أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حسين الداغستاني - محنة الشيشان في ديالى .. الى متى ؟














المزيد.....

محنة الشيشان في ديالى .. الى متى ؟


محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد


الحوار المتمدن-العدد: 2493 - 2008 / 12 / 12 - 03:59
المحور: حقوق الانسان
    


مضى اكثر من أربعة عشر شهراً على تدمير وحرق دور وجامع قرية الجاجان (الحميدية) الواقعة على مبعدة عشرة كيلومترات من مركز قضاء المقدادية (شهربان) في محافظة ديالى من قبل عناصر مسلحة وميليشيات تنتمي الى العشائر القاطنة في المنطقة تحت لافتات طائفية وإنتقامية لا جذور حقيقية لها .
ولا شك أن حجم المأساة الكبير المتمثل بهدم ونهب ( 60) داراً فضلاً عن جامع القرية الوحيد ( (جامع إبراهيم الخليل) وتهجير ( 43 ) عائلة شيشانية منها ومنعها من حمل أي من متاعها وممتلكاتها الشخصية بإستثناء الملابس التي كان أفرادها يرتدونها ساعة الغزو في ليلة ذلك اليوم المشؤوم ( 16 و17/ ايلول/ 2007 ) ، يدلل على الدوافع الحقيقية المعلنة والمخيفة التي حفزّت الجيران على تبني هذا العدوان المستهجن والمبيت والمخالف للأعراف والتقاليد القبلية والعشائرية ، خاصة لما للجيرة من حقوق وسطوة معنوية ودينية لدى العرب خاصة والإسلام عامة ، ومنها الدوافع الطائفية المقيتة المعروفة التي تعصف بالعراق الجريح ، الى جانب نوازع الغيرة والحسد والطمع ، لما في القرية من خيرات تتمثل بالأراضي الزراعية الواسعة والبساتين العامرة والموقع المتميز !
لقد شهدت محافظة ديالى وبتشجيع ومبادرة أولي الأمر من رؤوساء وشيوخ العشائر وقادة وحدات الجيش العراقي في المنطقة حملات امنية واسعة ، الى جانب العديد من جلسات وتجمعات الحوار والمصالحة الوطنية ، وتصاعدت مطالبات ونداءات المتضررين جراء العدوان والتهجير بضرورة قيام مؤسسات الدولة المختصة بتحمل مسؤولياتها تجاه ضحايا الفلتان المني والإسراع بصرف التعويضات المالية لإعادة تأهيل الدور وتامين الإحتياجات الإنسانية الضرورية للعوائل التي لا تزال تعيش مبعثرة ومتوزعة في ضيافة عوائل الأقرباء في المحافظات أو في مساكن متواضعة مؤقتة وهي في أسوء حالات المرارة والضياع والمعاناة ، خاصة أنها ومنذ تجريف القرية وتدمير وهدم دورها لم تتلق أي دعمٍ مالي أو مساعدة إنسانية من أي طرف حكومي أو دولي كان !
لقد بدا واضحا ً فشل الشعارات والإدعاءات التي تنادي بها أغلب المنظمات والحركات والجمعيات القومية والدينية والإنسانية في إختبار التعامل مع محنة هذه القرية التي كانت تضم أعرق العوائل وأكثرها حضوراً وعطاءً في تأريخ العراق الحديث ، فأين هذه العناوين من رعاية أسر وعوائل القرية وحمايتها ومد يد العون المعنوي والمادي لها ؟ وكيف تبرر لنفسها وقواعدها الشعبية هذا الإهمال الغريب والمؤسف ، وترك الأسر المنكوبة تجابه قدرها وحدها دون معين في الوقت الذي تضج مضاجع الناس بالدعاية وتهويل المنجزات وتحسين صورتها الإنسانية وهي ابعد ما تكون عنها ؟
وعلى أي حال فإن السؤال المهم في الأمر الآن : ما هي الخطوة التالية ؟ من يلّم الشمل ويضمد الجراح ويعيد البسمة على شفاه اطفال القرية الذين فقدوا ملاعبهم ودفء أسّرتهم ومخابئ ألعابهم في بساتين الأهل العطشى والمخربة ؟ من يبادر الى تصحيح الأخطاء وإعادة الأمور الى نصابها بعد الإحتكام الى العقل ومنطق الواقع والتيقن المطلق بإستحالة قلع جذور الإنسان من أرضه تحت أي ظرف وفي أي زمان ومكان ؟



#محمد_حسين_الداغستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيادر الريح
- سجال آخر المشوار - قراءة موجزة في قصص جليل القيسي القصيرة جد ...
- أنظر خلفك !
- اللهيب البارد
- شكل إمتدادا لجيل السبعينات
- بت أخاف على نفسي !!
- مكابدات فعل الأمر في نصوص سلمان داود سلمان
- شهادة في زمن الوجع
- مالم يتناوله المحللون والخبراء.. العامل القوقازي في زيارة سا ...
- الفرار الى العشب
- مرايا الله
- خفق النبض
- النسور تنأى بأبصارها بعيدا !
- أسئلة عن الحب والحرية المسلوبة !!
- في الحب مرة ً أخرى !!
- ياصديقي
- حدود الحرية
- مؤسسات المجتمع المدني في العراق بين التحجيم والضرورة الحتمية
- تداعيات توق أضاع المسافات
- الغد المرتهن


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حسين الداغستاني - محنة الشيشان في ديالى .. الى متى ؟