أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين














المزيد.....

إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرّة أخرى يضرب إرهاب عصابات المستوطنين اليهود في قلب الشارع الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، بمحاولة اغتيال البروفيسور زئيف شتيرنهال، المتخصص بالحركات الفاشية في العالم، وبارز في خطابه المناهض لعصابات المستوطنين الاسرائيليين.
ومثل هذه الجرائم وصلت إلى حد القتل لأكثر من مرة، ومن أبرز محطاتها، محاولة اغتيال السكرتير العام للحزب الشيوعي في إسرائيل، ماير فلنر، في العام 1967، الذي تلقى طعنات خطيرة إثر خطاب ألقاه في الكنيست، بعد أيام من عدوان حزيران ذلك العام، وقال فيه إن حكام إسرائيل مجرمي حرب.
كذلك في العام 1982 جرى اغتيال ناشط السلام إميل غرينتسفايغ، بانفجار قنبلة في مظاهرة مناهضة لحرب لبنان، بعد مجزرة صبرا وشاتيلا في ذلك العام، لنصل إلى المحطة الأبرز، وهي اغتيال رئيس الحكومة، يتسحاق رابين، في خريف العام 1994، رغم انه من أبرز جنرالات وقادة الحرب في إسرائيل، وفقط لكونه شرع بمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية من خلال مسار أوسلو، ووصولا إلى محاولة الاغتيال الأخيرة.
ولكن خلال كل هذه الفترة، فإن عصابات المستوطنين، وإلى جانبها بطبيعة الحال مجموعات لا أقل إرهاباً تعيش في داخل إسرائيل (مناطق 1948)، لم تتوقف عن ممارسة الاعتداءات المكثفة ضد قوى سلام إسرائيلية، إن تواجدت في تظاهرات دعم للفلسطينيين في الضفة الغربية، أو في داخل إسرائيل.
وهنا من الجدير أن نقرأ هذه القضية في اتجاهين، الأول هو أن هذه العصابات نشأت ونمت وما تزال تنمو وتتحرك أمام نظر السلطات الرسمية، التي تغض الطرف عن جرائمها، التي تمارسها أساسا ضد الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر ساري في كافة مستويات المؤسسة الرسمية، من أجهزة سياسية وأمنية، وصولا إلى جهاز القضاء.
فمثلا حين قررت الحكومة الإسرائيلية إخراج حركة "كاخ" الإرهابية، والحركات التي تدور في فلكها عن القانون، في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في العام 1994، فإن هذا قرارا بقي حبرا على ورق، وفقط من أجل الاستهلاك الإعلامي أمام الرأي العام العالمي وفي محاولة للتنصل من مسؤولية السلطة الرسمية عن جرائم هذه الحركات، خاصة وأن قادة ورموز وعناصر هذه الحركات تتحرك بكل حرية، في ظل تواطوء سلطوي واضح، وحتى أن أبرز قادتها خاضوا الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ولكي لا يبقى الكلام من جانب واحد، فلعل ما كتبه الكاتب السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" إيتان هابر، له أهمية خاصة، فهو من كان مديرا لمكتب رئيس الحكومة الأسبق رابين، ويمكن القول إنه في السنوات الأخيرة جنح نوعا ما إلى اليمين الوسط في مواقفه من القضية الفلسطينية، وحتى أنه يبدي في أحيان عدة مواقف عدائية وكراهية تجاه الشعب الفلسطيني.
ويكتب هابر، أن جميع رؤساء حكومات إسرائيل ووزراء الأمن (الحرب) "غضوا الطرف وتساهلوا عندما عرضت عليهم تقارير حول التنظيمات وأعمال الشغب (يقصد ممارسات المستوطنين). كما أنهم كانوا أول من تراجعوا في المعركة ضد مخالفي القانون هؤلاء".
وأضاف هابر، رغم تجنبه استخدام مصطلح "مستوطنين" واصفا إياهم "سكانا"، ويكتب: "حقيقة هي أن سكانا إسرائيليين في المناطق (الفلسطينية) قتلوا عمدا أطفالا وفتية فلسطينيين ودمروا بيوتا وأشجار، وحتى أنهم شكلوا تنظيمات لتنفيذ عمليات قاسية، ولا أحد منهم موجود اليوم خلف القضبان. والمؤسسة الإسرائيلية تساهلت معهم ومع شروط سجنهم لدرجة إطلاق سراحهم".
وهذا التواطؤ، الذي يُقرّه من كان مطلعا على "أسرار الدولة" كان بمثابة ضوء أخضر لهذه العصابات الإرهابية في أن تتعدى خطوط العدوان على الشعب الفلسطيني، لتوجه حرابها ضد حتى مع من يتماثل مع حقوق الشعب الفلسطيني ولو بقدر محدود، وهذا لا يمكن أن يكون آخر المطاف، لأن هذه العصابات تتزايد، وتتعاظم قوتها في الحلبة السياسية الإسرائيلية، ويزداد ممثلوهم في الكنيست، الذين يشكلون غطاء لهم ولجرائمهم.
أما الوجه الآخر لهذه القضية، وهو ما طرح أكثر من مرّة هنا، هو ضرورة الانتباه إلى قوى السلام الحقيقي في إسرائيل على الرغم من تراجع حجمها وتنوعها، فهذه قوى جديرة بالاهتمام، وبعدم التنكر لها، والمقصود هنا مجموعات جريئة جدا في طرحها السياسي، وحتى أنها تقدم تضحيات لا يمكن تجاهلها، وليس المقصود كل من نطق بكلمة "سلام"، أو أيد مجرد عملية سياسية عقيمة.
فالرهان على هذه المجموعات الصادقة، يعني الرهان على إمكانية إحداث قلب في موازين القوى في إسرائيل، حتى وإن بدى هذا صعبا في الظروف الحالية، ولفترة أبعد، فيجب ان لا ننسى أن هذه القوى نجحت في مرحلة ما قلب الموازين السياسية، وأحدثت تغييرا ايجابيا ولو محدودا، في النصف الأول من سنوات التسعين.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير التقاعدي الإسرائيلي
- مستقبل الحكم في إسرائيل مع ليفني
- صناعة الحرب الإسرائيلية
- الوجه العنصري للفقر في إسرائيل
- -ميزانية الحرب المقدسة-
- معضلة القيادة الإسرائيلية
- القادة الفلسطينيون الأسرى
- يستثمرون الفرية الإسرائيلية
- الشاذ والعام في جيش الاحتلال
- الانتخابات البرلمانية ليست بالضرورة في العام القادم
- -جرافة القدس-: عملية أم حادث وتصفية؟
- إسرائيل وإيران والنفط
- إسرائيل ومسامير جحا
- العنصرية والقضاء الإسرائيلي
- الشارع الإسرائيلي -يتخلى- عن الجولان
- التبعثر السياسي الإسرائيلي يستفحل
- إسرائيل و-ديمقراطية الفساد-
- الحراك التفاوضي وشلل أولمرت
- حكومة أولمرت -بسبع أرواح-!
- مصير أولمرت ومصير المفاوضات


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - إرهاب المستوطنين يضرب الإسرائيليين