أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمد غريب - الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات














المزيد.....

الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 11:03
المحور: حقوق الانسان
    


التعويضات وما أدراك ما التعويضات هذه التركة الثقيلة التي خلفها النظام السابق جراء عنجهيته واستهتاره وتخلفه الذي قاد البلاد إلى مزالق عديدة واختتمها بهذا الداء، داء الاحتلال الذي يندى له جبين كل وطني مخلص ومن بلدٍ غني تحت إمرته حوالي ( 37 ) مليار دولار فائض إلى بلد الكل يريد أن ينهبه بحجة جرائم وسياسة النظام السابق وكأن الشعب العراقي هو الذي قرر انتهاج تلك السياسة العدوانية الرعناء وكذلك الحرب مع إيران أو احتلال الكويت أو خوض الحروب غير المتكافئة فالشعب العراقي تضرر مثلما تضررت الشعوب الأخرى، دفع الضريبة ليس فقط مالاً أو نفطاً بل دماً وتشريداً وسجناً وهذه القضية يجب أن تدركها حكومة إيران وشعبها الصديق وحكومة الكويت وشعبها الشقيق وكذلك السعودية وغيرهم من الدول، والذي يدرك ما أصابه من نظام صدام حسين وحزبه عليه أن يشعر بالألم نفسه على الشعب العراقي أن بعض الدول الأوربية والآسيوية ودول الخليج وبخاصة الإمارات العربية التي قامت بإلغاء ديونها أو إلغاء قسماً غير قليل شعرت بضرورة التضامن وأحست بألم الشعب العراقي ولكن على ما يبدو وللأسف الشديد أن إيران وبعض الدول العربية الأخرى التي ما زالت تطالب وتطالب فالدول الأخيرة ما زالت تريد من الشعب بأن يدفع المليارات لما اقترفه نظام ديكتاتوري دمر المنطقة وجعلها رهينة للولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو وهي بهذه المطالبة تزيد من معاناته بدلاً من مساندته والوقوف إلى جانبه في هذه القضية الحيوية.
لقد استغربنا أكثر عندما تابعنا تصريحات منوشهر متقى وزير الخارجية الإيرانية الاثنين 1/12/2008 حول المطالبة بالتعويضات عن الحرب 1980 ــ 1988 وقد أفصحت إيران عن نيتها في الحصول على التعويضات التي تقارب ما بين ( 600 وألف مليار دولار ) وهي أموال هائلة لتعويض خسائرها في الحرب حسب ادعائها وأشار وزير الخارجية الإيرانية أن هذه الخسائر كانت " دوماً في أوليات عمل وزارة الخارجية بعد سنوات الحرب" لكن وزير الخارجية لم يتطرق إلى قيمة الطائرات العراقية المدنية والحربية التي أرسلها صدام حسين خوفاً عليها من الدمار والتي قام النظام الإيراني باستخدامها طوال هذه السنين هل يعتبر ذلك قانونياً وشرعياً في عِرْف الحكام الإيرانيين وعِرْف وزير الخارجية منوشهر متقى، لماذا لا يفقه الأشقاء والأصدقاء حسب تأكيدهم لهذه المصطلحات وإعلانهم في أكثر من مكان وزمان بأنهم يعملون من اجل مساندة الشعب العراقي لكي يتخلص من الإرث القديم ومما أصابه بعد الاحتلال وسقوط النظام والوقوف معه لاستكمال استقلال العراق وبالضد من الإرهاب والفتنة الطائفية، كيف يمكن مقارنة هذه التصريحات وبين المطالبة بمليارات من الدولارات التي ستنهكه أكثر وتأخره من استكمال عملية البناء والتطور والتخلص مما أصابه من النتائج الكارثية بسبب الحروب الخارجية والداخلية، المطالبة بالتعويضات وبهذا الشكل وبدون تشخيص المسبب الرئيسي تعتبر وكأنها معاقبة للشعب العراقي والوقوف أمام محاولاته للتخلص مما هو عليه لا بل جعله يدفع لوحده ضريبة غير مسؤول عنها وكان مشلول اليدين عندما شنت الحروب وفتحت أبواب الجحيم عليه ودفع أكثر من جيل إلى المحارق ما بين ضحايا الحروب من القتلى والمعوقين والمقابر الجماعية والسجون والإعدامات والكيمياوي والتهجير والهجرة وغير ذلك من الممارسات اللاانسانية ضده كما أن هذا الموقف يدل أن الدول التي تريد تعويضات من الشعب أنما تقف تعلم أو لا تعلم مع القوى الإرهابية والمليشيات المسلحة والمجموعات الخاصة التي تمعن في قتل المواطنين الأبرياء وهي فاعل مساعد لبقاء القوات الأجنبية وتوقيع الاتفاقية الأمنية الأخيرة ومن باب الشعور بالمسؤولية من قبل إيران التي تدعي صداقتها ومن بعض الدول العربية التي تعلن أنها تقف مع شقيقها الشعب العراقي نسيان الماضي وبدأ صفحة جديدة بالتخلص من مطالباتها غير العادلة بالتعويضات وهي بالتأكيد سوف تستفيد أكثر من غيرها وبخاصة أن العراق يحتاجهم في البناء والتعمير والوقوف على قدميه وسوف تكون الفائدة ربما أكثر من التعويضات بكثير، إن الشعب العراقي ليس مسؤولاً عما اقترفه النظام السابق من جرائم واعتداءات وتدخلات وحروب ضد الدول الأخرى بما فيها إيران والكويت وهذه الحقيقة التي يعرفها الجميع يجب أن تكون معياراً حقيقياً للعلاقات الجديدة المبنية على الاحترام وعدم التدخل في شؤون الغير، معياراً للتعامل في العلاقات المستقبلية السليمة بين هذه الدول وشعوبها وبين العراق والشعب العراقي الصديق والشقيق في الوقت نفسه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية المواقف وغش لوعي المواطنين
- مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء
- مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام!
- السيد بديع عارف ولكم من أين لهم هذا...؟
- حدثت المعجزة وفاز باراك اوباما المعجزة
- ملامح من حياة قصيرة
- بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية
- أهداف الاحتقان السياسي في العراق
- الاتفاقية الأمنية الموقعة
- وكان التحول في نظام المآتم
- المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية
- أسامة النجيفي وجريمة الاغتيالات وتهجير المسحيين من الموصل
- ما بين التطبيق والإلغاء للمادة ( 140 ) والحقد الشوفيني
- الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين
- ثمة ألسن في الثقب الأسود
- إلغاء معادي للديمقراطية ولحقوق الأقليات في العراق
- الأمريكان يحذرون العرب العراقيين من الكرد العراقيين!!
- ملامح غريبة


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى محمد غريب - الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات