مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 10:06
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحوار المتمدن -دور وتأثير الحوار المتمدن على التيارات و القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية
برهنت الوقائع الكتابية ، طيلة الأعوام الماضية ، على أن المثقف العربي قادر أن ينتزع
حقه في التعبير الكامل عن أفكاره ومعتقداته ، بل وعلى قدرته أن يطور أدواته وتقنياته ببراعة ، قافزا ً على أسلاك الصمت والقمع الشائكة فور عثوره علي الوسيلة . الحوار المتمدن كان هذه الوسيلة . ولقد وضح تماما ً انحياز هذا الموقع الباذخ إلى حرية الفكر
بكافة مذاهبه ومدارسه ، بل وشطحاته الإبداعية ، جنبا ً إلى جنب تحطيمه كل التابوات
وسلاسل الأيديولوجيات و" كلبشاتها " البوليسية ، فما اسطاعت أنظمة أو دول أن ترهبه
أو تحد من رفرفته في سماوات الإبداع .
ولا غرو أن مثل هذا النجاح لحرى باستدعاء نماذج مشابهة ، فتضاف إلى حديقة
" هايد " العربية هذه حدائق أخرى ، فإذا سأل القادمون لزرع حدائقهم الجديدة : ما السر في نجاح الحديقة الأولى ؟ قلت لهم : الجدية والجدة . فالحوار المتمدن حقق مكانته – سامقة –
في عالمنا المعاصر بفضل التزامه بنشر كل ماهو جاد غير هازل ، وبفضل ترحيبه بالفكر
الجديد أيا ً كان لونه أو سمته ، ومن هنا جاء حصاده وافر الثمار ، طيب العرف .
لم يكن الحوار المتمدن بالموقع الذي " يخفي ذقنه " حين يزمر ، ولقد أبرز منذ البداية
حقيقة ارتباطه بالفكر اليساري وممارساته ، بيد أن ذلك لم يوقعه في براثن الدوجمائية ،
فتراه لا يحجب أبدا ً مقالات لكتاب من اليمين ، وتراه مستعدا ً دوما لتلقي النقد بنفس الترحيب الذي يتلقي به التأييد . وتلك هي في تقديري اللبرالية الحقة .. اللبرالية بمعناها اللغوي الأصيل ، لا تلك التفريعة التي تسربت منها البورجوازية لتساند جانبا ً وحيدا ً منها
هو الرأسمالية ، فياله من تصحيح ممارساتي رائع ذلك الذي أداه موقع الحوار المتمدن لمسيرة اللغة المعاصرة .
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟