أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - إيقاظ الأسئلة النائمة














المزيد.....

إيقاظ الأسئلة النائمة


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 09:09
المحور: الادب والفن
    


أي صورة يمكن لها أن تغيب عن البال ,لأب يتحسّر على مكتبته ومخطوطاته الشخصيّة، التي لم يستطع أن يخرجها مع بضع حقائب ،كانت هي ما سمح له بها ذلك الرسول (الجار المتواطئ) مع خلايا القاعدة ، لتنفيذ الامر الإلهي المكتوب على ورقة الوعيد الأخير والتي تبتدئ بآيٍ من القرآن الكريم (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم(.
وامام الحكايا الفظيعة التي خبّرناها في تأريخنا الحديث وصولا الى يومنا هذا، فإنّنا بقدر ما نتحدث عن عمق حضارتنا ومكانتها في العالم ، يجب أن نتكلم بقدر أكثر صراحة وموضوعية عن هذا الكم من الدماء التي تسيل الآن في العراق وعن مستوى الغدر الذي لحق ويلحق بإبناء الرافدين .
إنّ بلادا كالتي نعيش فيها ، وصلت يومياتها الى هذا الحدّ الخطير من العنف،وما يؤشره من خراب نفسي كبير لدى نسبة من البشر لا نريد تحديدها ، لابدّ لمفكريها ومثقفيها أن يتركوا هم أوّلا قبل غيرهم ، السفسّطة الفارغة عن التلّفع بخمسة ألاف سنة من الحضارة وكذا سنة من الصمود والصبر والأمجاد العظيمة ، وغيرها من العناوين الكبيرة التي لانرى لها أي معنى في حاضرنا وفيما نصادفه نحن يوميا .
و نتذكر هنا ذلك المؤتمر عن اشاعة اللاعنف الذي حضره مجموعة من الناشطين العراقيين خارج العراق ، والمفترض بهم أن يكونوا دعاة للاعنف وأدوات لنشره لدى عودتهم الى العراق، فما ان وجد بعضهم رأيا لايناسب قناعاتهم في المؤتمر ، إاشتاطواغضبا معترضين بإن ماورد خاطئ جدّا ولا يريدون سماعه اطلاقا!، فلا فرق لأولئك عن الذين يقبرون الأصوات بكواتمهم في شوارع بغداد ، فكيف لنا ألا نشعر بالاغتراب الحقيقي في مجتمع يغطي له الجميع عيوبه ، ويُبقي على عاهاته الثقافيّة والإجتماعيّة الى اجلٍ غير مسمى ، أيُ تقدم هذا الذي يحصل بلا نقد وتأشير لمواطن الخلّل والانتكاس؟، وأي وعي يمكن له أن يزدهر ومعنى الحياة وقيمتها العظيمة يغيب عنا باستمرار ؟ ، في ان يكون الإنسان فيها مرّفها متعافيا ، لامنكوب مقسورا بسلطات حلت محل الدكتاتوريّة ، ربما لاتعرف هي أصلا انها تسير بذات النهج وإن استبدلت الوجه المأسور بالقبح بوجوه ملّثمة متعفنة .
ان المثقف النقديّ الذي ارتضى لنفسه البقاء في الجحيم العراقيّ ، لهو في مرحلة صعبة للغاية عندما يصبح عدو أحدهم يهجره لإختلافه معه طائفيا ، أو يجد بعضهم فيه موضع اشكال واثارة للجدل في أوساط يريدها خانعة تستكين للمألوف ، لدرجة تغدو فيها الثقافة بطراً أو وصمة عار في البيئة التي تريد منك العودة الى أحضان انتماءاتك الضيّقة ، كارها الآخر ومتقاطعا معه ، فلا نستغرب حينها من علو شأن العشائر وتنظيماتها على المثقفين ونخبهم .
واذا مانظرنا الى التصريحات والكلام الدارج في وسائل الإعلام ، عن دعم الدولة للمثقف ومشروعاته ، فهو كلام يأتي من موقع الأقوى الى الأضعف ، وكثيرا مانسمع عبارة ( هذا أديب حاله يُرثى له) ،وهي جزء من نظرة مجتمعية تستعطف الأديب والمثقف ، فمن هنا علينا فهم ان المشكلة أعقد من استقرار نسبي في الامن وسير لعملية سياسية وانتهى الامر ، بل انها اصلاح لجوهر المجتمع المنقسم على نفسه ،الذي تلقى ضربات قاصمة خلخلت مواطنته ويمكن أن نقول حبه لبلده وتمسكه به ، وإلا ماتفسير أن يرغب الالاف من الشباب العراقيين بمغادرة العراق الى غير رجعة ؟!.
نأتي الى موضوعة مهمة وهي مايمكن أن يقدمه ذلك المثقف المستضعف في الأرض العراقية ، عليه أن يدخل على الخط السياسيّ الموبوء والمسبّب لكارثتنا ، مشاركة او توعية بالكتابة والندوات ،لايأبه بما حوله وان وصل الامر الى التصفية ، لإنها قضية وطن واعلان عن موقف في ظرف حرج من تأريخ العراق.
علينا جميعا أن نقول دوما لهؤلاء الرُسل المهددين لنا: إن مراهنتنا على المستقبل أشجع من لثامهم وغدرهم بالناس ، ومن ثم علينا ان نملك تأثيرا له صداه في الشارع ، يحرّك الأذهان ويثير فيها السؤال وإن كانت نائمة ، فما احلى التحدي في الحياة ، وما أجمل الثبات على ما نؤمن به ، ومنبع ذلك في ان المثقفين - وان لم ينظّموا كجماعة مؤتلفة - ينتظرون الأفضل دوما ويشتغلون على إيناعه بجذوة وجودهم ، بالرغم من إنهم عُزل بلا سلاح ، ذلك وباختصار الجواب على الأسئلة التي تهددنا حاليا.



#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة الأقبية
- مابين مطار أورلي وشاطيء دجلة
- من أحلامنا...مترو
- الشاعر رياض النعماني: نحن بحاجة الى متلقٍ ناقد وخالق دائم لل ...
- الشاعر فاضل السلطاني: طلبت المغفرة عن المنفى و الوطن ولعنت ص ...
- منْ بِِه صَمَمُ؟
- عرسه المدوّن...قضية بلاد
- كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرح ...
- القول بانتظار الفعل
- كامل شياع : وحدة المجتمع في الأزمات التأريخية شرط ضروري لنجا ...
- يوميات عراقيين في دمشق
- المسرحي صباح المندلاوي:هناك إصرار على تقديم أعمال مسرحية عرا ...
- أربع سنوات من العمل الصحافي الواسع وجز رقاب الصحافيين العراق ...
- رئيسة منظمة الدفاع الدولية وداد عقراوي : الموضوع العراقي و أ ...
- د.محمد احسان: ننتظر الالتزام بنص المادة (140) وخيار انفصال ا ...
- لا تبسمُ ولا تورقُ الكروم لأجلِها
- متخصّصون في القانون يعدّون بحثاً عن قانون مكافحة الإرهاب
- إنهاء التواجد الأجنبي يرتبط ببناء المؤسسات الأمنية والعسكرية
- الشاعر والصحافي كاظم غيلان:أتمنى ألا ينقاد المثقف العراقي لل ...
- أفكار ورؤى بين فيدرالية الدستور ومشروع الكونغرس الأميركي


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - إيقاظ الأسئلة النائمة