أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - مخلوقة من طين...!














المزيد.....

مخلوقة من طين...!


بان ضياء حبيب الخيالي

الحوار المتمدن-العدد: 2504 - 2008 / 12 / 23 - 08:44
المحور: الادب والفن
    



حين انتويت عناق السماء والضياع في دنيا الفراشات مزقت شرانقي البغيضة وتخلصت من صنوي الشرانق الوضاعة والعفن ....واستعرت لي جناحين من غيمة ....
استقبلتني قبائل النجوم وملئت ملائكة المطر جيوبي بالئالي والضياء كدستها في روحي المشتاقة للضّي ...فأغرقتني كرمال فرشت أرض المحيط ....لؤلؤة منها نبضت ...أخرى تنفست ...وواحدة نقت لي دمي من أسقام قديمة ....أحسستني أصبحت يكونني الندى كلؤلؤة في محارة تلفها الغيوم الحانية...إلا إن إحدى دقائقي كانت تحترف خَزنَ الذكريات...ذكرتني بوشوشة الأوراق حين يلثمها المطر أو حين تعتريها نسمات تلاعب خضرتها بحنو .... ذكرتني بندى فجري المضمخ بالشذى ، باحتضاني لعش صغير في البعيد ...ربتت حينها على وجنتي قداحة بيضاء تفتحت لتوها ....فأرقت جذلي ....عدت أتوق للرسو في موانئي بعيدا ًعن المنفى
لا تلمني إن تعثرت بغيمة ....أو إن كبتت أنفاسي نسمات الأثير الشفافة.....فأنا مخلوقة من طين أخضر ......أهوى صحبة الورد والأطيار واحتضان ملايين فراشات الضي وهناك في بلاد السماء البعيدة احتضنني الفراغ وبسبب غلبة الضباب في مدن الغيوم انتابني العمى ....فتعثرت بأذيال غيمة وحين أفقت قرب أصيص زهوري ....منحتني أمي قبلة الرجوع فعاد لي بصري ...وقبلت طينها ....علمت حينها إنني أعشق أن أبقى غُصينا ًصغيرا ًفي شجرة شرانق من أن أرحل في الأثير ......تائهة من دون أم .....!
.............................................................................................................................
(غفوة...!)
كان وهما أبعدني خارج المعقول أوصلني لحدود اللامعقول لتلك الأزمنة ألا متناهية من الضياع من النوم لسنوات من البرد اشتريتها بثواني من الدفء الزائف ......رذاذ البحر يتطاير من حولي ....يبعد عني إغفاءة كانت قصيرة طويلة....لا تزال في النفس رغبة جامحة في الكرى والأحلام ...لكن الواقع يسحبني وتشدني الحقيقة بإلحاح بغيض لها ...الشمس...البحر....الهواء ...أتمنى أن تأخذني تلك القوافل الهادرة من البعيد معها نحو البعيد نحو عالم الصدق العاجي الناصع والقاسي ....أنا أتخبط في عالم من الفيروز الكاذب وافتقد دوما جبال العقيق الصادقة
تتأرجح أرجوحتي الوردية بين رغبة في إبحار اورسو كلاهما يجب أن يكون أبديا ً...هو هناك ينتظر أن أفيق من صحوتي وأعود إليه
سيجارته الخمسين تنتحر تحت قدميه عند الشاطئ...الدقائق تنتحر والسجائر تنتحر الكل يتحول الى رماد ....أما روحي التي كانت رهينة الجسد فقد ارتشفت الموت ببطء وسكينة حتى تحولت هي الاخرى الى رماد ....هو أيضا ًينتظر أوبتي ....أوبة الروح لجسده ...طال إغفائي في عرض البحر .........أراه على الشاطئ ولا أراه في داخلي .......أ ترآه.... رحل ........؟
.............................................................................................................................
(همسات قشّة)
أجدف وحدي ....وتصعد الأمواج بي نحو القمر تارة وتسحقني بين صخور القاع طورا ًكلت يداي وكل قلبي .....ألفُّ وحدتي في صاري الأمل ....ألوك الصبر عسى أن يشق ليلي وميض فنار مهجور...يرحمني من صروف أقدار بحرية لا ترحم... ديدنها المد والجزر والأمل المشرب باليأس ....أحيانا يصمت المحيط أمامي....لا أكاد أتبين أنفاسه المترددة بوهن....هل هو يتعب مثلنا ؟
أحس المحيط يصطخب أحيانا في متاهات فكري المتشعبة ....أأنا منه أم إن به بعض مني..؟
اهمس لنفسي واتارجح في قاربي كأنني قشة...!
أجدف ....وحدي بنور الفجر ...بثورة وصخب الموج ....بليالي المحيط الموحشة أجدف كل عمري .....لا فنار يتلقف خوفي ولا ميناء تسند أقدامي المتعبة من عدم الاتكاء على أساس
صلب ....!
أنا والملل ومجدافي والمحيط المحتضن برحابة كل أيامي أنام على ترنيمة موجة وأفزع لهدير جبال متخاصمة تلعب حولي لعبة نسيتها منذ الطفولة .... تزعق النوارس خوفا أحيانا ًًوتسكر ضحكا ً....وأنا ارقبها ... اتسائل بهمس يبتلعني الصمت ...وأعود لأجدف ....قشة.... تتأرجح بملالة ....هو قدري أن أبقى....وحدي اتسائل ....و أجدف........!
..............................................تمت........................................................



#بان_ضياء_حبيب_الخيالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أفتح الابواب للعيد...؟
- ألملم النجوم...!
- صندوق من خشب الصندل ....
- قلب جبلي الأخضر...!
- القصة خون /الجزء الثاني
- القصة خون /الجزء الأول
- مدينة من جليد...!
- ديرة الفرح ...موخان جغان..!
- أناجي القمر...!
- إنتخبوني
- رحيل ساندريلا
- يوميات زوجة شرقية
- كل عيد ونحن معاً
- مات في العراق
- في قاع النيجر
- نظريات عالمة جديدة/الحلقة الثالثة/وجود زنابق الماء في منطقة ...
- نتف من قصة لؤلؤة الميناء
- نظريات عالمه جديدة/الحلقة الثانية/لغز ارتفاع درجات الحرارة ف ...
- نظريات عالمة جديدة...الحلقة الأولى...لماذا لون الشفق؟


المزيد.....




- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بان ضياء حبيب الخيالي - مخلوقة من طين...!