أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - العُهر الإسرائيلي في الخليل














المزيد.....

العُهر الإسرائيلي في الخليل


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2488 - 2008 / 12 / 7 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا لم تكن جرائم المستوطنين في مدينة الخليل في الأيام الأخيرة إرهابا، فإذا نحن نعيش في عالم خال من الإرهاب، ولا مكان لاستخدام مصطلح الإرهاب في أي مكان في العالم.
إن ما شهدناه في مدينة الخليل في الأيام الأخيرة ليس جديدا، لا على أهالي الخليل ولا على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل هو نموذج لجرائم سوائب المستوطنين المستمرة دون توقف منذ عشرات السنين، والجديد في الأمر هو أننا بتنا نتابع هذه الجرائم بالبث الحي والمباشر بفضل تطور وسائل الإعلام.
وقد يرى البعض أن القضية تتخلص في مسألة إخلاء بيت فلسطيني استولى عليه المستوطنون بعد تزوير أوراق بيع وشراء، لتكتشف هذا "العدالة" الإسرائيلية، ممثلة بمحكمتها العليا التي أمرت بإخلاء البيت، ولكن هذه المحكمة ذاتها، والمؤسسة القضائية الإسرائيلية برمتها، هي التي اقتلعت عائلة أبو كامل الكرد من بيتها في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة لإفساح المجال أمام المستوطنين للاستيلاء عليه.
إلا أن إسرائيل الرسمية رأت في قرار المحكمة المتعلق بمستوطني الخليل فرصة من أجل بث عدة رسائل، أولها، زعمها بأنها "دولة قانون" وعلى استعداد أن تستخدم القبضة الحديدية حتى ضد المستوطنين، من أجل تنفيذ قرار المحكمة.
ولكن في هذا عُهر كبير، لأن السؤال الجوهري ليس هذا البيت، الذي هو واحد من عشرات البيوت التي تم الاعتداء والسيطرة عليها، بل وجود عصابات المستوطنين أصلا في مدينة الخليل، الذين يشكلون واحدة من أخطر بؤر الارهاب في العالم قاطبة.
فهؤلاء يهددون دون تردد بسفك الدماء وينفذون، تحت سمع وبصر قوات الاحتلال، التي تتواطأ معهم، وإن احتاج البعض دليلا، فيكفي أن نقتبس محللين عسكريين اسرائيليين، مثل عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس"، الذي أكد أن قوات الاحتلال تتصرف "بجبن" أمام ممارسات المستوطنين، التي وصفها بـ "الجريمة المنظمة".
فهذه العصابات، التي يحظرها القانون الإسرائيلي بشكل صوري، وفقط من أجل العلاقات العامة أمام الأسرة الدولية، تحظى برعاية ودعم كامل للمؤسسة الإسرائيلية بشقيها السياسي والرسمي.
أما الرسالة الثانية التي تريدها إسرائيل من مشاهد إخلاء الإرهابيين اليهود من البيت في الخليل، هي كتلك الرسالة التي قرأناها لدى إخلاء مستوطنات قطاع غزة ومفادها: إذا كان هذا ما يحدث في إخلاء بيت فكيف سيكون الحال في إخلاء مستوطنات بأكملها في الضفة الغربية المحتلة.
وهنا أيضا يتجلى العُهر الإسرائيلي من جديد، فإذا تزعم إسرائيل صعوبة إخلاء المستوطنين، فلماذا تواصل زرعهم بكثافة شديدة جدا في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وأيضا في الجولان السورية المحتلة، حيث يتكاثف الاستيطان بهدوء مخيف، في الوقت الذي تدعي فيها أنها معنية بدفع المفاوضات على المسارين الفلسطيني والإسرائيلي.
ولكن حقيقة الموقف الإسرائيلي ليس فقط انه واضح على أرض الواقع، بل إن ساسة إسرائيل الذين تراكضوا إلى وسائل الإعلام لم ينجحوا في التكتم على حقيقة الموقف، حين "نددوا" بجرائم المستوطنين ضد جنود الاحتلال، وتجاهلوا الاعتداءات على الأهالي الفلسطينيين.
وقد بزّ من بينهم "داعية السلام- آخر طبعة"، رئيس الحكومة المستقيل إيهود أولمرت، الذي بق الحصوة أمام قبر أول رئيس حكومة لإسرائيل دافيد بن غريون قائلا: "إن الجدل حول أرض إسرائيل (فلسطين التاريخية) شرعي، كما أن الرغبة في الحفاظ على تواجد يهودي في أقدس وأهم مدننا هو أمر مفروغ منه.... إنني واحترم من دون حدود محبي وسكان وحراس المدينة (يقصد مستوطني الخليل)"، في إشارة واضحة إلى تأييده لإبقاء البؤرة الاستيطانية في مدينة الخليل المحتلة، حتى في إطار الحل الدائم مع الفلسطينيين.
لا يمكن أن نقف عند ما جرى في مدينة الخليل في الأيام الماضية وكأنه حدثا عابرا، أو أن القضية برمتها تتلخص في مسألة بيت فلسطيني، بل إن القضية أخطر وأبعد من هذا، ويجب مواجهة الرسائل الإسرائيلية المتعددة، برسائل فلسطينية وعربية واضحة، ولكن أهمها، تطهير فوري لمدينة الخليل من وكر الارهاب الاستيطاني برمته، دون إبقاء أي أثر "لمسمار جحا" الإسرائيلي في مدينة الخليل.
إن إسرائيل الرسمية لا يمكنها أن تنظف نفسها من مسؤولية الجريمة الإرهابية المستمرة في الخليل، إن كانت من خلال اعتداءات واضحة ومباشرة كما رأينا، أو من خلال تقييد حركة أكثر من 200 ألف فلسطيني من أجل إفساح المجال أمام حرية حركة لبضع مئات من المستوطنين الإرهابيين.
إن كل "الدموع" التي ذرفتها عيون المستوطنين، لا يمكنها أن تنظف حتى حذاء طفل فلسطيني، علقت عليه حفنة غبار، خلفتها جحافل قوات الاحتلال التي شاركت المستوطنين جرائمهم ضد الأهل في مدينة الخليل.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيور السياسية تبحث عن أعشاش وعش الليكود يكاد يتفجر بصقوره
- التخلص من أولمرت قبل الحملة الانتخابية
- حق العودة للعرب اليهود
- إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين
- الضمير التقاعدي الإسرائيلي
- مستقبل الحكم في إسرائيل مع ليفني
- صناعة الحرب الإسرائيلية
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل


المزيد.....




- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...
- القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين ...
- بعد الحرب.. إيران تعلن فشل خطة تدمير برنامجها النووي بالكامل ...
- لجنة الانتخابات بالكاميرون تبدأ استقبال ملفات المترشحين للرئ ...
- خبير عسكري: مقاومة غزة بدأت تستخدم تكتيكات جديدة وذكية في عم ...
- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - العُهر الإسرائيلي في الخليل