أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - صناعة الحرب الإسرائيلية














المزيد.....

صناعة الحرب الإسرائيلية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 06:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


من أشد مخاطر سياسة وعقلية الحرب، حين يصبح أحد دوافع الحروب هو جني أرباح مالية من الحرب ذاتها، وحين يكون لأصحاب الشركات المصنعة للأسلحة والذخيرة دور في اتخاذ قرار الحرب، وهذه ظاهرة متنامية بوتيرة سريعة جدا في إسرائيل، إذ أن سياسة الحرب أصبحت تخدم الاقتصاد العسكري الإسرائيلي المتنامي حتى في الأسواق العالمية.
ففي الأيام الأخيرة تكاثرت الأنباء حول "مخاوف" إسرائيلية من أن يختطف حزب الله اللبناني ضباطا كبار في الاحتياط في جيش الاحتلال والأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية يتجولون في العالم، هذا انتقاما لاغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية.
ويظهر من سلسلة تقارير إسرائيلية أن الحديث يجري عن ضباط وجنرالات احتياط يعملون حاليا في شركات لصناعة وتسويق الأسلحة والخبرات العسكرية، ليتزامن هذا مع تقارير اقتصادية حول اتساع حجم الصناعات العسكرية الإسرائيلية في العالم الماضي 2007، وتناميها في العام الجاري.
ولطالما تتبعنا في الماضي أنباء تتحدث عن شركات عسكرية وأمنية إسرائيلية منتشرة في دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، وحتى منها من يعمل لصالح كبرى كارتيلات المخدرات، وأخرى تعمل لدى حكومات تحارب نفس تلك الكارتيلات، وشركات أخرى منتشرة في أفريقيا، بالذات بين مجموعات متمردين.
وكما يبدو فإن هذه تقارير باتت قديمة لنقف اليوم أمام ظاهرة باتت أوسع، فتجارة الحرب الإسرائيلية بمختلف أشكالها، من أسلحة وذخيرة وخبرات وتدريبات باتت منتشرة في عشرات دول العالم، وفي جميع القرارات، فيكفي أن نلتقط تصريحا لجنرال كبير في الاحتياط بقوله لصحيفة "هآرتس"، إن 15 شركة إسرائيلية في مجال العسكرة تعمل في دول إسلامية وشرقي آسيا وأوربا تعتبرها إسرائيل دول خطرة من حيث إمكانيات الاختطاف، وهذا غيض من فيض لشركات أكثر وفي نطاق أكبر.
ومنذ سنوات طوال، جعل ضباط إسرائيليون كبار من خبراتهم العسكرية، واتصالاتهم مع أجهزة عسكرية في دول العالم، مصدر رزق ضخم لهم، بعد أن يخلعوا بزاتهم العسكرية ويتحولون إلى الاحتياط، ويقول المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، إن "مئات الضباط الكبار يجنون أرباحا كبيرة في دول كثيرة، وفي كثير من الأحيان فإنهم انتقلوا إلى مجال العمل هذا، بعد يوم واحد من إنهاء خدمتهم في الجيش والأجهزة الإسرائيلية، وبطبيعة الحال فإن هذا يتم بعد حصولهم على تراخيص من الأجهزة الإسرائيلية المختصة".
إلا أن هارئيل يقول إن الرقابة على عمل هؤلاء ليست بالقدر الكافي، وأن الأمر قريب ليخرج عن السيطرة، "وما يجب أن يقلق إسرائيل ليس محاولات الاختطاف لبعضهم، بل أن تتسرب خبرات عسكرية واستخباراتية لجهات أخرى".
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تسجل في السنوات الأخيرة ازدهارا وبوتائر عالية جدا، إذ تبين من تقارير اقتصادية نشرت في الأيام الأخيرة، أن الشركات الصناعات الحربية الإسرائيلية أنتجت في العام الماضي 2007، بما قيمته 8,15 بليون دولار، من بينها 6,2 بليون للتصدير، في حين ان لدى هذه الشركات صفقات مستقبلية، كان حجمها حتى نهاية العام الماضي 16,5 بليون دولار، عدا الصفقات التي تم إبرامها خلال العام الجاري، بمعنى أن لدى تلك الشركات احتياطي صفقات يضمن لها العمل ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، وبطبيعة الحال فإن هذا مستمر دون توقف.
وفي إسرائيل حاليا أربع شركات كبرى للصناعات الحربية، منها ثلاثة كبيرة جرى خصخصة قسم كبير منها، وتتباهى وزارة الحرب الإسرائيلية بأنها هذه الشركات باتت تحقق أرباحا كبيرة، وهذا ما يدفع الوزارة لخصخصة قسم كبير من الشركة (الحكومية) الرابعة، التي تدعي تقارير اقتصادية أنها لم تحقق النجاح الاقتصاد المطلوب.
كذلك هناك 11 شركة "صغيرة" بملكية خاصة، بلغ حجم انتاجها في العام الماضي 2007 حوالي بليون دولار، ويعمل في مجمل هذه الشركات، بما فيها الشركات الكبرى، حوالي 40 ألف عامل.
بطبيعة الحال، فإنه ليس كل من لديه رأس مال ما بإمكانه ان يقرر لوحده التوجه نحو الاقتصاد الحربي، بل عليه ان يحصل على التراخيص الملائمة من الأجهزة الإسرائيلية على أعلى مستوياتها، ومن يخوض هذا المجال عليه ان يكون صاحب راس مال ضخم، ومقرب جدا من دائرة اتخاذ القرار، خاصة العسكرية منها.
وهذا التقارب لا يمكنه ان يكون في اتجاه واحد، بل هناك تداخل في المصالح، وليس صدفة أن فضائح الرشاوى في هذا المجال أيضا لا تتوقف، وما يكشف عنها من فضائح، تكون ما لا يمكن التستر عليها نظرا لحجمها، إذ أن الحديث يكون عن ملايين الدولارات وأكثر، وفي ظل أجواء كهذه لا يمكن استبعاد أن أهدافا اقتصادية خاصة تقف أيضا إلى جانب أهداف استراتيجية لدى اتخاذ قرارات تتعلق بالحرب.
ولكن أمام واقع انتشار كهذا فإن هناك استنتاجا لا مفر منه، وهو أن لهذه الشركات الإسرائيلية المنتشرة في العالم يكون مصلحة في إشعال مناطق وبؤر لديها جاهزية للقتال والحرب، فعندما تدور الحروب، يتنامى الاستهلاك الحربي، مما يحرّك آلات المصانع الإسرائيلية بالذات، فهؤلاء سماسرة لشركات إسرائيلية دون سواها.
وبطبيعة الحال أيضا، فإن الأمر لا يتوقف فقط عند الجانب الاقتصادي، فهذه الشركات وهؤلاء الخبراء يتجولون في العالم بتراخيص إسرائيلية خاصة، وهم أبناء المؤسسة العسكرية الأمنية، وخدامها المخلصين لها، لذلك فإنهم يستغلون تغلغلهم الاقتصادي لتغلغل سياسي، يجعل لإسرائيل نفوذا في العالم، وإسرائيل من الدول التي لا تهمل أصغر الدول التي بالكاد يظهر اسمها على الخارطة، من ميكرونيزيا (80 ألف مواطن) إلى القوى الكبرى في العالم.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - صناعة الحرب الإسرائيلية