أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن يجعل الانتهازيين ثوريين !















المزيد.....

الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن يجعل الانتهازيين ثوريين !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 724 - 2004 / 1 / 25 - 05:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  تعرض أحد مقرات الحزب الشيوعي العراقي جماعة حميد مجيد " اللجنة المركزية "يوم أمس الجمعة  إلى اعتداء مدان ومرفوض بعبوة ناسفة أسفر تفجيرها عن مقتل رفيقين وجرح ثالث .
  إن الإدانة الحاسمة لهذا الاعتداء لا تنطلق من تزكية السياسات الانتهازية العامة لهذا الحزب الذي أبدى تهالكا مفضوحا على التعاون مع الاحتلال الإمبريالي الأجنبي للعراق واستخذاء بيروقراطيا لا يليق بتراث وإنجازات الحركة اليسارية العراقية ذات الأمجاد . تلك الحركة التي قامت على أساس الاستقلال أكثر مما قامت على أساس الانتماء الأدلوجي المحض  والانشغالات الطبقية المفتعلة حتى أن مؤسس الحزب الذي أعدم بأوامر بريطانية مباشرة في فترة الحكم الملكي الطائفي هو ورفيقاه حسين الشبيبي وزكي بسيم ،أي الرفيق يوسف سلمان فهد قال في إحدى المحاكم التي قدم لها ( لقد كنت وطنيا قبل أن أنتمي إلى الحزب الشيوعي  وحين أصبحت  شيوعيا شعرت بمسئولية أكبر تجاه بلدي وشعبي )  ، بل إنها – إدانة تفجير المقر  – تنطلق من رفض الاعتداء على الهيئات والشخصيات السياسية حتى إذا كانت مخطئة أو مختلفة في سياساتها . وبهذا الشأن يستوي الاعتداء على مقر هذا الحزب الذي يسمي نفسه شيوعيا ويعين المحتلون الأمريكان وزيرا منه مع الاعتداء على مقر حزب لص بنوك معروف كالجلبي أو مقر لمنظمة سلفية تشارك هذا الحزب " الشيوعي " عضوية مجلس الحكم الذي نصبه الاحتلال على أساس المحاصصة الطائفية والعنصرية ، فالمبدأ هو رفض العنف المسلح ضد المدنيين ووجوب  أن يقارع الفكر بالفكر  والكلمة بالكلمة والمظاهرة بالمظاهرة والسلاح بالسلاح ، وطالما لم يكن مقر هذا الحزب  أو ذاك متورطا مباشرة في الجهد العسكري للمحتلين الهمج الأمريكان ومشاركا فعليا في أعمالهم الإجرامية المتواصلة ضد الشعب العراقي كما تفعل مليشيات أحزاب  علاوي و الجلبي ... الخ ضمن تطبيق خطة " فينكس " الأمريكية  الرامية إلى  تدمير العراق بالحرب الأهلية والاغتيالات فإن استهداف المقرات الحزبية والأكاديميين والسياسيين المدنيين  بعمل مسلح كهذا يعتبر أمرا مرفوضا ومدانا ومؤذيا للجهد المقاوم والاستقلالي .
  كما إن إدانة هذا الاعتداء الدموي لا تنطوي على إعادة الاعتبار للخط السياسي الناقع في وحل الانتهازية والعمالة للمحتلين الأجانب ولا يستلزم إضفاء مزيات ومآثر لا وجود لها على المجموعة القيادية المهيمنة على الحزب والتي جلبت العار لعموم الحركة اليسارية الديموقراطية العراقية أولا باستخذائها للمحتلين وصنائعهم من الأحزاب القومية الشوفينية  وثانيا بترويجها لسياسات الاحتلال الاستحواذية من قبيل وصفها لاتفاقية  " بريمر رتشموند الطالباني " المعروفة باسم بـ" اتفاق بشأن الإجراءات الأساسية  " الموقعة في 16 تشرين الثاني 2003  والتي تسمى زورا وبهتانا باسم اتفاقية تسليم السلطة والسيادة إلى العراقيين بأنها ( خطوة في الاتجاه الصحيح ) في حين اعتبر الحزب الشيوعي العراقي جناح "القيادة المركزية " هذه الاتفاقية بـ ( خديعة كبرى واتفاقية يراد من خلالها تكريس الاحتلال وليس الانسحاب الأمريكي )  وفي بيان أصدره الحزب " ق. م " في 18 من ت2 نوفمبر من السنة الماضية نقرأ أن ( هذه الوثيقة السوداء هي بمثابة صك عبودية للشعب العراقي بكل أطيافه ،وهي  وثيقة صممت لحرمان كل فئات الشعب العراقي من حقوقها المدنية ومن التمتع بالحريات الخليقة بالإنسان المتحضر . ومن الواضح أن قوات الاحتلال بعد أن فشلت بفرض سيطرتها على الأمور تريد الآن تفتيت العراق إلى وحدات جغرافية معزولة يحارب بعضها البعض على أسس قبيلة أو دينية أو غيرها مما يسهل ترويضها لتتفرغ قوات الاحتلال لحماية الشركات الأجنبية لنهب ثرواته النفطية وخصخصة المؤسسات الاقتصادية العراقية الكبرى لصالح لصوص العولمة ../ نص البيان على موقع ديموقراطيون عراقيون ضد الاحتلال ( www.idao.org) .
إن قيادة جناح اللجنة المركزية( حميد ومفيد )  تتحمل مسؤولية ثقيلة عما آل إليه حال الحزب وعما ألحقته من عار وتشويه بالحركة الوطنية العراقية التي كان اليسار العراقي  قلبها النابض وذراعها القوي الرافض للاحتلال والهيمنة والإذلال .
  ففي تقريرها السياسي الصادر في 12 من كانون الأول / ديسمبر 2003  دافعت اللجنة المركزية  دفاعا حارا كعادتها عن خيار التحالف بينها و بين القوى السياسية العراقية المؤيدة لخيار الحصار فالحرب فالاحتلال ، تلك القوى السياسية والطائفية والعشائرية الممثلة الآن في مجلس الحكم المعين من قبل سلطات الاحتلال . ويمكن اعتبار هذا الدفاع ثمنا ملموسا  مقابل توسط  بعض تلك القيادات وخاصة القومية الكردية  لدى سلطات الاحتلال بهدف الموافقة على ضم قيادة الحزب الشيوعي العراقي /ل.م   إلى مجلس الحكم  المعين  واستيزار قيادي حزبي من هذا الجناح  معروف بمواقفه اللبرالية وعلاقاته الخاصة والواسعة مع دوائر صنع القرارات السياسية الدولية مع إنه شخص غير معروف كثيرا في الوسط الثقافي  عموما واليساري الديموقراطي العراقي تحديدا  هو السيد  مفيد الجزائري . ومن الطريف والمؤسي في آن واحد أن نعلم أن ممثل الحزب الشيوعي في مجلس الحكم المعين وهو أمينة العام حميد مجيد حُسِبَ على  "الكوتا" الشيعية بموجب نظام المحاصصة الطائفي والعرقي الذي تأسس عليه المجلس . ومعروف على نطاق اليسار  والحركة الديموقراطية العراقية ككل  أن السيد حميد مجيد لا يتمتع هو الآخر بأية تميَز  وليس له إنجازات فكرية أو ثقافية معروفة باستثناء بعض اللقاءات الصحافية والخطابات  ذات اللغة المناقبية المألوفة  التي تعكس إمكانياته الشخصية المتواضعة وهو من الحزبيين المتفرغين للاحتراف السياسي الحزبي منذ أن كان  يقود منظمة الحزب في أكثر من عاصمة من  عواصم الدول الاشتراكية قبل تدمير الاتحاد السوفيتي . وقد أوصِلَ  إلى قيادة الحزب ومن ثم إلى المركز الأول فيه  بعد عدة مؤتمرات ومجالس حزبية من النوع المعتاد في الأحزاب الشيوعية الستالينة  السرية والذي غالبا ما يكون مرتب النتائج ونوعية المندوبين ومعروف "الزعماء المستقبليين "  سلفا .
زبدة الكلام هو أن الاعتداء الدموي الذي تعرض له أحد مقرات الحزب الشيوعي / اللجنة المركزية هو عمل مدان ومرفوض بل هو سيفيد جماعة "حميد ومفيد " المهيمنة على الحزب ويظهرها بمظهر الشهيدة والمعتدى عليها وهذا ما يطيل عمرها ويعرقل قيام القطب اليساري الديموقراطي العراقي المعادي للاحتلال والمنافح بقوة وجرأة الشيوعيين الاستقلاليين الأوائل  عن استقلال العراق وحرية شعبه .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبسط في النحو العربي والإملاء .الدرس الثاني والثلاثون : ال ...
- تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي ...
- الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل
- لماذا تهجم سعد بن صالح جبر على سماحة السيستاني ؟
- لن ينجح -طالبان - مجلس الحكم في دفع العراقيات إلى أحضان الغز ...
- سرقة فضائحية جديدة لوزارة مجلس الحكم :باعوا سماء العراق ومنش ...
- ماذا بعد مظاهرة كركوك ؟ هل سيطيح الإسلاميون بهيمنة الأحزاب ا ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الثلاثون : المعطوف
- دروس في النحو والإملاء /الدرس التاسع والعشرون .التوابع المرف ...
- دروس في النحو والإملاء / الدرس الثامن والعشرون اسم كان وخبر ...
- أين الولاء للعراق وشعبه في بيان هيئة العلماء وتصريحات الحكيم ...
- بريطانيا لا تريد إعدام صدام والربيعي يقدم له شهادة طبية منقذ ...
- إلقاء القبض على صدام : نصر إعلامي أمريكي صغير ، وانطلاقة كبر ...
- كلاو* جديد اسمه المؤتمرات الإقليمية أو الانتخابات الجزئية !
- حول البعث والسطل وقضايا أخرى !
- الدرس السابع والعشرون : الفعل المضارع غير المتصل ولا المسبوق
- الحكيم والسيستاني وعملية الفرملة السياسية الأخيرة !
- دروس في النحو والإملاء الدرس السادس والعشرون : نائب الفاعل
- راهن ومستقبل حزب البعث العراقي في ضوء حرب الاغتيالات المتباد ...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن يجعل الانتهازيين ثوريين !