أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - عاجل...اعتراف سمكة عورة














المزيد.....

عاجل...اعتراف سمكة عورة


زينب محمد رضا الخفاجي

الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 04:16
المحور: الادب والفن
    


كان ياما كان في قديم الزمان...

امرأة لم تكن في يوم من الأيام ولا في الأحلام...ربة بيت من النوع المقدام...

ولأنها لم تتقن يوماً فن الطبخ اللعين...عانت كثيرا مع زوجها اللئيم...

كل يوم صراخ وتهديد و وعيد...

كانت من أشد ساعات نهارها سوادا...هي تلك التي تقضيها في غرفة الطبخ ...لن تستطيعوا تخيلها وهي متوجهة إليه ....تدخله هذه المسكينة كمحكوم ينتظر صدور حكم الإعدام عليه وتنفيذه وقت الغذاء... تتحرك ببطيء شديد...تجر الخطى بصعوبة بالغة متجهمة الوجه...تكبل قدميها تعاسة ما ستسمعه من تعليق مؤلم فيما بعد......ولأن زوجها كان عصبي المزاج ...لا يسمح بأي هفوة...كانت ترتعش كل يوم وهي تلعن الطبخ والطعام...لم تكن تتكاسل أبدا...وحاولت كثيرا الاستماع إلى كل امرأة تتقن طبخة ما...حتى وإن كانت عشيقة زوجها...وبالمناسبة الأكلة الوحيدة التي تتقنها الآن جيداً هي الكوارع...التي علمتها إياها حبيبته الغالية وهي تثقب قلبها كل صباح بحبها لزوجها...وتغتالها بإتقانها الطبخ...

كانت تجلس على الطاولة وهي حزينة مكتئبة...ترفع الملعقة بيدها المرتجفة وتتمنى لو يصاب زوجها بالخرس المؤقت...فلا ينتقد ما أعدته... عانت كثيرا من النشيد اليومي..(طبخ أمي الأروع)...لم تنكرها كحقيقة...لكنها ملت تكرار هذه المعزوفة كل يوم.. حتى اللقمة لم تعد تدخل جوفها كما في السابق...سامحه الله...ماذا كان سيحصل لو انه فقد الذاكرة يوما وصار نشيده الجمهوري الجديد(طبخ زوجتي الأروع).

المشكلة أنها تكره السمك مذ كانت طفلة...ولا تحتمل طعمه أو رائحته...وزوجها يعشقه...ويتفنن بتذوقه...كان كلما جلب سمكة للدار ... يدع البائع يفتحها وينظفها له..لأن زوجته الشاطرة...(خايسة متعرف اتنظفها)...ولكن وفي أحد الأيام السوداء.. جلب سمكة دون أن يفتحها... نظرت زوجته المسكينة إليها طويلاً...قلبتها بين يديها وهي ممتعضة من رائحتها وملمسها اللزج...كلما حاولت الإمساك بها لفتحها وتنظيفها تتزحلق من يديها وتسقط على الأرض...توترت كثيرا...وخافت لو أنها فشلت فعلا في هذه المهمة الصعبة...ترى ماذا ستكون ردة فعله هذه المرة عليها؟...وماذا سيفعل؟...لعنت كل الأسماك في سرها ولم تسلم من لسانها حتى أسماك الزينة في حوضهم الصغير في البيت...ظلت تتصارع مع السمكة في معركة ثلاثية الأبعاد..هي والسمكة والسكين العمياء بنظرها...وبعد جهد جهيد وعرق وصراخ ودموع... فتحت السمكة...كانت سعيدة جدا بإنجازها...ولكنها وبعد أن هدأت قليلاً..نظرت إلى السمكة طويلاً...يا للهول ماذا فعلت بها؟...لم تكن تلك سمكة ...قد تكون أي شيء...إلا سمكة...كانت المسكينة قد فقدت عينها أثناء المعركة...وتكسرت أشواكها من الضرب واللطخ...لكن ماذا ستقول له عندما يعود؟ ...يا الله..فكرت كثيرا ثم قالت سأخبره أنه جلب لنا (سمكة عورة)...طيب لكن ما دخل عينها بتهشيمها بهذا الشكل...وفجأة لمعت في بالها فكرة جهنمية...اتصلت به...وقالت...حبيبي هل يوجد قربك جهاز تلفزيون...فأجاب وهو منهمك بين عمله وجواريه...(لا ليش؟)..فأجابت أذاعت قناة العربية خبر عاجل مهم...فأسرع قائلا ماذا حصل؟...أجابته لحظة سأقرأ الخبر لك...فصرخ بكل من حوله لينصت للخبر..ثم قال هيا تكلمي... ابتسمت في سرها ...وراحت تقرأ الخبر بكل حماس و وطنية وسعادة...عاجل... اعترفت السمكة التي في بيت أبو وردية...بمسؤوليتها الكاملة عن تفجير المرقدين العسكريين في سامراء بعد تعرضها للتعذيب على يد اللواء الركن أم وردية وبمساعدة الضابط سكين الأعمى...وقد فقدت المتهمة أحدى عينيها...وتهشمت تماماً...الله اكبر..الله اكبر...وليخسأ الخاسئون...

سكت أبو وردية فجأة...ثم أنفجر ضاحكاً...وقال غلبتيني هذه المرة...



#زينب_محمد_رضا_الخفاجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحببتك...وكفى
- يدان للتصفيق لطفولتي... لا للضجر
- متزوجون أو غير متزوجين...تلك هي المشكلة
- متزوجون أو غير متزوجون...تلك هي المشكلة
- إليك يا ستار
- سبع نساء في اسبوع
- سأرفع ضدك حرف ال...لا
- دبة حميسة....تاكل هريسة
- أنا شمسك ....... دون غرور
- أيامكم سعيدة
- الله يساعدك يوم
- اللهم إني لك صمت...وبأمر الحكومة أفطرت
- الجدة(رايس)
- عزة العزاج زكية
- دار دور
- أنا(رضاوي)...أنا أبي
- يتيم وعيديه
- كرامة زوجة صماء
- حواسي الست وانا...سعداء بمقدمك...
- واصرخ علو الصوت احبك


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب محمد رضا الخفاجي - عاجل...اعتراف سمكة عورة