أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - هل جاء دور أوكرانيا بعد جورجيا؟















المزيد.....

هل جاء دور أوكرانيا بعد جورجيا؟


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2432 - 2008 / 10 / 12 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



2008-10-07
هل ثمة مواجهة روسية جديدة بعد الساحة الجورجية؟ وكيف ستكون هذه المواجهة، عسكرية أم مناورات تلوّح فيها موسكو بنفاد صبرها أم ضغوط سياسية واقتصادية؟ ولكن أين ستكون هذه المواجهة الجديدة؟
لعل الاحتمال الأغلب أن المواجهة ستكون في أوكرانيا هذه المرة، والتي تشكل تهديداً لروسياً لاسيما لمصير أسطول البحر الأسود، وكذلك لنفوذ روسيا في أوروبا الشرقية. فقد ظلت موسكو تتضايق إلى حدود كبيرة من مسعى بعض الدول التي تشكلت حديثاً وكانت تدور في فلكها، من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فبعد أن كانت حدائق خلفية لها، وإذا بها تصبح بين ليلة وضحاها، مصدر قلق لها بتعاظم النفوذ الأميركي فيها!
ولكن هل ستكون هذه الجولة بإراقة الدماء أيضاً بعد حرب الأيام الخمسة في جورجيا؟ وهو الأمر الذي قد يكون محتملاً لو لجأت أوكرانيا إلى طرد القوة العسكرية والأسطول الروسي من البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
ولكن أياً كانت المواجهة، إلاّ أن ما سيصاحبها سيطرح أسئلة سياسية وإعلامية كبرى حول علاقة روسيا بالناتو، وهل أصبحت العودة إلى الحرب الباردة أمراً واقعاً، أم ثمة حدود لهذه المسألة؟ وإذا كانت عودة القديم إلى قدمه مسألة لا تبدو ممكنة، وإنْ استبشر بها البعض لأغراض مختلفة، ولأسباب قد تتعلق بالنظام الدولي الجديد الذي جاء في أعقاب انتهاء الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وانحلال المنظومة الاشتراكية وتفككها فيما بعد، فإن بقاء الوضع على ما هو عليه أمرٌ هو الآخر غير ممكن، لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية الإجرامية عام 2001 وتورط الولايات المتحدة باحتلال العراق عام 2003 ووصولها إلى مأزق حقيقي، وسعي روسيا التي فقدت مواقعها السياسية والاستراتيجية إلى فتح ثغرات سواء في علاقتها مع البلدان التي كانت تدور في فلكها وأصبحت من حصة الإدارة الأميركية، كما حصل مع جورجيا، أو في اندماجها بالاقتصاد العالمي وبالتالي تأثيرها وتأثرها فيه، الأمر الذي شكل نقاط ضعفها وقوتها في آن.
كل ذلك جعل هيمنة الولايات المتحدة التي تكرست خلال سنوات التسعينيات من القرن الماضي وبدت وكأنها مطلقة تتبدد تدريجياً، وهو الأمر الذي استغلته روسيا في لحظتها الجورجية. وقد اضطرت واشنطن لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق إلى المساومة من أجل ضمان ولاء حلفائها، خصوصاً بالتوجهات الجديدة لروسيا التي تعزز نظامها سياسياً واقتصادياً.
ورغم الثورات الملونة في أطراف الإمبراطورية الروسية، إلاّ أنها لم تتخل عن محاولاتها الرامية إلى التوصل إلى تفاهم مع الحكومات الموالية لواشنطن، إلى أن جاءت مسألة سعي واشنطن إلى نصب الدرع الصاروخية في جمهوريتي بولونيا والتشيك، ومن ثم قضية كوسوفو، إذ بدأت استعدادات روسيا لمواقف أكثر تشدداً في ظل رئاسة بوتن يقابله وصول ميخائيل ساكاشفيلي إلى السلطة في جورجيا، حتى بدت لحظة الانفجار أكثر احتمالاً وهو ما حصل في أغسطس الماضي، إذ تحوّلت جورجيا إلى ساحة صدام مع روسيا.
وهكذا بدت رغبة تبليسي في إخضاع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية (المتمردتان) عنصر تفجير للصراع الخفي بين روسيا وجورجيا، وما يهمنا هنا هو هل ستعود المواجهة في حرب باردة جديدة بين موسكو وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي، تلك التي دفع العالم أجمع ثمنها باهظاً خلال أكثر من أربعة عقود من الزمان؟
لقد كانت نتائج حرب الأيام الخمسة هي إعلان استقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، لكنها في الوقت نفسه فتحت صفحة جديدة من علاقة روسيا بالناتو الذي سيحسب لها أكثر من حساب. والسؤال الآن: إلى أين ستتجه هذه العلاقة بعد أحداث جورجيا واحتمال المواجهة في أوكرانيا؟ وهل سيكون التوتر الدولي والإقليمي بين روسيا والغرب عاملاً في زيادة حدته وتصعيده وصولاً إلى الحرب الباردة أو شكل جديد منها رغم تكلفتها الباهظة ونتائجها الكارثية؟
إن اندماج روسيا في الاقتصاد العالمي خلال ما يقارب العقدين لا يعطي للغرب مجالا في إلحاق ضرر جسيم بها، لأن مثل هذا الضرر سيلحق بالغرب أيضاً بالقدر نفسه الذي سيلحق بروسيا، وروسيا اليوم هي غير الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان له مشروع سياسي وأيديولوجي على النطاق العالمي، يستطيع بموجبه استقطاب حركات وتيارات ودول، في حين أن روسيا اليوم بلا مشروع، ناهيكم عن تفكك تعرضت له منظومتها وكيانها. كما أنها لا تعيش في عزلة وداخل ستار حديدي، بل هي اليوم جزء من النظام الاقتصادي العالمي، ولذلك اشتغلت مجموعات الضغط السياسية والاقتصادية والشركات الكبرى للحد من انفلات الصراع، وسعت إلى تطويقه كي لا يتوسع، لأنها تنظر بواقعية إلى أن أي نزاع مع روسيا، لاسيما إذا كان عسكرياً، سيكون مدمراً لها من الناحية المالية.
وهذا الأمر لا ينطبق على النفط والغاز فحسب، بل يمكن الإشارة إلى توريدات قطع غيار التيتانيوم لأكبر منتجي الطائرات في العالم، والسوق الروسية للسيارات والأجهزة والمعدات المختلفة، والتي يمكن أن يتسبب وقف التعاون فيها أضراراً هائلة للدول الغربية. ويمكن اعتبار التعاون الفضائي، لاسيما بين روسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الممر الجوي الذي منحته روسيا للناتو في رحلاته الجوية إلى أفغانستان وبعض البرامج الأخرى، مهم جداً، ولا يمكن لأي مغامرة أن تكون مقبولة عند تعريض هذه المصالح للخطر.
لعل الأمر الذي ينبغي على الغرب أن يدركه هو أن روسيا في أواخر العقد الأول من الألفية الثالثة هي غيرها في بداية العقد الأخير من القرن العشرين، فهي غير مستعدة للتخلي عن مواقعها ومواقفها كما فعلت في التسعينيات، وتلك حقيقة لا بدّ للغرب أن يفهمها ويتعامل معها كمعطى جديد في العلاقات الدولية، لاسيما الروسية-الأميركية، لأن أي مخاطرة ستكون باهظة الكلفة. كما أن على روسيا أن تدرك أنها غير الاتحاد السوفيتي، وإذا كان هذا الأخير لم يستطع الصمود أمام تحديات الحرب الباردة، بما فيها سباق التسلح، بكل جبروته وطاقاته، فكيف يمكنها بإمكانات أقل وبدون مشروع سياسي أو أيديولوجي جاذب، الصمود في حرب باردة جديدة؟!
ولكن من جهة أخرى، فإن اختيار روسيا للحظة الجورجية هو رسالة ذكية إلى مواقع كثيرة. فهي رسالة فصيحة إلى الغرب، وهي تلويح لدول أوروبا الشرقية، وهي ضغط مباشر على الدول التي كانت منضوية تحت اسم الاتحاد السوفيتي السابق، وهذه الرسالة المتعددة الأغراض والجهات، تشير إلى أن مواقف بعض اللاعبين في الساحة الدولية ينبغي أن تتغيّر أو يعاد النظر فيها وبدورها، وهو الأمر الذي تريد روسيا أن يكون لها فيه قدر معلوم من الترتيبات الإقليمية التي على حدودها لاسيما لضمان مصالحها الحيوية، وأوكرانيا ستكون هي أول اختبار جديد إذا ما سلكت الطريق الجورجية!
صحيفة العرب القطرية العدد 7423 الأربعاء 8 أكتوبر 2008 م ـ الموافق 9 شوال 1429 هـ



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها الرأسمالية.. يا صديقي
- هل ثمة يوم للديمقراطية؟!
- ما بعد الصهيونية
- الحرب من الداخل والبرنامج السري!
- الأبعاد الأخلاقية في حقوق اللاجئين!
- النووي الصالح والنووي الطالح
- أربعة خيارات في حل مسألة كركوك!
- الحُصيري: الشعر والتمرد الدائم!!
- بين الواقعية السياسية والاستهلاك الشعبي
- التحدي الإيراني بين المناورة والمغامرة
- حالة تسامح!!
- آثار العراق ذاكرة العالم
- محاكمة كراديتش.. «شيطان الشعر» أم لوثة التلذذ بالدم؟
- القنبلة النووية الباكستانية والإرهاب!
- الدب الروسي والمشاغب الجورجي
- روسيا واللحظة الجورجية
- من إرهاصات ربيع براغ!
- إمبراطورية الذهب الأسود: هل من خيار!؟
- مقطوعة الشرق الأوسط.. العازف التركي واللحن الأوروبي
- سجون عائمة.. يا لها من رومانسية


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - هل جاء دور أوكرانيا بعد جورجيا؟