أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - دستور -بريمر - ولد فاطساً ، والفيتو الكردي سيواجه فيتو في مثلث المقاومة !















المزيد.....

دستور -بريمر - ولد فاطساً ، والفيتو الكردي سيواجه فيتو في مثلث المقاومة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 769 - 2004 / 3 / 10 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قتلوا التآخي العراقي : كان يوم أمس الاثنين 8آذار يوما أسودَ في تاريخ الشعب العراقي ، حين وقع خمسة وعشرون سياسيا عراقيا من المصفقين للاحتلال ودعاة الحرب ، أعضاء مجلس الحكم المعين من قبل " السفيه " بريمر على ما سمي " قانون إدارة الدولة الانتقالي " . وهو أيضا يوم أسود في تاريخ الشعب الكردي وجميع الأقليات العراقية المتآخية حين رقص البعض طربا وأحرقوا العلم العراقي وأطلقوا النار فقتلوا عددا من المواطنين العراقيين من العرب و التركمان في مدينة كركوك فكان يوما لتدمير التآخي الوطني والإنساني بين العراقيين ، وهو التآخي الذي تعمد بدماء مئات الآلاف من ضحايا الحروب والدكتاتورية الصدامية البشعة .
المبتهجون بدستور "بريمر " الانتقالي من قيادات الأحزاب القومية الكردية والسلفية الشيعة المرتبطة بإيران وخصوصا في حزب "آل الحكيم " إضافة إلى المجموعات المتواطئة مع الاحتلال كمجموعات الباججي والجعفري والأخوان المسلمين ...الخ يعتبرون أنفسهم قد انتصروا حين نجحوا بإلغاء هوية العراق كبلد عربي واستعاضوا عن ذلك بمادة هزيلة تقول بأن ( الشعب العربي في العراق هو جزء من الأمة العربية ) . ومن الطبيعي أن يسارع النظام الإيراني الطائفي إلى تأييد هذه الخطوة الخطيرة لثلاثة أسباب على الأقل : فهي ألغت عروبة العراق كبلد مؤسس للجامعة العربية ولقد كان مطلب إلغاء عروبة العراق مطلبا للإيرانيين منذ عهد الشيخ حسين يزدي الذي رفض هو وعدد من زملائه علماء الدين ذوي الأصول الإيرانية استقلال العراق في العشرينيات على اعتبار أن ( فارس هي أم العراق وتركيا كانت مربيته ويجب أن يعود الطفل إلى أمه إذا استقل عن مربيته / كما ورد في عريضة نشرها في الصحافة في العشرينيات وأوردها الكاتب الإسرائيلي المؤيد للطائفيين الشيعة إسحق نقاش في كتابه عن شيعة العراق ) والسبب الثاني أن هذا الدستور الاحتلالي سيقرب الحزب الموالي لهم " المجلس الأعلى " من احتكار الساحة السياسية داخل الطائفة الشيعية في العراق كما يتصورون عن جهل والسبب الثالث الذي جعل إيران تندفع إلى تأييد دستور بريمر كما اندفعت بالأمس لتأييد تشكيل مجلس حكمه المعين فكانت أول دولة في العالم تعترف بهذا المجلس الصوري هو إنها تريد أن تنقذ رأس نظامها من أنشوطة الضغوطات الشعبية والغربية معا ولكن بثمن مدفوع من جيب العراقيين !
النجاح الآخر الذي احتفل به المبتهجون هو إنهم ثبتوا فقرة في المادة 61 تعطي الحق للمحافظات ذات الأغلبية الكردية دهوك والسليمانية وأربيل في رفض الدستور بكاملة من خلال استفتاء إذا صوتت أغلبية الثلثين في هذه المدن الثلاث أو أية ثلاث مدن عراقية أخرى ضد مسودة الدستور ككل أو ضد أية مادة فيه .
الفيتو المقبرة : سنحاول أن نثبت أن هذه المادة بالذات ستكون القبر العميق الذي يمكن أن تدفن فيه انتصارات حلفاء الاحتلال في الأحزاب القومية الكردية وفي الأحزاب السلفية الشيعية والسنية . ففي مقابل حق الفيتو الذي منح للمحافظات الكردية الثلاث ضد عروبة العراق يمكن لثلاث محافظات في الشمال الغربي وهي الرمادي والموصل وتكريت أن تصوت فيها أغلبية الثلثين ضد الدستور لأنه يشطب على عروبة العراق كبلد، ولأنه يفرض قسرا صيغة معينة من الدولة الاتحادية ثنائية اللغة ، و في الجنوب يمكن أن يتكرر المشهد ذاته خصوصا في المحافظات الجنوبية التي ليس للأحزاب الموالية لإيران كحزب المجلس وجماعة الجعفري تأثير فيها.فماذا يمكن أن تفعل الأحزاب القومية الكردية أمام هذا الخطر الواقعي غير التنازل عن حق الفيتو وهي صاغرة ؟ بطبيعة الحال لم يبقَ في حوزتها غير التهديد بانفصال المحافظات الكردية الثلاث عن العراق ، ولا أعتقد أن العراقيين العرب ومعهم التركمان والآشوريين سيذرفون دمعة واحدة إذا ما حدث ذلك الانفصال ، ولكن وبالمقابل فإن الأحزاب القومية العميلة للاحتلال ستقود الشعب الكردي إلى كارثة محققة وتجعل المنطقة التي انفصلت بها تحت رحمة النظامين التركي والإيراني اللذين لن يلقيا الزهور على منصة السيدين الطالباني والبرزاني حينئذ . أما إذا انسحب الأمريكيون من العراق مدحورين فالمرجح أن مصير هذين الشخصين لن يختلف عن مصير الرئيس الفيثنامي العميل لأمريكا "لون نول" والذي تصدقت عليه بلدية نيويورك بكشك صغير يعيش فيه من بيع السكائر والحلويات بعد هزيمتها وهروبه مع قواتها .
لقد أكدت القيادات القومية الكردية لشديد الأسف ضيق أفقها السياسي وجشعها للمكاسب الوقتية وغير المشروعة عن طريق الاستقواء بالمحتلين الأجانب ضد شركائهم في الوطن يحدث ذلك في وقت انحاز فيه عن كاهل الشعب الظل الثقيل لعصابة البعث الصدامية الذي اضطهدت الجميع.
إن استمرار المراهنة على قوات الاحتلال ستعرض الجميع وخصوصا أبناء شعبنا من الأكراد لمخاطر حقيقية ليس في المحافظات الكردية الثلاث فحسب بل في جميع أنحاء العراق . فإذا كانت تلك الأحزاب القومية المتطرفة والمتعاملة مع الاحتلال تهدد بتهجير العرب من كركوك فهي تضحي إذا ما ارتكبت حماقة كتلك باستقرار مليون كردي يقيمون في بغداد ومئات آلاف أخرى في المحافظات في العراق العربي ، وإذا كانت تلك الأحزاب ترفض هوية العراق كبلد عربي بواسطة الفقرة " ج" من المادة 61 فإن هذا السلاح قد يرتد عليها فيسقط أهالي ثلاث محافظات عربية الدستور إذا تضمن شيئا بخصوص الفيدرالية أو جعل العراق ثنائي اللغة . وبخصوص موضوع اللغة فلا يمكن الاعتراض على اعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في المحافظات الثلاث إلى جانب اللغة العربية بل الاعتراض ينصب على جعل البلد ككل ثنائي اللغة وفرض اللغة الكردية كلغة رسمية خارج المحافظات ذات الأغلبية الكردية الثلاث فهل هناك وصفة أذكى من هذه للانتحار السياسي .
الأمل قائم : وهكذا يتضح للجميع أن الأحزاب القومية الكردية فارغة الوفاض ، ولم تكسب سوى الوهم مقابل تدميرها لعلاقة التآخي العربي الكردي المعمدة بالدم ، وإذا ما بالغت هذه الأحزاب في المراهنة على تحالفها مع المحتلين الأمريكان فليس أمامها إلا أن تجعل من الإقليم الذي يضم المحافظات ذات الأغلبية الكردية الثلاث قاعدة عسكرية للمحتلين الذين لن يطيلوا البقاء على كل حال في العراق من أجل سواد عيون العرب أو الكرد ، وفي هذه الحالة ستحول الأحزاب القومية أرض الكرد الحرة إلى مستعمرة متخلفة ومنزوعة السيادة يصول ويجول فيها الصهاينة و الأمريكان وغيرهم من أعداء المسلمين والكرد والعرب وسوف ينعزلون مزيدا من الانعزال وهذا ما سيدفع جماهير الكرد إلى الإطاحة بهذه الأحزاب وقياداتها التي دفعت بها إلى الكارثة والعزلة والتحالف مع أعداء الشعوب .
إن الأمل مازال يحدو جميع المخلصين والشرفاء والحريصين على مستقبل ديموقراطي للعراق وشعبه بكافة مكوناته القومية والطائفية لأن تكف الأحزاب المراهنة على الاحتلال عن مراهناتها الخاسرة وتعود إلى وعيها وتاريخها وشعبها فتساهم في بناء واعتماد استراتيجية وطنية ديموقراطية سليمة تعتمد لغة التوافق فليس في إمكان العرب بعد اليوم أن يفرضوا شيئا على الأكراد وليس في إمكان الأكراد فرض شيء على العرب أو غيرهم . إن الطريق إلى تحصيل الحقوق القومية والثقافية المشروعة وبناء العراق الديموقراطي يجب أن تقوم على أسس واضحة وسليمة منها :
- فك وإنهاء التحالف مع الاحتلال والمطالبة برحيله والبدء حوار وطني شامل مع مكونات الشعب العراقي الأخرى .
- اعتماد صيغ التوافق الوطني دون إملاء أو شروط مسبقة في تشكيل المؤسسات المؤقتة والانتقالية للدولة العراقية عبر ذلك الحوار الوطني واعتماد دستور ثورة 14تموز 1958 كدستور مؤقت .
- اعتماد مبادئ المواطنة الحديثة القائمة على المساواة والعدالة ورفض المحاصصة الطائفية و العرقية في تشكيل لهيئات والمؤسسات المؤقتة حتى إجراء الانتخابات وسن الدستور الدائم .
- المساهمة في العمل الجاد من أجل بناء وترميم الحركة الاستقلالية العراقية الساعية لعقد المجلس التأسيسي العراقي المستقل والمناهض للاحتلال واستعادة السيادة والاستقلال باسمه .
ومن جهة أخرى ينبغي على الأطراف الوطنية والاستقلالية العراقية المناهضة للاحتلال وبخاصة في التيار القومي العروبي أن يتخلوا بعد اليوم عن حذرهم وحساسيتهم المبالغ بها إزاء مطالبة الأخوة الأكراد بحقوقهم القومية وعليهم أن يثبتوا للجماهير الكردية أنهم لا يعادون طموحاتها المشروعة وأنهم لا يرفضون صيغة الحكم الاتحادي " الفيدرالي " ضمن العراق الموحد المستقل الخالي من القواعد العسكرية الأجنبية ، بل ينبغي على العراقيين العرب عموما أن يثبتوا لأخوتهم الكرد و التركمان وغيرهم أنهم سيقدمون لهم أكثر مما يعدهم المحتل بتقديمه مع ضمان البقاء والاستمرارية الذي لا يملك الاحتلال تقديمه ألا وهو السلام الدائم والحقوق القومية المشروعة على أساس المساواة والاستقلال ورفض العمالة والهيمنة الأجنبية . إن رفض الحقوق المشروعة للكرد العراقيين جريمة ولكن دفع الجماهير الكردية من الأحزاب القومية الكردية خلف السراب الأمريكي وتدمير التآخي العراقي المعمد بالتضحيات لهو جريمة مضاعفة بحق النفس وبحق الآخرين .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والثلاثون : المنصوب عل ...
- تحالف الأمر الواقع بين الاحتلال الأمريكي والإرهاب السلفي يحص ...
- المبسط في النحو والإملاء .الدرس السابع والثلاثون : المفعول ف ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السادس والثلاثون : الم ...
- العراق - الأمريكي - يزحف نحو النموذج الطائفي اللبناني !
- بين الانتخابات الفورية والحكومة العميلة : نعم للمؤتمر التأسي ...
- بين الانتخابات الفورية والحكومة العميلة : نعم للمؤتمر التأسي ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس الخامس والثلاثون : الم ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الرابع والثلاثون : المفعول لأ ...
- العبقرية هي الصبر !عبارة قالها بودلير وكابدها عبد الرحمن مني ...
- تنظيم القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وتحديات المرحلة ...
- تنظيم -القيادة المركزية- للحزب شيوعي العراقي وتحديات المرحلة ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثالث والثلاثون : المفعول به
- اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين :الجزء الثان ...
- جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين : الجزء ...
- الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء .الدرس الثاني والثلاثون : ال ...
- تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي ...
- الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - دستور -بريمر - ولد فاطساً ، والفيتو الكردي سيواجه فيتو في مثلث المقاومة !