أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!














المزيد.....

يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2462 - 2008 / 11 / 11 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تكون منافقا فهذا شيء ليس بالجديد في عالم السياسة ولكن أن تكون رئيسا ومنافقا فتلك هي الكارثة ، خصوصا ، عندما تكون رئيس لدولة جل أهلها يعلم من أنت وماذا تريد وعلى أي أوتار تعزف وفي أي أوضاع تصدرت المشهد السياسي التحاصصي والطائفي لتكون الرجل الأول حتى لو كان ذلك شرفيا..! نفاق الرئيس المقصود، نفاق سياسة يصل حد الفجاجة والفضيحة لكنه لا يخشى الفضيحة فله منها تاريخ طويل، فالسياسة بنظره وكتحصيل حاصل لنضاله ولعمره المديد ، مصالح ، وان غاياته تبرر وسائله. كان هذا ديدنه منذ أن عرف كسياسي لايتردد عن الإيقاع بأقرب الناس من حوله ، برفاقه ، بقادة حزبه وبكل شيء مادام يصب في خانة المصالح الحزبية والقومية أو المطامح الشخصية.
ليس مهما أن تكون قوميا متطرفا أو متعصبا في مرحلة ما فالدنيا والسياسة والتاريخ مراحل لابد من حرقها ، في أحيان كثيرة ، حتى تصل هدفك المنشود. أنزع هذه الأردية في مرحلة ما من تاريخك فان ما يرتبط بها من مصالح قد شح وان الطريق يزداد وعورة وارتد ثوب اليسار والتقدم والاشتراكية أو مطية العصر الديمقراطية فهي طريق آخر قد يوصلك إلى بر النجاة ، ربما كان طويلا أو قصيرا لكنه أخيرا أوصلك إلى كرسي الرئاسة في بلد عمرك ما شعرت إزاءه بذرة من الإحساس أو بالانتماء فما بينك وبينه بون شاسع من الحقد أو الثأر الاغواتي .
كل يوم نسمع ونشاهد أو نقرأ تصريحاتك الطنانة التي نعلم أنها زائفة أو مخادعة ، لكن ثمة أناس أمتهنوا التطبيل لك وأحالوك إلى ،السيد الرئيس المنتخب ، أو ثمة أناس يخدعون بك في كل لحظة فأنت صاحب النكتة أو الذي لاتطيب النكتة إلا إذا كانت حوله أو هو بطلها الواقعي أو الافتراضي . مرة قلت وبحضور عدد كبير من الصحفيين إن سوريا هي مصدر الإرهاب في العراق وان عليها أن تغلق منافذ تسلل الإرهابيين إلى العراق، لم ينشف حبر الجرائد حتى كذبت أنت ومكتبك الرئاسي هذا التصريح وتحولت سوريا إلى شقيقة ومدافعة عن التطلعات التي تعتمل في صدور العراقيين .
ما أن حضر أمامك شيخ عشيرة أو رجل دين أو رئيس حزب حتى تحولت إلى نسخة منه أوانك تلهج بلسانه. حين كانت الدكتاتورية وحروبها القذرة تأكل الأخضر واليابس في العراق سارعت إلى عقد مفاوضات مع الحكم الدكتاتوري كان الهدف منها البحث عن دور أو منصب أو مكانة ما وسط الحركة القومية المنهارة آنذاك وان كان عبر أعادة انتاج وتصدير صورة مهندس الحكم الذاتي، لكن نتيجتها كانت أنك وباتفاق مع صدام حسين ، وحتى تكون المفاوضات مثمرة وبناءة وتسير في أتجاهها الصحيح ، قدمت لهم عربون الولاء إذ أقدمت مليشياتك على ذبح الشيوعيين في مجزرة دامية مريرة ولكنك اليوم تذكر الجميع بالتاريخ النضالي والدور الوطني لهذا الحزب ما إن تشعر أنك بحاجة إلى صوت هذا الحزب أو لتعزيز الادعاء برطانة الديمقراطية والتيار الديمقراطي . كنت وقادة حزبك القديم أول المهللين للانقلاب الفاشي الدموي في الثامن من شباط من عام ثلاثة وستون وتسع مئة وألف ، حيث تم ذبح عبد الكريم قاسم بيد مجرمي البعث ولكنك الآن تقول عنه كان زعيما وطنيا وانك تسعى لان تنال عائلته حقوق تقاعدية ، لا ، بل أنك تشارك من يحتفل بذكرى ثورة 14 تموز من عام 1958 . تلهج باسم العراق وبعراقيتك ولكن ما أن تلوح بوادر أزمة يكون أبطالها مليشياتك أو أبناء جلدتك الساعين إلى تقسيم العراق وابتلاع مساحات ومدن منه من اجل تكريدها أو ضمها إلى سلطة الإقليم السعيد حتى تنسى وتحرق كل ما قلت أو ما كتب صحبك حول الديمقراطية والانسجام والتوافق الوطني وتعود إلى أصلك زعيم حزب قومي متطرف . لم تمضي ساعات أو ربما يوم أو يومين على تصريحاتك بخصوص الأقليات التي جعلتم أبناءها يشعرون بالهلع والخوف بحكم صرعاتكم الطائفية والقومية وتهميشكم لكل من لاينتمي لاحزابكم او قومياتكم وطوائفكم ، وبأنك سترفض التوقيع على قانون مجالس المحافظات ولكنك من ومعك في مجلس الرئاسة العراقية وقعتم على القانون المذكور الذي سيعزز الشعور بالغبن لدى اعداد كبيرة من أهل العراق خصوصا وان ما يتعرضون له جاء نتيجة حكم المحاصصة وحكم التقسيم القومي والاثني والطائفي الذي تعملون على ترسيخه في العراق وجعل أهله يواجهون مخاطر التشتت الاجتماعي وصعوبة العيش في مجتمع واحد وآمن. القانون الذي سيجعل من ابناء الاقليات عرضة للقتل والتشريد وقد انطلقت مقدماتها قبل فترة ليست بالقصيرة وكان أبطال تلك العمليات الإرهابية من أبناء جلدتك المحسوبين على حزب غريمك اللدود ، وقعتم لا لشيء يهم العراق او يعزز من مشاركة مواطنيه في كل ما يحدث ولكن لان فيه تحقيق لمصالح ما تعنيك وتعني من هم على شاكلتك. ما نقوله ياسيادة الرئيس ليس حرقة قلب من أجل الاقليات الصغيرة في العراق ، بل حرقة قلب من أجل العراق وما يتعرض له ابناء هذه البلاد على ايديكم وبفعل ممارساتكم التي أحالتهم الى طوائف وقوميات تتناحر من اجل السلطة ولاشيء سواها، السلطة من أجل أخضاع الكل والتفرد بنعم ستزول ، حتما ، كما زالت نعم الطاغية او مهندس الحكم الذاتي..!
هل ستنكر توقيعك والقانون أصبح نافذا؟
أم انك ستدعو إلى مراعاة أوضاع الأقليات ونسب تمثيلها ؟
هل ثمة المزيد ياسيادة الرئيس من دروس النفاق والخداع ؟ أقصد دروس تتعلمها منك الأجيال الحاضرة التي أصبح مصيرها ومستقبل بلادها رهينة في لعبة مصالح سياسية أنت بطلها.




#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد عاد.. كشاهد وليس كشبح ..عن صورة ماركس في غلاف ملحق جريدة ...
- الاعدام عقوبة وجريمة وحشية ياوزارة حقوق الانسان في العراق
- ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليا ...
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!