً وقهراً...نختبيء وراء شعاراتنا ونقتات على استجداء ماضينا، نتنادى ونصدر صراخا لا يسمع ،لا يصل ولا يفلح..لأنه في وادٍ سحيق سموه غزة
لأنه في موقع غريب مُقتَطع من جسد مُحَّرم، لأنه ضلع أعوج في خاصرة الخارطة المصنوعة رغما عن التاريخ ورغماً عن الناموس العالمي.
أن نسفك الدمع أن نغرق في الحزن ، أن نستنجد بالصبر أمام هول المذبحة؟! بهتان ، طين ورمال متحركة تبتلعنا شيئاً فشيئاً تبتلع ضمائر لا تستيقظ إلا لحظات الحشرجة والموت...ضمائر لا تتوقف عن المساومة وعن المتاجرة بأجساد غيرها في سوق سياسة ينخرها سوس الدجل والكذب والمزاودة.
تقتل إسرائيل، تستبيح إسرائيل ، تهاجمنا إسرائيل وتفتك لأنها تملك نفسها وتملك سطوتها ، لأنها تملك وسائل الفتك والدمار ولا نملك قوة متكافئة ومساوية ، نملك عيناً نفتحها على اتساعها بمواجهة مخرز إسرائيل وعماء العالم ، الذي يكيل بمكيالين ، تملك إسرائيل حق الكلمة في المحافل وتتحكم بالجولة بعد الجولة وتدير جلساتها في بيوت الدعارة السياسية وحقوق الإنسان في كفة الشيطان، حقوق القوة في عالم القوة والهيمنة، الضائع والمستباح هو ابن غزة، ابن غزة الذي لا يصول ولا يجول حماسياً أو إسرائيلياً...تنعق غربان الإف 16 وتنفث سمومها وحممها فوق البيوت الطينية الشاهدة على وطن وعلى أرض وعلى هوية يراد لها أن تختفي...يراد لها ألا تكون...كثيرة هي الأصوات المتاجرة وكثيرة هي الأهداف والأصابع التي تريد لأهل غزة أن يكونوا قرابين اللعبة السياسية في سوق المنطقة وتضارب المصالح في شد الحبال للحصول على صفقات أدسم ومواقع أكثر استراتيجية.
* ــ إسرائيل هددت وتهدد ...إسرائيل لا تفرق بين حماسي وفتحاوي حين ترسل قاذفاتها...ما يهمها هو قتل الفلسطينيين، يهمها أن تخضعهم وأن تختصرهم...أن تذلهم ليقبلوا بمخططاتها، ليقبلوا بسلامها ليخضعوا لوجودها ورغباتها في البقاء بظلها ، أن تمنحهم عن طيب خاطر وبكرم توراتي لا يُضعِف بكثير أو قليل حلمها الكبير ولا يقف عثرة في طريق تكوينه، إسرائيل مقبلة على خوض انتخابات حاسمة كل داخل فيها يريد أن يربح سياسيا وعسكرياً، ويتزعم على جثث الفلسطينيين وعلى حساب أي صلح ممكن وعلى حساب إقامة دولة يمكنها أن ترى النور أو تمنح الفلسطيني هوية حقيقية وسلطة فعلية، وليس في برنامج أو سياسة أي طرف من أطراف الصراع الإسرائيلي لكودياً أم كاديمياً خطة صلح واضحة أو رغبة في صلح مع الفلسطينيين إلا ضمن رؤياهم وضمان أمنهم.
*ــ حماس تصدر مراسيمها بحدود عفا عليها الزمن، تقطع الأيدي والأرجل وتجلد وترسل للإعدام كل مخالف لشريعتها، تزداد أعداد الأغنياء الجدد من أتباع حماس ويتداولوا العملة الأوربية في القطاع فقد غدا اليورو عملتهم الجديدة!، فلا غرابة ولا عجب لمسئولها السيد إسماعيل هنية حين يصدر تصريحاته وتشبثه بسلطة أنشأها تحت الاحتلال ويتمسك بها(لن نتراجع حتى لو أفنوا غزة )!ــ على حد تعبيره ــ هكذا تكون المسؤولية بعرف حكومة حماس!...لأن الضحايا رخيصة، رخيصة كما هو الموت رخيص في غزة، يجتمع زعماء حماس المقيمين في دمشق يتصدرهم خالد مشعل مطلقا خطبه الرنانة وتهديداته الأكبر من حجمه لكنها بكل تأكيد ليست أبعد من أنفه ، ويردد صائحا:" سنعلمهم كيف تكون البطولة "...يعني هنا ..بطولة الموت ..بطولة الآخر الذي يموت ..بطولة ابن غزة الضحية.
ويستصرخ الجهاد وعز الدين القسام والشرطة ــ التي قضي على نصف أعداد متخرجيها رغم التحذيرات والتهديدات الإسرائيلية باجتياح غزة!! ــ ليستمروا في قصف المستوطنات بقذائف القسام وبتفجيرات انتحارية في المناطق اليهودية...هل سيعيد مشعل فلسطين من خلال هذا الموت وهذه القذائف؟ هل سيرهب بها إسرائيل ويهودها كي يرحلوا؟ ...هل سيقنع العالم بعدالة قضيته من خلال استمرارها؟ هل سيفرض دولته ويقذف بإسرائيل إلى البحر؟ هل وهل...لكنه بكل تأكيد سيضمن بقاءه كسيد على قطاع غزة فقط، وسيحرقها بمعونة إسرائيل فيحقق لها ما تريد ويعطيها كل الذرائع لتفتك بأهل غزة ..وليستمر هو بالتحاور والتآمر مع قادة سورية وإيران.
* إيران تطلق نيرانها العطفية وغضبها الأبوي وحسها الأخوي وعدالتها الدينية البارزة سطحياً !!، والتي تخفي وراءها أطماعها النفوذية ، بل ومعادلاتها في سحب اعترافات وقراءة موازين القوى الدولية وكيف يمكنها أن تحصل على ما تريد أمريكياً وأوربيا لتصل لأهدافها نووياً، دون أن تدفع من جيبها الوطني نقطة دم فارسية واحدة وستكتفي بدموع التماسيح تذرفها على ضحايا غزة، ولن تتوانى في دفع عجلات حماس وتحميس رأس زعمائها مادياً ومعنوياً بالإيعاز لحزبها الإلهي في لبنان ليطرح شباكه الصاروخية فيرسل ببعض القذائف لإسرائيل كي تشعل فتيل لبنان من جديد وبهذا يمكنها أيضا أن تصطاد الحمل السوري ، الذي بدأ يغضبها ابتعاده التدريجي عن الصحبة الطويلة من أجل سلام وصلح مع إسرائيل ومن خلاله يمكنه أن يعود لبنانيا بتواطؤ إسرائيلي ودولي من بوابة الحكم الرسمية هذه المرة، وبهذا يستطيع نظام دمشق أن يسحب بساط لبنان من تحت العباءة الإيرانية، وسيفسح مجالا لإسرائيل المجروحة من حرب تموز 2006 أن تستعيد دورها وقوتها الردعية الضاربة بدفشة إيرانية نجادية من العيار المدروس...فيبتعد شبح الضربة الإسرائيلية على قوتها الصاعدة ونفوذها المتنامي في المنطقة ويخلو الجو لإيران.
أمام هذه المعادلات والموازين المائلة والتي لا يرجح كفها إلا لصالح إسرائيل، فإن الموقف الأمريكي يحتاج إلى إعادة نظر سريعة وجديدة ، وعلى حكومة أوباما الجديدة أن تأخذ المبادرة في وقف عمليات الذبح الإسرائيلي أولاً، ثم في درء ما جنته سياسة بوش من عداء سيستمر ويمتد سعيره ليطال أمريكا نفسها، والسبب هو إسرائيل ومساندتها العمياء بكل ما تقوم به والذي يخرق كل قوانين الكون وحقوق الإنسان ، فأمريكا من خلال أعمالها في فلسطين والعراق وغيرها..لم تجن سوى العداء الذي يستفحل يوما بعد يوم ولا يحصد إلا مزيداً من الكراهية في كل دول العالم الإسلامي والعربي،ويساعد على انتشار المزيد من حركات التطرف الديني والأصولي المؤدي بالتالي للإرهاب ، الذي يعود على العالم بأضرار جسيمة من الصعب تلافيها ضمن حقبة قصيرة من الزمن.
للخلاص من هذا الوضع الناتج، تقع المسئولية الكبرى على عاتق زعماء فلسطين بطرفي الصراع، الالتزام بوحدة المصير ووحدة وتلاحم القوى بغض النظر عن المصالح الأيديولوجية والتي أثبتت فشلها على كل الأصعدة وأودت بحياة الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني دون مقابل وبأرخص الأثمان، ألا يكفيكم هذا الكم الهائل من الموت؟...ألا تكفيكم كل هذه المجازر؟ التعقل سيد الحلم، والمسئولية هي حماية الشعب وليس التضحية به من أجل السلطة كما قال هنية!...فناء غزة ودمارها لن يكرس نصرا بقدر ما يكرس عارا تاريخياً، قضية فلسطين على الساحة العالمية تمثل أعدل القضايا وباعتراف حتى ألد أعدائها...لكن مسيرة العقل ومسيرة الاستراتيجية السياسية تتطلب وقفة ضمير ووقفة تأمل لمعرفة كيفية التعاطي مع الآخر على الساحة الداخلية والعربية والدولية.
الضعف العربي والموقف الرسمي لن يتغير ولا فرق بين دول( ممانعة) وأخرى( معتدلة) ، فكل يعتقد أنه حمل ما يكفيه وكل يغني على مواله وليلاه...وكل منهم يحاول استغلال القضية لتمرير مصالحه والتاريخ القريب يحفل بالأمثلة الحية ولم تنسها الشعوب بعد. عودوا للتضامن مع أنفسكم ومن ثم لانتخابات حرة ونزيهة يحددها الشعب الفلسطيني ، الذي حصل على جرعته الزائدة من المزاودة والمتاجرة والتناحر دون طائل.
باريس 29/12/2008
.





#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان الحرية وحقوق الإنسان!
- نحن والشيطان والغيبية والتغيير
- شمعة سابعة نشعلها للحوار..لنا في نورها وهجاً وفي استمراره أم ...
- مجتمع بقياس موحد - NIS SEX - وبوجهين- -.DOBLE FACE
- في متاهة الحاضر الإسلامي
- يكذبون حتى يصبح الكذب ملح حياتهم...لأنهم لا يخجلون!
- اغتيال من اختصاص سوري مع الاعتذار من ميشيل كيلو
- العنف ضد المرأة.
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم - 3 الاغتصاب -.
- القرعة تتباهى بجدائل ابنة خالتها - مثل شعبي-
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر ...
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم...لماذا؟ (الحلقة الأول ...
- العالم من حولنا يتغير ونحن نعيش الثبات وننام في سبات!
- أطلق غناء الفرح بميشيل ومحمود ( إهداء لحريتهم )
- السر السوري الخطير في الرد السوري الكبير على الغارة الأمريكي ...
- الليلة الأطول انتظاراً إلى معتقلي إعلان دمشق في محاكمتهم ال ...
- درس سوري جديد في الإنصاف!
- حاميها حراميها
- لماذا تتلبس ثوب القاتل بعد أن تكون ضحيته؟ لماذا ترتبط كينونت ...
- بازار حقوق الإنسان العربي( بمناسبة العيد الستين للإعلان العا ...


المزيد.....




- مقتل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية في أريحا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /23.04.2024/ ...
- تجمع في براغ لدعم أوكرانيا من خلال -الخطة الأستونية-
- الحرب على غزة في يومها الـ200.. استمرار للقصف واكتشاف مقابر ...
- WSJ: ترامب يصف أوكرانيا في محادثاته مع الأوروبيين بأنها جزء ...
- مراسلنا: القوات الإسرائيلية تكثف قصف شاطئ البحر في رفح وخان ...
- بكين تدعو واشنطن إلى التفكير بمسؤوليتها في الأزمة الأوكرانية ...
-  10 قتلى بتصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
- تايوان تسجل أكثر من 200 زلزال وهزة ارتدادية خلال يوم واحد
- الخارجية الأمريكية: إيران -لا تحترم- السيادة العراقية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - في الأعياد، لا يليق بغزة سوى الموت ثوباً!