أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء الشكرجي - شكر للقوى الشيعية والسنية لإنهائها الطائفية السياسية















المزيد.....

شكر للقوى الشيعية والسنية لإنهائها الطائفية السياسية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 2508 - 2008 / 12 / 27 - 09:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ونحن نودع عام 2008 لنستقبل السنة الرابعة والأخيرة من الدورة البرلمانية الراهنة، حيث سنودع السنة الجديدة وقد انتخبنا مجلس نوابنا الثاني للمرحلة الدستورية الدائمة (أو الثالث منذ سقوط الديكتاتورية)، وبالتالي نكون قد اخترنا التغيير المفصلي الممكن الثاني، إذا اعتبرنا التاسع من نيسان 2003 هو التغيير الأول، أو اخترنا لا قدر الله مواصلة المحنة التي نعيشها منذ ست سنوات، والتي ستكون مقاربة للسبع سنوات في وقت الانتخابات البرلمانية القادمة.

والكل يقر اليوم إن من أسوأ ما أفزته تجربة العهد الجديد هو التخندق الطائفي الشيعي والسني، علاوة على المبالغة في الاستغراق في الفكر القومي الكردي من قبل القوى السياسية الكردية، وبالتالي إنتاج الثلاثية السياسية (الشيعية/السنية/الكردية). ومن غير شك إن الطائفية السياسية هي الأسوأ من نوعي التخندقين الطائفي (الشيعي/السني) والقومي (الكردي/العراقي)، ولا أقول الكردي/العربي، لأننا أمام تيار قومي كردي وتيار عراقي للعراق غير الكردي أي عراق العرب والقوميات الأخرى (التركمانية والآشورية)، وإن كان البعض من العرب ما زالوا مستغرقين في الثقافة القومية العربية التي لا تريد الإقرار بواقع التنوع القومي للشعب العراقي، كما ثبت الدستور، ولكن هؤلاء (التيار العروبي) لا يمثلون ثقلا سياسيا مؤثرا تأثيرا كبيرا على المشهد السياسي العراقي.

دعونا نتناول ابتداءً الطائفية السياسية، التي وضعت العراق على حافة الهاوية إلى جهنم الحرب الأهلية الطائفية. هنا نقول شكرا لقوى الطائفية السياسية الشيعية منها والسنية، وهو شكر تهكم، لكنه تهكم لا يبتعد عن احترام من يستحق منا الاحترام، وتهكم يعبر عن استبشار مشروع وطنيا، من غير تشف سياسي بأحد؛ هو استبشار للعراق من غير تشف بالقوى السياسية المعنية التي أسست للطائفية السياسية، سواء بقصد من بعضها، أو لعله بغير قصد من بعضها الآخر، فمن أسس للطائفية السياسية عامدا، قد مارس الظلم السياسي بحق العراق، ومن أسس لها غير عامد، فقد مارس الجهل السياسي، ومن انجر لها في غفلة من أمره ثم تعرف على خطأ خياره، فكان في غفلة عن وعي حقيقة المصلحة الوطنية للعراق وعن فهم معمق لأسس الديمقراطية، فهو لا يملك الوعي الكافي الذي يحتاجه الأداء السياسي في هذا المفصل الحساس والمصيري من تاريخ العراق.

نقول شكرا للأحزاب الشيعية والأحزاب السنية، لأنها ساهمت ولو بغير قصد في وضع نهاية للطائفية السياسية (أَشْيَعَة وأَسْنَنَة السياسة)، ساهموا في وضع النهاية لها، من خلال تفكك كل من التخندق الشيعي (الائتلافي)، والتخندق السني (التوافقي)، وذلك عبر تصاعد الصراعات والتناقضات الداخلية (الشيعية/الشيعية) من جهة، و(السنية/السنية) من جهة أخرى، هذا ليفرض الواقع على هذين التخندقين الطائفيين حقيقة أن الأصل في السياسة هو التعددية السياسية والتنافس السياسي، وليس الطائفية السياسية والتنافس الطائفي، ومن هنا جاءت حلقات التصدع والتفكك في كل من قائمة الائتلاف الشيعية وقائمة التوافق السنية كإفراز طبيعي، ليتحول الصراع السياسي من صراع شيعي سني، إلى صراع شيعي شيعي، وسني سني، والمرحلة التالية التي يجب أن تكمل عملية إنهاء الطائفية السياسية هو انبعاث تحالف سياسي هنا يشمل أطرافا عراقية تنتسب إلى التيار والفكر والبرنامج السياسي الذي يمثله ذلك التحالف من شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة وإيزيديين، وعرب وكرد وتركان وآشوريين، وتحالف هناك يشتمل أيضا على جميع أطياف الشعب العراقي، كما كنا نعرف التيارات السياسية في العهد الملكي والعهد الجمهوري الأول (القاسمي)، حيث كانت الأحزاب السياسية والتيارات السياسية غير قائمة على أسس طائفية أو دينية. مع العلم إن حتى الذين أسسوا للطائفية السياسية عن حسن قصد، أو عن غير حسن قصد، عن وعي بالمردودات السلبية والخطيرة لهذا المنهج، أو عن عدم وعي ذلك، أصبحوا اليوم يطرحون خطابا يرفض الطائفية السياسية. قد يكون بعضهم صادقا، حيث أدت التجربة إلى انبعاث وعي جديد له، فرأى بعض السياسيين الشيعة أن التخندق الطائفي الشيعي كان مضرا بالشيعة وبعموم القضايا الوطنية للعراق، كما رأى بعض السياسيين السنة أن التخندق الطائفي السني كان مضرا بالسنة وبعموم القضايا الوطنية للعراق، ولكن لا يمكن أن نصدقهم جميعا، وحتى لو كان فيهم الصادقون في تحولهم الجديد، فالأصل ألا يثق المواطن بدعواهم، وأن يكونوا بالأصل متهمين – إلم نقل مدانين - لحين ثبوت براءتهم حقا من الطائفية السياسية، لأن الأصل هو ثبوت ارتكابهم لها لمدة خمس سنوات كارثية، ولم يعلن أحد منهم ندمه على ذلك واعترافه بخطئه في تبني الطائفية السياسية ومسؤوليته عن مردوداتها السلبية والتخريبية الخطيرة، بل راح بعض المعروفين بأنه يقينا من المؤسسين بحماس للطائفية السياسية يدعي معارضته لها في ما أسماه بتيار إصلاحي، وكأنه كان منذ البداية مخالفا للطائفية السياسية. ولا يفطن هؤلاء إلى أن فطنة المواطن – إلم يكن على وجه التعميم فعلى وجه التغليب - بدرجة تجعل من الصعوبة بمكان أن يصدق بهذا التحول في خطاب هؤلاء السياسيين المؤسسين وبإصرار للطائفية السياسية.

والسؤال المهم وبعد تفكك التخندقات الطائفية التي نتمنى أن يعقبها تفكك في التخندق القومي، عربيا كان أو كرديا، هو ما إذا سيتحمل الوطنيون الديمقراطيون المؤمنون بالدولة المدنية، والنابذون بحق وصدق وحقيقة للطائفية السياسية ولتسييس الدين، الرحم الولود الذي أخصبت فيه وولدت منه الطائفية السياسية؛ الوطنيون النابذون أيضا لتسييس الانتماء القومي، فيؤهلون أنفسهم للانتخابات النيابية العامة في نهاية عام 2009، ليكونوا البديل الأفضل والأنفع للعراق، والأصلح لبناء الصرح الديمقراطي، ولتحقيق الإخاء الوطني. هناك مؤشرات مشجعة بتحلي هذه القوى بمسؤوليتها التاريخية، لا نقول لقلب المعادلة السياسية جذريا، بل لتحقيق خطوة مهمة على طريق التغيير الديمقراطي، التي ستكملها خطوة متقدمة أكبر بكثير في انتخابات 2013.

فهل نعطي عهدا لشعبنا العراقي كبطاقة تهنئة بحلول عام 2009، بأن بطاقة التهنئة بحلول 2010 ستكون خطوة مهمة نحو طي فصل الطائفية السياسية والتأسيس للديمقراية الحقة؟ نحن جادون، رغم محدودية إمكاناتنا، التي ستُجبَر بإذن الله بدعم الجماهير التواقة للخلاص والمتطلعة لمستقبل أفضل.

25/12/2008




#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الأستاذ الحراك والحوار حول المشروع الوطني الديمقراطي
- الخطاب السياسي المغاير ما بين الدبلوماسية المفرطة والهجوم ال ...
- العلمانية والديمقراطية والليبرالية بين الإسلام والإسلامسم 2/
- لماذا نقدي المتواصل لتسييس الدين والمذهب والمرجعية
- الملحدون الإلهيون والمرتدون المتدينون
- ثورة إيران في ذكراها السابعة والعشرين
- نداء تاريخي إلى الحزب الإسلامي العراقي وحزب الدعوة الإسلامية


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء الشكرجي - شكر للقوى الشيعية والسنية لإنهائها الطائفية السياسية