أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أولويات الرئيس أوباما!















المزيد.....

أولويات الرئيس أوباما!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم الضغوط الشديدة التي سببتها الحرب في العراق على مجمل الماراثون الانتخابي الأميركي، والتي أسهمت إلى حدود كبيرة في فوز الرئيس الأسود باراك أوباما على منافسه جون ماكين، أي فوز الديمقراطيين على الجمهوريين بعد دورتين كان فيهما الجمهوريون يتصدّرون المشهد، إلاّ أن قضية العراق لم تعد تستحوذ على الاهتمام المطلوب خصوصاً واجهات وعناوين الصحف ووسائل الإعلام، ولعل الأمر لا يعود إلى ثانوية المسألة العراقية، بل بسبب انهيار مؤشر «داو جونز» وطغيان أعراض الأزمة المالية، والتي ضاعفها استمرار المأزق العراقي بوجود 150 ألف جندي أميركي في العراق وتكلفة أكثر من ثلاثة تريليونات من الدولارات.
ولعل هذه المرة الأولى التي يدخل فيها البيت الأبيض رئيس أسود، كما أنها المرة الأولى التي يفوز فيها حزب معارض على حزب حاكم في ظل استمرار الحرب منذ احتلال أفغانستان 2002 واحتلال العراق 2003 وقبلها الحرب على الإرهاب 2001، كما أنها المرة الأولى التي ينتخب فيها الشعب الأميركي رئيساً بعد جيلين من الحرب العالمية الثانية.
لقد تراجعت قضية العراق من أولويات الرأي العام الأميركي وحلّ محلها شبح الأزمة الاقتصادية الخانقة وقضايا الرعاية الصحية، لدرجة أن الكثير من الأميركيين في ظل تلك الدوامة لم «يلتفتوا» إلى الجنود العائدين من العراق وأفغانستان، رغم حساسية موقف مثل ذاك، خصوصاً للعسكرية والوطنية الأميركية ولسيل الدعاية الصاخب.
ويعود السبب في هذا «النسيان»، إذا جاز القول، إلى تحوّل انتباه الرأي العام والكثير من الأميركيين إلى الانتخابات وليس إلى مأزق العراق، أما السبب الثاني فيعود إلى الأزمة الاقتصادية وانهيار الاسواق، والسبب الثالث أن الدعاية الأميركية ضجت بشأن انخفاض موجة العنف في العراق، لاسيما إزاء الجنود الأميركيين الذين ارتفع عدد قتلاهم إلى 4220 قتيلاً وأكثر من 26 ألف جريح حسب الإحصاءات الرسمية.
وإذا كان هناك سبب رابع، فهو كون المعركة الانتخابية ذاتها لم توضح الفرق الكبير في الموقف من العراق بين أوباما وماكين، وقد عكست ذلك استطلاعات الرأي العام التي كانت تؤكد أن حرب العراق لا تلقى تأييد الأميركيين بسبب الأزمة الاقتصادية وصعوبات الطاقة والرعاية الصحية ومشاكل وعقبات اجتماعية، وتلك كانت في صلب الاهتمامات التنافسية للمرشحين وتصدّرت أولوياتهم، بما فيها بعض القضايا المثيرة مثل حق الاجهاض وزواج المثليين وغيرها.
وإذا كان الأمن القومي هو الورقة «الرابحة» لدى المرشح الجمهوري ماكين البالغ من العمر 72 عاماً والمشارك في حرب فيتنام، فإن المرشح الديمقراطي الشاب كانت ورقته الفائزة بامتياز هي قضايا الاقتصاد والرعاية الصحية والخدمات ومسائل اجتماعية تهم المواطن الأميركي وبخاصة جمهرة الفقراء أو من هم دون خط الفقر البالغ عددهم أكثر من 40 مليون نسمة.
لقد عكس التحول غير المتوقع في الأحداث السياسية كفة الرجحان إلى أوباما وبرنامجه الاجتماعي والاقتصادي وليس للسياسة الخارجية فحسب، بعد أن كانت الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي عام 2006 ترفع شعار الانسحاب من العراق عالياً، وهي المسألة التي لعبها الديمقراطيون على أحسن وجه آنذاك، وقد ظن ماكين أن سياسة زيادة القوات قد نجحت، ولذلك تمسّك بها، في حين أنها أصبحت ورقة محروقة كما يقال، وأن النجاح كان يعني صرف الأنظار إلى مسائل أخرى، وهو ما سعى أوباما للعزف عليه بايقاع مؤثر، وهكذا تماهى الموقف بين الفريقين في مسألة الانسحاب التدريجي من العراق، في حين ظلاّ يختلفان في المدة الزمنية، مثلما يختلفان حول التاريخ والماضي.
وكان أوباما قد أعلن أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال 16 شهراً من توليه الرئاسة (يناير 2009) في حالة فوزه، بينما قال منافسه الجمهوري الذي انهزم شر هزيمة إن وعود الانسحاب تتسم بالتهور، لكنه رأى فرصة لخفض حجم القوات، وهذه الأرضية المشتركة للانسحاب، رجحت كفة أوباما، خصوصاً بإيلاء اهتمام أكبر للقضايا الاقتصادية والاجتماعية.
إن الجنود الأميركيين الذين ما زالوا حتى الآن يستقبلون في مطار دالاس بعبارات «بارك الرب أميركا» و «شكراً للرب»، كانوا يقابلون عند عودتهم من فيتنام بالازدراء والإهانة، خصوصاً عندما أصبح الرأي العام ينظر إلى استمرار حرب فيتنام كأنه بمثابة كارثة وطنية، الأمر الذي لم يتحقق في حرب العراق حتى الآن، فهل ستزيد الأزمة الاقتصادية من شعور النسيان أم ستساعد على إعادة النظر بالأولويات وتمهّد لتنفيذ باراك أوباما لوعوده بالانسحاب التدريجي، ذلك السؤال سيتحدد في ضوء رسم استراتيجية ما بعد الفوز وليس ما قبله!
إن تكاليف غزو العراق وصلت إلى 3 تريليونات دولار وفقاً لتقديرات جوزيف ستيغليتز وليندا بيلمنس، فهل كانت هذه خطة محكمة لاستنزاف الولايات المتحدة؟ الجواب هذه المرّة جاء من أسامة بن لادن وهو جالس في كهفه الذي قال في نوفمبر 2004 وهو يفخر بنجاح استراتيجيته في جعل أميركا تنزف إلى حد الإفلاس، حين ردد ساخراً: إن كل دولار أنفقته القاعدة في حملتها كلّف الأميركيين بالمقابل مليون دولار.
وإذا كان أوباما بذكائه وحضوره قد استطاع تحسس جزء مهم من نبض الشارع الأميركي عندما لامس قضاياهم الحياتية مباشرة ودعا إلى تنظيم الأسواق، وأن على الحكومة أن تلعب دوراً لا غنى عنه في مسار الاقتصاد، الأمر الذي جعل ماكين يهاجمه باعتباره « اشتراكيا»، وهي تهمة نفعته بالقدر التي أضرّت ماكين، فهل سيدرك أوباما أن السياسة الداخلية ليست بمعزل عن السياسة الخارجية، وهذه الأخيرة التي هي انعكاس للسياسة الداخلية ووجه آخر من وجوهها، ولا يمكن تحقيق نجاح في إحداهما والإخفاق في الأخرى، لأن الفشل سيمسح النجاح، وما عليه إذا أراد إنجاز برنامجه الاجتماعي-الاقتصادي وامتصاص الأزمة المالية الطاحنة، إلاّ إعادة النظر بسياسة واشنطن الخارجية، والإسراع بتنفيذ وعوده بالانسحاب من العراق مثلما أعلن ذلك، وقبل فوات الأوان، وكما يقال، فليس المهم تحقيق الفوز، بل المحافظة عليه والسعي لمواصلته وتوسيع دائرته، فهل سيستطيع أوباما أن يفعل ذلك وكم سيحتاج من الوقت؟ ومن أين سيبدأ؟
هذه أسئلة ستواجه الرئيس الأسود حين تطأ قدماه عتبة البيت الأبيض، وقبل أن يتربع على كرسي أعظم دولة في العالم!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاقات أوباما
- الإرث الثقيل
- المعاهدة العراقية-الأميركية... من الاحتلال إلى الاحتلال! (1- ...
- ست حقائق أفرزتها الانتخابات الأميركية
- بغداد - واشنطن بين التبرير والتحذير
- المستقبل والمجتمع المدني
- سباق اللحظة الأخيرة بين بغداد وواشنطن
- هل المجتمع المدني شريك للحكومات؟
- أنغولا غيت!
- موريتانيا والديمقراطية إلى أين؟
- العراق منجم الخطر
- من المستفيد من استئصال المسيحيين في العراق؟
- المستوطنات الإسرائيلية: الصقور والحمائم!!
- حين يكتب رجل الدين قصائد الغزل!
- ثرثرة الديمقراطية
- كيسنجر وموعد الانسحاب من العراق!
- هل جاء دور أوكرانيا بعد جورجيا؟
- انها الرأسمالية.. يا صديقي
- هل ثمة يوم للديمقراطية؟!
- ما بعد الصهيونية


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - أولويات الرئيس أوباما!