أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة العراقية - اي عتمة رسمت بدربك يأمرأة العراق














المزيد.....

اي عتمة رسمت بدربك يأمرأة العراق


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 07:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اعزائي القراء انني هنا لست بصدد تقليب المواجع ولا الغم او الهم..فقط كي لا انسى او ينسى من الذي شارك بمأساة اهل بلادي ..
سأعود لانها سنتان وشهر من الذكريات المرة ..
وصور امهاتنا الثكالى واخواتنا المنهكات بثقل الدرب على اكتافهن..ورسم الوجوه الكالحة بحدقات عيونهن التي اتعبها سهر الفراق وعتمة ليل الوحشة ..
نعم انه يوم من ايام سجن (ابو غريب )اللعين السجن الرمادي كأيامهم ...فجرا جديدا يحملنا من بساتين ديالى وبعقوبة البرتقال .وغبش البرد والضباب الذي يلف طرقات مسارنا ..
مع ترتيل الديك الفجرية سرنا الى مديات القلعةالتي تضم بين جدرانها اوسمة الشرف على صدر العراق وبناة تربته الحقيقين
من بعيد تلوح مترامية تحيطها اسنان مدججة برعب يفح فحيح الافاعي ..ترجلت النسوة والاطفال والشيوخ امام القلعة الداكنة طوابير تغلي بين مطر غزير ينزل مدرارصب علينا صبا رغم انوفنا نحن نقف تحته واوحال نحاول التخلص منها بين زحمة المواجهين .......
هناك بين جموع الواقفة(سيدة بعبائتها ولفائفها العابقة برائحة (السعد الاسود وطيب المسك تعطرت )بلكنتها الجنوبية العذبة انها ام لشابين تحاول الاستفسار عنهم هل هم بين نزلاء السجن ام في غير مكان ام انهم لازالوا في المكان الذي نطق بحكمهم ,انها تترقب ومعها اثنان لااعلم هل هم اولادها ام اقربائها ,توقفنا في انتظار ان تفتح الينا باب جهنم التي تضم خلف جدرانها من نحب ونعشق.. في ظلمتها المعتمة .
لقد (طال الانتظار قلت والله انا معك لارى صبرك وجلدك ياحبيبة قلوبنا )(مشكورات يابعد عيني ردت بلهجتها الجنوبية )
ابدا انك وحدك ونحن حماماتك التي تلوذ بقربك .
انها السادسة صباحا ونحن ننتظر والبرد يشد بأضلعنا..
كان صباحا ضبابيا رماديا حزينا لااعلم .هناك هاجس يحدثني يعبث برأسي هناك شيء سيحصل .
انني مكتئبة وخائفة على خالتنا هذه قلت لصديقتي التي بقربي وزوجها مع زوجي في المحنة الوطنية ,ونحن في الهم سوى ندفع ثمن وطنيتنا ولازلنا !!!!
انا مثلك قلقة انهم لايحفلون بمن يقتلون او يعدمون ..
مرت الدقائق كأنها دهور فتحت باب الجحيم وانجرفنا بتيار بشري يموج موجا بين تدافع وركل الى ان وصلنا طابورا اخر
اه امنا سيري معنا انك جديدة لاتعرفين دهاليزهم ومتاهات (ابو غريب)المظلمة التي تضم اقحوان العراق وزهور اولاده ..
نعم معكن يابناتي قضينا يومنا الى منتصف نهاره .
بين (دمعة وابتسامة ينكظي وياك عمري ) الى ان ودعناهم من افرغ همومه ولوعته واشتياقه ابدلنا الملابس باالملابس
والشراشف بالشراشف بين متسخ ونظيف كي نبقى على صحتهم وعافيتهم بين جدران تتنفس عفونة وعتمة قاتلة .
عدنا سائرين بدروبه الطويلة المتعبة ..
انها امنا معنا (اه امي لم تجدي ولديك لايايمة يكولون موجودين )
نعم انشاء الله خيرا وصلنا استعلامات السجن الخارجي .
قلت لصديقتي لننتظر لانغادر امنا لوحدها قد يحصل شيء
وافقتني صديقتي وبقينا ننتظر معها مرت ساعات ونحن امامهم ننتظر الخبرالذي يحمل معه مفاجأةقد تكون سعيدة او العكس قد تكون فاجعة لهذا بقينا تحسبا لهذا مع السيدة الام الثكلى ..
نودي على الرجلين اللذين معها نعم هوالخبر المشؤوم لقد اعدموا وسيتسلمون جثثهم هي الى الان لاتعلم .
خرجوا صدقوني بحق الحق الى الان لن انسى وحوههم كيف كانت شاحبة جدا كأنها وجوه موتى على ارجلهم يسيرون
(الله واكبر )أي قلوب قدت من الصخر الهي قلت وانا انظر اليهم عيونهم حمراء دامعة والصمت يسود المكان حتى نحن وجمنا من هول الصدمة التي منيت بها امنا العراقية الجنوبية
كانت اياديهم ترتجف والسيجارة تتراقص على اصابعهم.
.................
اما اامنا لااقول ماذا فعلت ولااعرف كيف اصوغ نحيبها
لقد ادمت القلوب وابكت الصخر قبل العيون الى الان اشعر بقشعريرة تنتابني والم كبير حين اتذكر كيف حضنتها وبكينا بدموع تحرق وجناتنا وتنهمر بغزارة ..
اخذت تنوح وتلطم وتشق الجيوب وهالت التراب على رأسها
كان مشهد لاينسى امام عيني كيف تمرغت برماد نارهم التي يوقدونها ليلا من برد الشتاء المعسم.
اخرها جاء وا بالشهدين ونحن بين دموع وصراخ الى ان وضعوا على سقف سيارتهم وارتحلوا .
كان يوما قاسيا وداميا في لوعته وجمرته ..
لكن هنا اقول الى من يسمع او يقرأ هل انصفت المرأة العراقية
وهل كوفأت العكس لقد مرت عليه مصائب لو صبت على الايام صرنا لياليا
(ابني ويامحبس يميني ويازهوة الدنيل بعيني ... بعدك ييمة من يجيني)..
ياليت شعري ياامي واختي هل انصفنا الزمان والذين جاءوا بالتغير ام زادونا هما وغما وقحطا وتشتتا ..
انها حقيقة اضعها بين يدي من لايتعظ من عبر الزمان..؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة برية
- ميلاد وحب
- تضامن مع اصدقائي وزملائي
- قرنفل لسيدة القلب
- حول تربية جيلا واعيا وصحيحا
- الى مصاطب الامومة
- الصدق
- تنبيه لااكثر
- عامل النفايات ابن العراق
- مذكرات سجين
- الانهيار وافاق الاشتراكية في عالم اليوم
- الى من يحمل كلمته سيف يقطع به السنة الداعين والدعين
- قرابين الكرادة ارخص من اضاحي العيد
- ابو غريب
- بغداد تحاور
- دعوة الى شاباتنا وشبابنا
- قصة من الواقع العراقي
- زوبعة جديدة
- الحلقة السابعة عشر من مؤلف الاستاذ بهاء الدين نوري(قضايا الع ...
- حول تألف قوى اليسار


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة العراقية - اي عتمة رسمت بدربك يأمرأة العراق