أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني















المزيد.....

بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 769 - 2004 / 3 / 10 - 10:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


بينما مشاكل العالم تزداد حدة وتعقيدا وذلك بسبب سياسة الظلم والتفرقة العنصرية والاستعلاء والاستعمار بأشكاله الجديدة وأدواته القديمة ، وبينما تواصل امريكا احتلالها لدول عدة من العالم وتدخلها الفظ بشئون دول العالم قاطبة ، من خلال إسقاط أنظمة حكم في عقر دارها ورغما عن الإرادة الدولية والقيام بإذلال رؤساء تلك الدول وقادتها بغض النظر عن طبيعة حكمهم. أو من خلال عزل أو إبعاد أو اختطاف الحكام مثل حاكم هاييتي وإرساله إلى افريقيا ، وكذلك من خلال طرح مشروع للإصلاحات في البلدان العربية والإسلامية وفي شرق المتوسط حيث سيتم فرض المشروع الأمريكي الصهيوني على بلاد العرب والمسلمين بالترغيب والترهيب. وحيث برأي الولايات المتحدة الأمريكية أن كل شيء في بلاد العرب والإسلام يجب أن يتغير ، وحيث كانت أمريكا نفسها تتجاهل لعشرات السنين مطالب تلك الشعوب التواقة للإصلاح والعدل والمساواة والديمقراطية والحرية، تلك المطالب التي كتبت بدماء أبناء وبنات الشعوب العربية المقموعة والمظلومة من قبل حكام جاءت بهم أو استعملتهم وساعدتهم أمريكا لكي يساعدونها في فترة حربها الباردة.



بينما تقوم امريكا بمحاصرة كوريا الشمالية وتضييق الخناق عليها وبصراع اقتصادي صامت مع كل من الصين واليابان ، حيث يحدث كل هذا وذاك في اسيا حدث بنفس الفترة وكانت ولازالت تحدث طوال الوقت في فلسطين مذابح يومية تنفذها وحدات نظامية إسرائيلية باسم أمن الشعب "اليهودي" كما يدعون وكما يقولون. و باسم حماية إسرائيل ترتكب تلك الجرائم ، وباسم المشروع الصهيوني الكبير ترتكب تلك المذابح وتحظى تلك السياسة الدموية الإرهابية التي قدمت لتجثم على صدور الفلسطينيين من أوروبا وأمريكا ، تحظى برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبقية دول أوروبا والعالم. فكل هؤلاء يصمتون او يبررون ويخلقون ويجدون تبريرات لتلك الأعمال الإجرامية بأسباب وحجج لا تقل بشاعة عن تلك المذابح والمجازر المرتكبة. وهنا يحضرني قول مأثور للإرهابي الكبير مناحيم بيغن حيث كتب في مذكراته : " العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!".. نعم العالم لا يشفق على الذبيحة الفلسطينية لكنه يحترم ويتملق ويتعامل بخشوع ومهابة مع المجرمين الصهاينة. ترى هل كان بيغين متأكدا من أن الأوروبيين سوف يتحولوا لعبيد يلتزمون أوامر أسيادهم الصهاينة؟ واقع الحال يكاد يؤكد تلك المقولة.



يحارب الشعب الفلسطيني على كافة الجبهات دفاعا عن وجوده وحياته وأمنه وسلامته ، لكن هناك من الفلسطينيين من يبحثون أو يستجدون اللقاءات مع شارون وحكومته. لماذا وأية مصلحة موجودة في لقاء مع مجرمين من أمثال شارون وأعضاء حكومته؟ أن أي تحرك سياسي فلسطيني تقوم به السلطة الفلسطينية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية الفلسطينية ، وأن تلك المصلحة تكمن في وحدة الموقف الفلسطيني ، وتكمن كذلك في قيام السلطة بالتعاطي بصدق وأمانة ووعي مع ما يحدث ، لا ان تعمل كما كانت تعمل منذ خلقها اتفاق إعلان المبادئ في اوسلو.



للأسف لا يوجد سلطة فلسطينية حقيقية لأن السلطة بائسة وعاجزة ويائسة ، وهناك جهات في السلطة تلتقي بمصالحها مع مصالح إسرائيل والاحتلال واستمرار الفوضى وحالة العجب المسيطرة على البلاد والعباد. كما هناك وزراء في السلطة يعملون بشكل علني كتجار بالجملة والمفرق ، يستوردون الأسمنت من بلاد التطبيع العربية مثل مصر والأردن ويبيعونه لشركات إسرائيلية تقوم بدورها باستعماله في بناء الجدار العازل. من المتهمين بتلك الفضائح – الجرائم- نفس شركة رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أبو علاء وأقارب له يعملون شركاء معه ، كذلك الوزير جميل الطرفي وأقاربه وهذا الأخير ورث المهنة عن والده الذي كان متعهدا للبناء ساهم بشكل فعلي في بناء العديد من المستوطنات على أراضي الضفة الغربية المحتلة والمصادرة. هؤلاء كيف لا يتم فتح تحقيق جدي لكشف أعمالهم ؟ وبأي حق وأي قانون لازالوا يمارسون أعمالهم على أعلى المستويات ؟؟ ثم كيف يستمروا في عملهم بعد ان اتهموا بتلك الجرائم والفضائح ؟ وكيف يكون من فشل في تحقيق سلام متكافئ أو شبه متكافئ عبر التفاوض مع إسرائيل في اوسلو وغيرها على رأس هرم قيادة الحكومة الفلسطينية؟ ، هذه فعلا مهزلة ومحرقة .. ففي الدول التي تحترم نفسها ولو قليلا عندما تفشل جهة قيادية او سياسية ما في تحقيق مشروع ما تقوم بفعل أضعف الايمان وهو الاستقالة والابتعاد مؤقتا عن الحياة العامة والسياسية ، مثلما فعل الجنرال المغرور بارك عندما هزمته الانتفاضة الفلسطينية المباركة. هذا يحدث في كيان الإرهاب لكنه مستبعد ولا يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث " الحكم المحدود" لبعض قادة المصادفة وحيث شريعة الغاب.



سيقوم وفد من السلطة الفلسطينية بزيارة النرويج ويتألف الوفد من أربعة رؤساء وزارة كما قال احد الأكاديميين الفلسطينيين الذي بدوره يحاضر في اوسلو من أجل فلسطين وقضيتها وشعبها. وبحسب الأكاديمي الفلسطيني ان كل وزير من الوزراء القادمين الى اوسلو يعتبر نفسه رئيس وزراء ، لذا فان الوفد الفلسطيني القادم الى اوسلو لا نعرف لماذا ومن اجل ماذا ؟ يضم أربعة رؤساء وزارة فعليا ورئيس وزارة واحد شكليا. ثم ان موقف الحكومة النرويجية موقف صهيوني ورئيس الحكومة صهيوني ووزير خارجيته صهيوني. ثم أنه بالمنطق والعقل نعرف أن لا احد يدفع أمواله هباء ويرميها في الهواء ، فإذا قامت النرويج بدفع الأموال للسلطة الفلسطينية فإنها تريد مقابل سياسي لتلك الأموال وعادة كان المقابل السياسي تنازلات فلسطينية للدول المانحة.



بينما يصل الوفد الى اوسلو بعد جولة أوروبية منوعة تقوم سكاكين الصهيونية بالعمل في الجسد الفلسطيني ناهشة اللحم وجارمة العظم. فالإنسان الفلسطيني يقتل والأرض الفلسطينية تصادر وتستوطن وتهود ، كل هذا يحدث يوميا والوحدة الفلسطينية المطلوبة عمليا لازالت في خبر كان، والموقف العربي المأمول لن يأتي ما دامت نفس هذه الحكومات العربية تحكم بلاد العرب تحت المظلة الأمريكية والقلنسوة الصهيونية.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية
- اغتيالات وتصفيات في غزة
- مجلس ثوري أم سلمي؟
- آلام السيد المسيح وجدار المبكى ..
- فوضى في غزة
- معاداة السامية قميص الصهيونية
- الانسحاب من غزة وامنيات شارون
- شحم الخنزير لن يحميكم
- عواصف ثلجية وعواصف سياسية
- برلماني آخر زمن ..
- مجزرة جديدة !ما الجديد في ذلك؟
- اتفاقية تبادل الاسرى، ماذا بعد ؟!
- القدومي والكويت و ابو مكر ..
- العالم من حولنا يلف ويدور
- ابو عريضة
- غزة وفتح تحت المجهر
- بشارة وبركة ليسا عميلان
- أنور ياسين يُسَلِم على الحرية
- النظر لعملية تبادل الأسرى بعينين مفتوحتين
- ضمائر حرّة و حيّة


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال حمد - بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني