أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة















المزيد.....

الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2502 - 2008 / 12 / 21 - 08:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ حوالي سنتين والبعض من وسائل الإعلام " صحف ،راديو ، فضائيات " تتحدث عن مؤامرة أو انقلاب يحاك لقلب النظام " أي نظام " واتسعت الرؤيا لتصف كيف يجري وَمَنْ خلفه من العسكريين العراقيين وغمزوا حول الموافقة الضمنية من قبل الأمريكان حسب هذه المصادر بعدما عجزت الحكومة أمنياً وانعكس ذلك على أعداد الجنود الأمريكان القتلى والمصابين ووجود الخلافات بين التيارات الإسلامية الحاكمة الرئيسية ونشاطات القوى الإرهابية وكانت شذرات من الأفكار تتحدث عن حزب جديد باسم حزب العودة وهو وريث فعلي لحزب البعث الصدامي أخذ في الآونة الأخيرة ينشط ويقدم رشاوى إلى البعض ولم تكتف وسائل الإعلام بهذا الحديث العام وراحت تقوم بتحقيقات ومقابلات وندوات تلفزيونية وتوجه أسئلة للبعض من المسؤولين السابقين في السلطة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي وكانت اكبر نكتة أطلقها علاوي وبشكل ساخر " بيمن ايسون انقلاب لا احد يستطع إلا القوات الأمريكية" لكن ذلك لم يكبح التوجه لخلق ضجة مفتعلة عن إمكانيات عودة حزب البعث إلى السلطة بالمال اعتماداً على قول لصدام حسين الذي سيطر على 5% حصة كولّبكيان حسبما أشارت حينها مصادر موثوق بها وبقى البعض يجمع الكلمات يشرح ويفيض في الشرح ويسرد الاحتمالات لا بل البعض طالب علناً بضرورة الانقلاب ومجيء قائد قاسي وحازم لا يبالي بالضحايا، قوي وشديد البأس لتأديب الشعب العراقي من أجل إنقاذ العراق!! من التقسيم والطائفية وطرد الجيوش الأجنبية ورد الاعتداءات والتدخلات الإيرانية وكذلك بعض دول الجوار وجعل العراق قوياً كما كان يحسب له الحساب من أصدقائه قبل أعدائه!! إلا إن هؤلاء المدربين على تهويل المواضيع وتضخيمها لبذر الشقاق لم يسألوا أنفسهم بأي آليات وأسلحة ودبابات ومدرعات وفرق عسكرية مدربة وطائرات ووسائل إعلام مركزية حتى ينجح الانقلاب وأخيراً ماذا سيفعلون مع حوالي ( 140 ) ألف جندي أمريكي وعشرات من الآليات العسكرية المختلفة ومثلها الطائرات العسكرية الحديثة فضلاً عن قوات دول أخرى وفي مقدمتها بريطانيا وعلى ما يبدو يغض النظر عن المليشيات المسلحة غير القانونية ، القضية ربما كانت تخف بين فترة وأخرى لتعود ولكن بطريقة جديدة لتجعل أكثرية الشعب تصدقها بسبب قلقها وتخوفها من الوضع الأمني المضطرب وإمكانية القيام بانقلاب واردة وقد يكون بدعم من الولايات المتحدة هذه المرة لا بل أن البعض كتب مصدقاً نفسه وآخرين صرحوا للصحف أو في مقابلات على الفضائيات ( ويا مكثرها ) "الطبخة قد استوت على نار هادئة " و ليست بعيدة وهناك دول عربية تشجع هذه الطريقة لعودة الاستقرار، لكن الانقلاب لم يحدث والذي بقى هو فكرة المؤامرة السرية ، أما الجانب الثاني من الفكرة هو ما أكد عليها من الذين يحرصون على مستقبل ومصلحة البلاد والوقوف بالضد من عودة الدكتاتورية وتحت يافطة أية مبررات هو وجود اختراق لقوات امن الداخلية ووزارة الدفاع الذي يساعد الإرهاب والمليشيات على المضي في استمرار الاضطراب الأمني وقتل المواطنين هذه الاختراق مرده أعضاء حزب البعث الاعتياديين الذين أعيدوا إلى مواقعهم العسكرية وتحركهم لكسب عناصر عسكرية قيادية بما يقدم لهم من دعم واسع النطاق بما فيها مبالغ كبيرة من الدولارات الحرام المسروقة من دم الطبقات الكادحة العراقية ولقد قُدمت تحذيرات غير قليلة: أن هذا الاختراق الأمني هو سند للأعمال الإرهابية والتهجير والهجرة والخطف والقتل والاحتقان الطائفي وبالتالي سيكون المساعد على إطالة بقاء الاحتلال وعدم تطوير القدرات العسكرية بالنسبة للجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية وليس بالغريب ما جرى ويجري من فساد مالي وإداري يصب في ذات الاتجاه فكلما ضعفت الدولة واستمرت المحاصصة الطائفية وهدرت أموالها وبقى جيشها ضعيفاً عدداً وعتاداً وكلما بقت الشرطة والمؤسسات الأمنية تراوح في مكانها فسوف تشعل غضب الملايين من المواطنين وتجعلهم ينحازون إلى الرأي الذي يُطرح " صدام واحد أحسن من ألف صدام " و " ياريت على زمن صدام" لكن هذا الرأي لا يذكر اسم صدام لأن صدام أعدم وانتهى أمره ويخص بديلاً يحمل الصفات نفسها، بديلاً جلاداً لا تثنيه لا أعراف ولا قيم دينية أو سياسية، الخطأ الكبير الذي أوقعت نفسها الجهات المسؤولة عن هذا التوجه وكذلك الوسائل الإعلامية وبخاصة بعض مواقع الانترنيت الداعية لهذا الاتجاه بان الزمن غير الزمن الذي جاء فيه حزب البعث العراقي للسلطة والناس تحررت من الخوف والرعب وأصبحت تفكر بطريقة ثانية وان الوعي الاجتماعي الحالي غير الوعي السابق وبقدرة الجماهير الشعبية الوقوف بالضد من أي تحرك يحاول إعادة الأمور إلى الوراء ثم وهذا مهم جداً بأي جيش وفرق عسكرية ومؤسسات أمنية وإعلامية؟
الملاحظ في هذه القضية أن الإعلان عن إلقاء القبض على ( 16 من أصل 23 ) ضباط في وزارة الداخلية وليس مثلما روجته بعض وسائل الإعلام ( 40 ــ 50 ــ) المسمومة بالحقد وكراهية للعراق وشعبه تزامن مع قضية منتظر الزيدي الذي طبل عنه بأنه شيوعي حيث قدم رسالة اعتذار إلى رئيس الوزراء هذا ما صرح به ياسين مجيد المستشار الإعلامي للمالكي " قد لا ينفع العذر مع كبر القبح الذي ارتكبته لكن اذكر في صيف عام 2005 عملت مع جنابكم مقابلة وقلت لي البيت بيتكم وأنا استعطف هذا الشعور الأبوي منكم للصفح عني " فقضية المؤامرة أو الانقلاب التي تَحدثتْ عنها مؤخراً بعض المواقع الالكترونية ولا حاجة لذكر الأسماء وبعض الفضائيات أصبحت كذبة عرفها الداني والقاصي بعد تصريحات وزارة الداخلية واللواء الركن عبد كريم خلف مدير مركز القيادة الوطنية في الوزارة وعضو الأمن والدفاع في البرلمان عباس البياتي بان هذه القيادات المعتقلة هي قد تكون مسؤولة عن الاختراقات الأمنية التي حدثت في أنحاء العاصمة وهم أعضاء في حزب العودة وريث حزب البعث الصدامي كما أشار عبد الكريم خلف عن اعتقال العديد من الخلايا والمسلحين العائدة لحزب العودة من بينهم ضباط كبار في أجهزة الأمن السابق بينهم ضباط برتب كبيرة وكان الاتجاه ليس الانقلاب بل حرق وزارة الداخلية، وبعدما لفقوا وأقاموا الدنيا في وسائل إعلامهم حول اعتقال أحمد أبو رغيف مدير عام شؤون الأمن في الوزارة ظهر إن الرجل وحسب بينان وزارة الداخلية هو المكلف بالتحقيقات مع الضباط المعتقلين الذين لم توجه لهم تهمة لحد يوم (19/ 12 / 2008 ) وإنما فقد يجري التحقيق معهم ومثلما لاحظنا في الكثير من القصص المفبركة من هؤلاء تظهر بعد ذلك أن 90% منها كاذبة وملفقة هدفها المريض تشويه الواقع وخلق حالة من عدم الثقة بين مكونات الشعب العراقي لكن الأعجب أن هؤلاء الحمقى لا يخجلون أبداً من تكرار الكذبة والخبر المشوه والمضخم حسب قياساتهم، لا يستحون وهم يرون ليس في المرة الأولى أو الثانية والثالثة أو العاشرة أنهم يدسون أخبارهم ونميمتهم بضع ساعات لتنكشف بعدما تتعرى مواقفهم البائسة ويبدو أنهم لم يستفيدوا من المثل الدارج " الكذاب احترك بيته أو محد صدقه " والحقيقة وكما قيل " إذا لم تستحي افعل ما تشاء "
وأخيراً ظهرت الحقيقة وكشف الترويج للتفرقة والحلم القديم بالانقلاب العسكري أصبح على ظهر بساط الريح ولكن بقى هاجس المؤامرة الفاسد يجول في أدمغة المتآمرين القدماء الجدد وهيهات العودة يا حزب العودة إلا بالعودة للوطنية والشفافية واحترام حقوق الإنسان والصدق ومراجعة الماضي وتشخيص المسببين الحقيقيين من قياداتكم السابقة عن هذه الجريمة ، جريمة احتلال العراق والاعتذار قبل كل شيء من الشعب والعمل من اجل تخليص النفوس من عار الحقد والكراهية وبالضد من القوى الوطنية والديمقراطية بحجة القومية والقضية المركزية وثبت لجميع أصحاب الضمائر الحية وللتاريخ أنكم أس الضرر فيهما وليس في العراق فحسب بل المنطقة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاخر بقندرة الزيدي هلوسة في الشعارات
- الرشاوى وانتشار الدوائر والوزارات في المناطق السكنية
- الحوار المتمدن رؤيا تقدمية وعصرية
- الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات
- ازدواجية المواقف وغش لوعي المواطنين
- مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء
- مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام!
- السيد بديع عارف ولكم من أين لهم هذا...؟
- حدثت المعجزة وفاز باراك اوباما المعجزة
- ملامح من حياة قصيرة
- بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية
- أهداف الاحتقان السياسي في العراق
- الاتفاقية الأمنية الموقعة
- وكان التحول في نظام المآتم
- المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية
- أسامة النجيفي وجريمة الاغتيالات وتهجير المسحيين من الموصل
- ما بين التطبيق والإلغاء للمادة ( 140 ) والحقد الشوفيني
- الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة