أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الشاذ والعام في جيش الاحتلال














المزيد.....

الشاذ والعام في جيش الاحتلال


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 10:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يجد وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، ما ينطق به من رد فعل على جريمة جندي الاحتلال الذي أطلق النار على شاب فلسطيني معتقل ومكبل اليدين في قرية نعالين في الضفة الغربية المحتلة، سوى الادعاء بأنها تمثل حادثاً "شاذاً" لا يعكس "المستوى الأخلاقي" للجيش الإسرائيلي.
بالإمكان أن نتفق مع باراك بأن هذا الحادث كان "شاذاً"، ولكنه شاذ ليس من باب إطلاق النار بحد ذاته، بل لأنه من حسن حظ المعتقل أن الشابة الفلسطينية سلام عميرة (17 عاماً) كانت تقف من خلف شرفة، وتصور بكاميرا فيديو ممارسات جنود الاحتلال قرب بيتها، لتوثق الجريمة بشكل غير قابل للتأويل. فهذه الجريمة لم يكن ضحيتها الشاب المعتقل فحسب، بل أيضاً الشابة الرائعة سلام، التي من حق أهلها وشعبها الاعتزاز بها، إذ نقلت هول الجريمة، التي أوقعتها أرضاً وهي عن بعد، حيث لم تستطع تحمل رؤية المشهد الإجرامي.
ولكن الجريمة لم تنته عند هذا الحد، بل تواصلت بأشكال مختلفة، بدءاً من محاولات باراك تبريرها والتخفيف من حجمها، وصولاً إلى إطلاق سراح الجندي المجرم بعد ساعات من احتجازه، ربما في ظروف فندقية، كما جرت العادة في الأجهزة الإسرائيلية، ولنقرأ لاحقاً في وسائل إعلام إسرائيلية، تقارير صحافية متعاطفة مع الجندي ذاته، "الذي أصيب بصدمة وخيبة" كما يحلو لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن تكتب في تقريرها على موقعها في الانترنت.
لا يجد باراك أي حرج في أن يقف أمام وسائل إعلام محلية وعالمية، ليكذب مع سبق الإصرار، حين يتحدث عن "أخلاقيات" جيش الاحتلال، لأنه لا يوجد في العالم "احتلال أخلاقي"، والاحتلال بحد ذاته جريمة بحق الإنسانية، ومرتكبها مجرم من الدرجة الأولى، وجريمة ذلك الجندي هي مشهد واحد من حالة عامة ومتواصلة لجرائم خطيرة ترتكب يومياً وبأشكال مختلفة ضد الشعب الفلسطيني.
كذلك فإن ماضي وحاضر باراك نفسه حافل بجرائم الحرب، إذ لا يجد باراك ما يمجّد به ماضيه في خطاباته المتعددة، سوى الحديث عن ذلك "الضابط الذي تجول في شوارع بيروت متخفياً بزي امرأة" لينفذ جرائم اغتيال شخصيات فلسطينية، وهو يقصد ذاته، وغيرها من جرائم الاغتيال المتعددة التي ارتكبها.
لكن في هذه الجريمة نقطة ضوء، يحتم علينا واجبنا الأخلاقي أن نلتفت إليها باحترام وتقدير، وهو أن الشابة سلام، ومن خلال معارف ومقرّبين، وجدت نافذة نحو العالم لكشف الجريمة، هي منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، المتخصصة بشؤون الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي منظمة إنسانية بارزة، ومميزة جداً بنوعية نشاطها في رصد جرائم الاحتلال، وهو عمل يتطلب مغامرة وجرأة على المواجهة، يقودها بالأساس ناشطون يهود، ويستعينون أيضاً بباحثين ميدانيين عرب.
كذلك هناك عدة منظمات وحركات أخرى تعمل في مجال الكشف عن جرائم الاحتلال وتوثيقها، مثل "جمعية حقوق المواطن" الإسرائيلية، وحركة "كاسرو جدار الصمت"، وهي حركة تجمع بالأساس شهادات جنود احتلال، حول ممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين في مدينة الخليل، ظهرت لأول مرة في العام 2002 في أعقاب عدوان "السور الواقي" الذي شنه جيش الاحتلال في شتاء العام ذاته على الضفة الغربية المحتلة، وكانت المبادرة من مجموعة جنود وضباط احتلال، لم يحتملوا هول الجرائم، فقرروا "كسر جدار الصمت"، ليتحولوا لاحقاً إلى حركة، توثّق حتى الآن الجرائم في مدينة الخليل بالأساس.
كذلك نرى مجموعات، رغم قلة ناشطيها نسبياً(بعضها يضم العشرات وبعضها الآخر المئات من الأعضاء) تخوض نضالاً مريراً وحقيقياً ضد الاحتلال، مثل النضال ضد الجدار في قريتي بلعين ونعالين، وحركة "كتلة السلام"، التي تقود ضمن نشاطها المتعدد، مقاطعة منتوجات واقتصاد المستوطنين في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلة، على المستويين المحلي والعالمي.
وتحظى هذه الحركات، والناشطون فيها، باحترام وتقدير الشارع الفلسطيني بأكمله، ولا مخاطرة حين نقول إن هناك اجماعاً فلسطينياً على هذا، ولكن في بعض الأحيان تجد جهات تحاول تجاهل هذه المنظمات، وكأن الحديث عنها هو نوع من "التطبيع"، أو "الاعتراف بوجود إسرائيل"، وما إلى ذلك.
وهنا تجدر الإشارة إلى أمرين، أولهما أن هذه المنظمات تقوم بعمل إنساني من الدرجة الأولى، داعم للقضية الفلسطينية، وتؤكد فيه صدق رواية هذه القضية، وهذا مهم لأنه حين يأتي التأكيد والتوثيق، حول معاناة صاحب القضية، من داخل المجتمع الذي ترتكب قيادته الجريمة، فإن وقع هذا على الرأي العام العالمي، وحتى على المجتمع الإسرائيلي يكون أكبر من حديث الضحية عن ذاتها.
أما الأمر الثاني، فهو أنه ليس سهلاً على الإسرائيلي أن يكون مناصراً للسلام ومناهضاً حقيقياً للاحتلال، لأنه يعيش في مجتمع يجنح بشكل متواصل نحو اليمين المتطرف والعدوانية وتبرير الجريمة بحق الإنسانية والشعب الفلسطيني، وغالباً ما يشعر هؤلاء بأنهم منبوذون في مجتمعهم، ويواجهون تعاملاً نابياً ومجحفاً، ولهذا فإنهم يستحقون منا كل تقدير واحترام واعتراف بالجهود.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات
- باراك وسياسة الأرض المحروقة
- أولمرت وسورية
- الجائع يناضل من أجل الخبز فقط
- بيرس من النووي إلى النانوية
- القدس ويافا وأخواتهما
- الإرهاب وإسرائيل
- معضلة باراك و-العمل- المزدوجة
- أولمرت واستيطان القدس
- أولمرت وباراك والحرب على غزة


المزيد.....




- اتصال بين ترامب ونتنياهو بشأن اتفاق غزة و رفات الرهائن.. ومص ...
- 17 أكتوبر 1961: مجزرة الجزائريين في باريس، وكيف غيبها النظام ...
- هل افتعلت حماس تظاهرات ضدها لنقل الرهائن الإسرائيليين؟
- بعد معركة الثقة، الحكومة الفرنسية تبدأ معركة الميزانية
- صحافي استقصائي حول قابس: مجمع الفوسفاط قنبلة كيماوية
- هل أجهض بوتين مساعي زيلينسكي للحصول على صواريخ توماهوك؟
- ورقة الجثامين تشعل الخلاف وتهدد مستقبل السلام في غزة
- توماهوك صاروخ قد يقلب موازين حرب أوكرانيا فما خصائصه؟
- أين تتموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد وقف الحرب؟
- شاهد: كتائب القسام تحفر تحت الأنقاض بحثا عن جثامين أسرى إسرا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الشاذ والعام في جيش الاحتلال