|
الماسنجر جبريل واسباب التنزيل
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:34
المحور:
كتابات ساخرة
اقترب من العرش الجليل ، وقف بأدب والقي التحية : جبريل : السلام علي ملك السلام ، رب الكون وباري الأنام . - وعليك السلام يا ملاكنا المطيع جبريل .. جبريل : جئتك يا سيدي في ميعادي لاحمل سورة من سوركم المباركة وآياتكم الشريفة الي حبيبكم ومصطفاكم أشرف الانبياء وسيد الخلق . هلا تعطيني التشريع الجديد لانزل به الي الارض واقوم بتحفظيه لاشرف الانبياء . حبيبك ومصطفاك ؟ - ( يبدو عليه بعض القلق والحيرة كمن يتنظر شيئا ولم يأت بعد ) لم يحن الوقت بعد يا جبريل .. جبريل : عفوا سيدي رب الكون .. لماذا لم يحن الوقت . وكل شيء طوع يديك ورهن اشارة ولفظ كن . ليكون في الحال؟ - ( يتلفت حوله في قلق ) ها انا أنتظر يا جبريل .. جبريل : ( محاولا اخفاء دهشته ) تنتظر ماذا يا سيدي ؟! - أنتظر اسباب التنزيل لكي أفصل عليها آياتي واشرع لها التشاريع . وها هي لم تحدث بعد أسباب للتنزيل بالارض لافصل لها التشريع والاحكام ..
= كادت ضحكة عالية ان تخرج من فم جبريل وهو ماثل امام حضرة رب الكون . ولكنه تماسك وكبحها . وسأل بأدب يحمل شعورا بالدهشة ومزيج من الاشفاق والاستنكار : جبريل : كيف ذلك يا سيدي يارب الكون ؟ الاله العظيم ينتظر سببا للتنزيل ؟! . - لابد من سبب لتنزيل الآية والسورة يا جبريل ؟ جبريل : عفوا سيدي . جل جلالك . رب الكون ينتظره المنتظرون ولا ينتظر أحدا أو شيئا . - ولكن هؤلاء الناس يحتاجون الي سبب للتنزيل .. كي يشرح لهم اسباب التنزيل للآية والحكمة من التنزيل ولكي يكون للتنزيل حكاية ظريفة يتسلون بها وبحكيها . جبريل : عفوا سيدي . أنت اله الكون وعلام الغيوب . انت مسبب الاسباب وتعرف كل الأسباب التي حدثت والتي تحدث والتي لم تحدث بعد . فكيف تنتظر حدوث أسباب لزوم تنزيل تشريع . والحكايات المسلية يؤلفها البدو لبعضهم في وقت فراغهم لا يؤلفها لهم رب الكون .. - هكذا يحتاجون يا جبريل . فماذا افعل سوي انتظار سبب للتنزيل والتشريع .. جبريل : يا سيدي رب الكون . ان رؤيتي المستقبلية لموضوع اسباب التنزيل هذا . وبصفتي ملاك صغير عمل في خدمة الرب الجليل : انه بعدما يتغير الزمان ويات زمان مختلف ويشعر الناس بعدم ملائمة وبغرابة التشريع القديم ابن محله وبيئته المحدودة . فانهم سيسالون الفقهاء . الذين سيضللون الناس في قصص وحكايات لا لزوم لها في الزمن القادم . مما يعطل مصالح الناس ويضرهم . والتشريع الذي يضعه علام الغيوب مسبب الأسباب وبحكم الوهية جلالتكم .هو الصواب وسيتضح للأنام صوابه وحكمته وسداده يوما بعد يوم ..
- ( بشيء من الغضب ) اسمع يا جبريل .. انت عليك بعملك فقط . تشوف شغلك . ودعني الآن انتظر أسباب التنزيل .. جبريل : ( بأدب وامتثال ) : امر سيدي رب الكون العظيم .. ( ومضي جبريل )
( ما ان وجد جبريل نفسه قد ابتعد حتي انطلقت منه الضحكة العالية التي ظل يكتمها بداخله . بفعل ما سمعه عن ضرورة وجود شيء اسمه أسباب التنزيل ..
جبريل ( يقهقه جزلانا بصوت عال ، ويدق كفا بكف .. وتتواصل قهقهاته التي علي اثرها يقبل عليه زميله الملاك عزرائيل مسرعا ليستكشف الأمر )
عزرائيل : مرحبا يا زميل . ماذا يا جبريل ؟ ماذا يضحكك الا تشركنا معك في مرحك وسعادتك . قلت لي انك بصدد قيام بمهمة لايصال تنزيل جديد فماذا اخر انطلاقك لايصال التنزيل ؟ ماذا تنتظر ؟! جبريل : وقد اغرورقت عيناه بالدموع من شدة الضحك ، ينظر في عيون زميله ويقول له من بين ضحكاته )
جبريل : أنتظر أسبابا للتنزيل تصعد من الأرض للسماء .. ! فالسماء لا تعرف كيف تصنع حكما او تشريعا الا اذا جاءتها خامته من الارض ..! ( يمضي في الضحك وهو يضرب كفا بآخر ) .
عزرائيل ( ما ان سمع بموضوع أسباب تنزيل من زميله جبريل حتي انفجر هو الآخر في الضحك وراح يقهقه ) عزرائيل : ( من خلال دموع الضحك الشديد . يميل بعينيه علي عيني زميله جبريل ويتساءل ) عزرائيل : أهو التنزيل او التشريع من رب الكون يعوزه اسبابا للتنزيل . وهل مسبب الاسباب عالم الغيب . لا يعرف بعد الاسباب وينتظر حدوثها وقدومها من اسفل ؟! ( يعود لينفجر من الضحك )
( جبريل وعزرائيل يمضيان في الضحك ، قهقهات عالية تجذب اليهما زميلهما الملاك ميكائيل . الذي اتي مسرعا ، يرقبهما دون سؤال محاولا فهم ما حدث بانتظار ما سيدور بينهما من حوار . ولكن عدوي الضحك تنتقل اليه فيضحك معهما من قبل معرفة أسباب الضحك ومن قبل ان يستمع الي نكتة " اسباب التنزيل " )
عزرائيل : ( من بين ضحكاته يقول لجبريل ) يا لها من نكتة يا زميلي جبريل .. جبريل : سوف يلعبون بتلك اللعبة لعبا ، تحت.. بالارض .. ( وهو يعود ليضحك : أسباب تنزيل !! .. يقهقه ) . عزرائيل : وسوف يكذبون بها كذبا .. اسباب تنزيل ؟! ( ثم يقهقه ) جبريل : وسينصبون بها نصبا . نصب . أسباب تنزيل ؟ ! ( يضحك .. وهو يمد ذراعه لزميله جبريل ) عزرائيل : كفك علي كده يا زميل جبريل .. ( ويقهقه )
جبريل : يمد ذراعه لزميله عزرائيل . فيصفق كل منهما كفه بكف الآخر بمرح وسرور ، وسط ضكات عاليه .
( الملاك ميكائيل - لا يلبث حتي ينفجر ضاحكا بعدما التقط الداعي الذي جعلهما يضحكان . وراح " ميكائيل " يردد وسط ضحكاته وهو يقلب كفا بكف دهشة " اسباب للتنزيل !! ثم يقهقه وهو يقول : استغفال الناس بحكايات اسباب التنزيل تلك سيكون علي اشده .. ( ثم يستطرد ) : رب الكون هل يعني بتغطية احداث صغيرة تافهة وحقيرة تحدث بأحقر بقعة بأصغر كوكب باصغر مجوعة شمسية موجودة باصغر مجرة من مجرات الكون الرهيب الاتساع ؟! مسبب الاسباب يحتاج لاسباب ، ولا يعرف كيف يصيغ تشريعا يصدر من السماء الا بعدما تاتيه اسباب من أرض .. هي مجرد واحدة من مليارات وبلايين الاراضي ، والكواكب والنجوم ؟! " ( ثم يضحك معهما ضحكات عالية ) .
جبريل : اسمعت يا زميل ميكائيل .. نكتة اسباب التنزيل ؟! ( يقهقه )
ميكائيل : ( وهو يضحك ضحكا عاليا ) نعم سمعت .. ( يواصل الضحك .. ) جبريل : ( رافعا ذراعه عاليا في الهواء فاردا كفه ) ايدك علي كده يا زميل ميكائيل .. ميكائيل : يرفع ذراعه عاليا فاردا كفه ليتقابل مع كف زميله جبريل في ضربة قوية تحدث صوتا مع مرح وقهقهات الثلاثة في غبطة ومودة وسرور زملاء . يشارك كل منهما الآخر لحظات فرحه وابتهاجه بطرائف الأمور وغرائب الحكايات المسلية الظريفة .. ******** نشر بموقع بلا حدود يوم 27-11-2008 http://www.unlimitedworld.org/index.php?option=com_content&task=view&id=3393&Itemid=9999 فنعتذر للقاريء لتأخر الموقع في نشره .- علي غير العادة - مع الشكر
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قالت عدالة السماء : الأنثي تدفع الثمن وحدها!
-
مع الشعر والشعراء ، والسياسة
-
نعجة الله
-
الناس والحرية - 18
-
الارهاب الاسلامي باستخدام الانترنت
-
أخلاق شاعر الرسول – والارهاب بالانترنت
-
سلاح الاسلام الجنس والارهاب
-
تكنولوجيا السماء والتكنولوجيا الحديثة
-
برنارد شو المصري
-
الناس والحرية 17 / بانوراما
-
فازالانسان الامريكي قبل أوباما
-
الأديان والأنبياء تاريخ ليس ملكا لاحد .
-
عودة عبعاطي *
-
الارهاب جعل الانترنت مسرحا اضافيا له !
-
مصحف هيروهيتو - 2
-
الناس والحرية -16
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 16
-
شاعر الجغرافيا ! أفسد علما فجعلوه رمزا ! - 15
-
الشيخ امام في مونتريال!!
-
الناس والحرية 15- بانوراما -
المزيد.....
-
سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال
...
-
الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
-
من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام
...
-
دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-.
...
-
-سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر
...
-
البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة)
...
-
تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
-
المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز
...
-
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه
...
-
بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|