أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شاكر الناصري - ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليات














المزيد.....

ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليات


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 09:30
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل ايام قليلة أقر أشاوس البرلمان العراقي قانون أنتخابات مجالس المحافظات. وبهذا القانون واقراره تم تهميش الاقليات وأستلاب حقوقها وكأنها ماكانت يوما في هذا البلد ولم يكن لها دور في حضارته وتأريخه وثقافته . هكذا بأستخفاف وأستصغار سافرين تم حرمان الاقليات التي يتشكل منها المجتمع العراقي منذ قرون طويلة من الزمن ، من حقها في ايجاد من يمثلها في مجالس المحافظات القائمة أصلا على أساس المحاصصة الطائفية والقومية. هذه الاقليات التي أصبحت تدافع عن وجودها في مجتمع تحكمه الطائفية وأمام قوى سياسية تسعى لأحتكار السلطة بذريعة الاكثرية المظلومة او القومية المضطهدة مثلما تسعى لان يتم تقسيم سكان العراق على اسس دينية وطائفية او قومية ، أذ اصبحت المواطنة عنوانا مفقودا في ظل صرعات سياسية شاغلها الاساس أعلاء شأن قومية أوطائفة ما وتهميش شأن الدولة وتدمير العقد الاجتماعي الذي تعايشت كل مكونات العراق بموجبه منذ قيام الدولة العراقية وحتى نيسان 2003 ، أذ أنهار كل شيء ولعل ما يجمع العراقيون أي عقدهم الاجتماعي كان اول الضحايا فلا عقد ولا عيش مشترك في ظل غياب الدولة الضامنة او انهيارها. الولاءات الطائفية والقومية أصبحت عنوانا يراد منه سحق المواطنة أولا وفرض واقع آخر يتم بموجبه رسم مصير المجتمع العراقي لصالح مكونات ما ثانيا.
ليس الامر في أقرار هذا القانون الاسود ، لكن الامر الاساس والمثير للسخرية والحسرة في نفس الوقت ان الكثير من أعضاء البرلمان الذين صوتوا بالاجماع على قانون مجالس المحافظات وحتى من القوى التي تتقاسم السلطة في العراق ومارست دورا بارزا في تشريع هذا القانون السيء الصيت وأقراره ، قد أصبحوا يمارسون لعبة سمجة ويطلقون تصريحات لاتفهم الا اذا فهم أن الهدف الاساسي منها هو محاولة تبرئة أنفسهم وتضييع الوقت وأمتصاص حالة من النفور والغضب عمت الشارع العراقي . لعبتهم هي أعلان أستغرابهم من الغاء المادة 50 من الدستور الضامنة لحقوق الاقليات ، لا ، بل أنهم طالبوا باعادتها او ايجاد بديل لها ، فكل واحد منهم بدأ يدلو بدلوه وكانهم لم يكونوا داخل البرلمان ولم يشاركوا في التصويت على هذا القانون ، كل واحد منهم يتحسر ويبدي قلقه على ما تعرضت له الاقليات في العراق من غدر واضح على يد الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني . ان رموز هذه القوى قد عبروا عن تحفظهم و أسفهم وكأن من اقر هذا القانون الظالم واللاانساني برلمان دولة مجهولة لايعرفها احد وليس برلمان العراق ، ربما يكون موقف نوري المالكي رئيس الوزاء من أكثر المواقف اثارة للسخرية بعد ان اعلن عن أستغرابه من اقرار القانون المذكور وحذف المادة 50 وكأنه لايعلم باليات اقرار القانون ولا اليات المحاصصة القذرة التي تم الاستناد عليها لاقراره او كأنه لاينتمي للطرف الاساس في اقرار هذا القانون ولايشكل هو وحزبه قوة اساسية في الائتلاف العراقي . ولعل أخر الناطقين بالحسرة على حقوق الاقليات هو عدنان المفتي رئيس برلمان كردستان الذي عد حذف والغاء المادة 50 مخالفة دستورية صريحة
http://www.aswataliraq.info/look/article.tpl?IdLanguage=17&IdPublication=4&NrArticle=95662&NrIssue=1&NrSection=1
ولنا أن نتسائل من اقر قانون مجالس المحافظات اليس انتم يا مالكي وياعدنان المفتي ام ان تصريحاتكم هذه لاهدف من وراءها سوى أستمالة الاقليات التي غمطت حقوقها ، ربما لتعلن انتماءها لطوائفكم وقومياتكم مقابل حقوق وامتيازات ما؟ .
من المؤكد أنها لعبة المحاصصة السياسية التي تم تجميلها الى صيغة التوافقية الديمقراطية ، لتمارس دورها القذر في تدمير المجتمع العراقي وتفتيت مكوناته الاساسية . الكثير من الساسة العراقيين قالوا ان وجود المكونات المختلفة في العراق هو غنى لهذا البلد ويجعل من المجتمع العراقي مجتمع متنوع او لوحة فسيفساء كما يحلو للكثير منهم ان يقول وهو يتنطع امام الكامرات معترفا بحقوق هذه المكونات ولكنه ما ان يدخل الى البرلمان حتى يسارع الى أنكار هذه الاقليات وأن العراق مكون من شيعة وسنة واكراد فقط وهذا ما تم اقراره في قانون قانون مجالس المحافظات المستمد من دستور رجعي وطائفي أصلا..
أعادة أحساس الانسان في العراق بمواطنته وأنتماءه لبلد واحد لايقوم على أسس التفرقة العنصرية واللاانسانية ، لايمكنه ان يكون أمرا يشغل بال القوى الحالية المتصارعة على السلطة فكل واحد من هذه القوى يسعى لحيازة السلطة لحزبه وطائفته وقوميته . المواطنة الحقيقية وشعور الانسان في العراق بقيميته وبقدرته على العطاء والابداع لن تتحقق في ظل ما يحدث الان من صراعات وتدمير حقيقي للمجتمع العراقي ، بل أنها تتحقق في ظل وجود دولة مدنية وديمقراطية لاتعرف الانسان على اساس هوية مزيفة ما ، بل على أساس أنتمائه لبلده اولا بغض النظر عن دينه وفكره وعقيدته او اصوله الاثنية.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا تتحول فتاوى حراس الشريعة إلى قيود تكبل آمالنا
- كلكم من طينة واحدة ، يا قرضاوي!
- ياجلالة الملك... مبروك لك هذه البلابل المغردة...!!!
- ضحايا الدويقة... من يشوه صورة مصر؟
- الاحزاب السياسية في العراق وعقدة الزعامة التاريخية
- فرقة مقامات... حين تخترق الموسيقى جدران العزلة
- في مدينتنا حوزة
- هل العراق دولة إسلامية أم علمانية..؟
- طالباني وباراك و الاشتراكية الدولية
- عن الأسود والحملان في عراق جلال الدين الصغير
- إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - شاكر الناصري - ما لايفهم في تصريحات أشاوس البرلمان العراقي حول حقوق الاقليات