أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تنظيم -القيادة المركزية- للحزب شيوعي العراقي وتحديات المرحلة ! الجزء الأول : بداية قوية على النهج الثوري الاستقلالي















المزيد.....

تنظيم -القيادة المركزية- للحزب شيوعي العراقي وتحديات المرحلة ! الجزء الأول : بداية قوية على النهج الثوري الاستقلالي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 732 - 2004 / 2 / 2 - 04:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


   تمكن النظام البعثي الشمولي مبكرا من تفكيك وتدمير البنية التنظيمية والتجربة السياسية الثورية لتنظيم الحزب الشيوعي العراقي / القيادة المركزية وهي في بداياتها الأولى عن طريق التصفيات الجسدية والاختراق الأمني .وكان هذا التنظيم قد انبثق عما سمي انتفاضة أيلول 1967 التنظيمية داخل الحزب الشيوعي العراقي ، والذي تحول منذ ذلك الحين إلى جناحين : جناح  الأغلبية الثوري الذي مثله تنظيم  "القيادة المركزية" من جهة وجناح الأقلية  اليميني الانتهازي بعبارات تلك المرحلة التاريخية  والذي  مثله تنظيم  "اللجنة المركزية "الذي يتعاون اليوم مع سلطات الاحتلال الأمريكية وهو ممثل في مجلس الحكم الذي شكلته  تلك السلطات من جهة مقابلة .
   وبعد عام تقريبا على انتفاضة أيلول ، وفيما كان الجناح الثوري يخوض تجربة مسلحة ضد  نظام عارف الثاني بلغت ذروتها في معركة جزيرة سيد أحمد الرفاعي في منطقة هور الغموقة / محافظة الناصرية في الثالث من حزيران 1968واستشهد فيها القائد خالد أحمد زكي وعدد من رفاقه وجرح واعتقل عدد آخر بقي منهم على قيد الحياة الكاتب المعروف عبد الأمير الركابي وكان قد جرح واعتقل في تلك المعركة ، بعد عام تقريبا ،قام البعثيون بانقلابهم العسكري الثاني في 17تموز 1968 بالتحالف مع الجنرالين النايف والداود المعروفين بعلاقتهما الوثيقة بالدوائر المخابراتية الأمريكية والبريطانية .
   لقد تمكن النظام الانقلابي البعثي من القضاء على جناح القيادة المركزية وتصفية أغلب قياداته جسديا ليبدأ مذ ذاك حكما دمويا دام خمسة وثلاثين عاما وانتهى في السنة الماضية بتسليم البعثيين الصداميين العاصمة بغداد  للغزاة الإنجلو أمريكان دون قتال تقريبا .  لم يكن بوسع النظام الانقلابي  تصفية التيار اليساري الثوري في الحركة الشيوعية العراقية  بسهولة وسرعة لولا جملة عوامل مساعدة لعل من أهمها انحياز الشق الآخر " اليميني " في الحزب أي جناح اللجنة المركزية  الذي يقوده حاليا  حميد مجيد لصالح النظام الحاكم إلى درجة بلغ فيها ذلك الانحياز التحالف والمشاركة في السلطة بوزيرين إضافة إلى العامل الذاتي الذي مثلته هشاشة وانهيار الشخص الذي دفعته ظروف معقدة وغامضة إلى المركز التنظيمي الأول في تلك التجربة وهو عزيز الحاج الذي خرج على شاشة  التلفزيون الحكومي  في أيام تلك المواجهة ليدعو رفاقه إلى الاستسلام للسلطات الحكومية  الأمر الذي كافأه عليه صدام حسين  فيما بعد بأن عينه ممثلا لنظامه في منظمة اليونسكو .و من المعبر وذي الدلالة أن يصطف  اليوم  عزيز الحاج والذي يتحمل مسؤولية خطيرة عن تدمير تجربة اليسار الثوري العراقي في القيادة المركزية ، أن يصطف اليوم سياسيا  مع جناح اللجنة المركزية ويدافع عن خيار التعاون مع المحتلين والانضواء في مجلس الحكم الذي شكلته سلطات الاحتلال من خلال سلسلة مقالته التي نشرها بعد سقوط بغداد . وإذا ما تجاوزنا التبرير الذي يفسر به بعض المحللين تصرفات الحاج الراهنة ومنها إنه يحاول أن يبيض صفحته أمام أسياد بغداد الجدد ( بريمر ومجلسه )  مخافة انفضاح تعاونه السري مع  النظام الشمولي المطاح به لسنوات قليلة خلت  ، واعترافه هو شخصيا على صفحات جريدة " الزمان " بأنه كتب إلى الطاغية  صدام حسين عدة مذكرات سياسية ورسائل خاصة  ، إذا ما تجاوزنا هذا التفسير فمن الطبيعي  اعتبار عزيز الحاج شخصا طارئا على تجربة القيادة المركزية وأن وصوله إلى الموقع الأول فيها أمر لا يمكن تفسيره بغير الاختراق الأمني  المعادي وربما ستكشف الأيام عن أسرار أخرى تجعل الصورة المضببة في الحاضر أكثر وضوحا مستقبلا .
   لقد باءت بالفشل محاولات عديدة لتجديد نشاط جناح القيادة المركزية في الداخل وصفيَّ الأشخاص الذين قاموا بتلك المحاولات جسديا ومن أبرزهم الشهيد موسى عطية . ومع ذلك، وبالرغم مما حصل ، استمرت محاولات أخرى في الخارج لبضعة أعوام انتهت هي لأخرى إلى الصمت والتلاشي بعد أن ساهمت هي الأخرى في السجالات الفكرية والسياسية من خلال مجلة دورية هي " الغد " وجريدة لم تستمر بالصدور طويلا هي " المشترك " .
  ومع انهيار النظام الشمولي واحتلال العراق في نيسان من السنة الماضية دخلت البلاد  أحزاب تشكلت حديثا في الخارج وعادت أخرى قديمة إلى النشاط والعمل من جديد ومنها الحزب الشيوعي العراقي " القيادة المركزية " .
  لقد أكد هذا الحزب من خلال نشاطه الذي بدأ منذ بضعة أشهر وجوده بقوة كما أكد وفاءه  للمبادئ السياسية الاستقلالية والثورية التي نشأ عليها و ورثها عن القيادات التاريخية للحركة الشيوعية العراقية . وسنتوقف بعد قليل عند بعض من الوثائق السياسية التي أصدرها والنشاطات قام بها هذا الحزب . وحين ينظر المرء الآن إلى الواقع السياسي الراهن في العراق وانخراط الحزب الشيوعي العراقي " اللجنة المركزية " والذي يعتبر الأكبر والأكثر رسمية في اللعبة السياسية التي تشرف عليها وتقودها سلطات الاحتلال الأمريكي البريطاني يمكنه الجزم بأن الحركة الشيوعية العراقية تدخل حاليا مرحلة غاية في الأهمية سيتحدد على أثرها أفقها السياسي والجماهيري وعلاقتها بتراثها الكفاحي شديد  الثراء والتنوع  .
   إن الإمكانيات المادية والإعلامية والخبرة السياسية التي يحوزها جناح "اللجنة المركزية/ وسنشير لها اختصارا بالحرفين ل.م " هائلة حقا إذا ما قورنت بتلك التي تحت تصرف الجناح اليساري الاستقلالي الذي تمثله القيادة المركزية " ق. م " ، غير أن انخراط " ل . م" بقيادة مجموعة حميد مجيد في ميدان  التعاون مع الاحتلال ودخول ممثليه في مجلس الحكم ووزارته المعينين  على أساس طائفي وعرقي ، وانتهاء مفعول العزلة والسرية التي تنتعش فيها القيادات الانتهازية والتي تتشابه  في تمسكها بكراسي القيادة والذود عن مصالحها الأنانية الشخصية إلى درجة  التطابق مع الأنظمة الشمولية الدكتاتورية التي تدعي معاداتها ، نقول ،  إن هذه العوامل مجتمعة ستعمل على دفع الجناح الذي يقوده حميد مجيد إلى الإفلاس السياسي التام ، بل ومن المحتمل جدا أن يتحول  هذا الحزب إلى حزب اشتراكي ديموقراطي لا يهش ولا ينش ) أي من النوع الذي أخذت وكالات الاستخبارات الغربية تشكيله في أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلته ، وبذلك سينجز الجناح التصفوي والمتعاون مع الاحتلال مهمته الكبرى والهادفة إلى تصفية الحركة اليسارية العراقية الثورية الاستقلالية دون أن يعي انه بفعلته هذه إنما صفى نفسه كتيار انتهازي لينفتح الطريق رحبا أمام بناء حزب اليسار الديموقراطي العراقي الجديد والوريث الحقيقي لنضالات الحركة الشيوعية العراقية . حين سيحدث هذا عبر المزيد من ارتهان هذه المجموعة  التصفوية لأوامر الاحتلال وأصدقائه فإن الجناح اليساري الاستقلالي الذي يمثله تنظيم "القيادة المركزية " سيتوفر على فرص هائلة للتقدم والانتشار واستثمار الأرضية الوطنية والتراث الثوري للحركة الشيوعية العراقية ، فإن لن يتمكن هذا التنظيم من استثمار تلك الفرص وذلك الواقع الشعبي المنفتح على مصراعيه فإن حزبا يساريا آخر أو قيادة جديدة أخرى ستنشأ حتما لتملأ الفراغ الناتج عن الانهيار  المتوقع للتيار اليميني الانتهازي المتحالف مع المحتلين والغزاة الأجانب .
وللحديث صلة في الجزء القادم ..



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثالث والثلاثون : المفعول به
- اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين :الجزء الثان ...
- جناح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بين عارين : الجزء ...
- الاعتداء المدان على مقر الحزب الشيوعي -اللجنة المركزية - لن ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء .الدرس الثاني والثلاثون : ال ...
- تفجير -الأحد- استهدف اجتماع -الاثنين- مع الأمم المتحدة :كوفي ...
- الصداميون والسلفيون الطائفيون وجهان لعملة قمعية واحدة : على ...
- دروس في النحو الإملاء الدرس الحادي والثلاثون : البدل
- لماذا تهجم سعد بن صالح جبر على سماحة السيستاني ؟
- لن ينجح -طالبان - مجلس الحكم في دفع العراقيات إلى أحضان الغز ...
- سرقة فضائحية جديدة لوزارة مجلس الحكم :باعوا سماء العراق ومنش ...
- ماذا بعد مظاهرة كركوك ؟ هل سيطيح الإسلاميون بهيمنة الأحزاب ا ...
- دروس في النحو والإملاء الدرس الثلاثون : المعطوف
- دروس في النحو والإملاء /الدرس التاسع والعشرون .التوابع المرف ...
- دروس في النحو والإملاء / الدرس الثامن والعشرون اسم كان وخبر ...
- أين الولاء للعراق وشعبه في بيان هيئة العلماء وتصريحات الحكيم ...
- بريطانيا لا تريد إعدام صدام والربيعي يقدم له شهادة طبية منقذ ...
- إلقاء القبض على صدام : نصر إعلامي أمريكي صغير ، وانطلاقة كبر ...
- كلاو* جديد اسمه المؤتمرات الإقليمية أو الانتخابات الجزئية !
- حول البعث والسطل وقضايا أخرى !


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - تنظيم -القيادة المركزية- للحزب شيوعي العراقي وتحديات المرحلة ! الجزء الأول : بداية قوية على النهج الثوري الاستقلالي