أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر الناصري - من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟















المزيد.....

من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:45
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو أننا في العراق الجديد قد أضعنا ، كما أضاع السادة المحتلون، البوصلة التي باستطاعتها أن ترشدنا ، إن أحسنا استخدامها، إلى نهاية طريق مليء بالعثرات والضحايا والمفخخات وأخيرا بالأسوار العازلة بما يؤكد ان القادم اخطر... وبفقدنا هذا فأننا نقف جميعا في مفترقات طرق كلها تفضي إلى مساحات شاسعة من التية والخراب والموت المجاني، نقف نتأمل حال هذه الفريسة(العراق) التي تنهشها قوى مختلفة ، أثبتت وبنجاح منقطع أن الرقص وسط الخراب يهمها كثيرا فمن هذا الخراب يمكن لآمالها أي كان نوعها، دينية أو قومية وطائفية، أن تنهض وتنتعش ولتقيم ممالكها وأقاليمها أو دولها المستقلة.
الاضطراب السياسي والدمار والموت الذي لا نعرف إلى متى سيواصل حصد أرواح الأبرياء من العراقيين، وحوّل العراق إلى ساحة جحيم مرعب، يترك آثاره لا محالة على السياسة والاجتماع والاقتصاد والأدب والثقافة والإعلام ، بل حتى على الرغبات والآمال الإنسانية ، آثار لا يمكن أن تمحى بسهولة مادام جميع الساسة ومليشياتهم وأهوائهم القومية والطائفية لا يتوانون عن تحويل العراق إلى غنيمة يشحذون الهمم والمظلوميات القومية والطائفية ليواصلوا صراعاتهم من أجل الفوز بها وبكل ما ملكته أياديهم وعقولهم من قدرات وطاقات أبدعت في إيصال الجميع إلى حافة اليأس والانكسار. ولعل الاضطراب الذي يصيب البعض من الكتاب العراقيين في المواقع الالكترونية هو تحصيل حاصل لما يحدث من خراب ودمار في بغداد والانبار والموصل والسماوة والديوانية وديالى....الخ...اضطراب يقود حتما إلى فقدان القدرة على التركيز في وقائع ومعطيات كثيرة أصبحت من المسلمات لشدة إنسانيتها ورقي المبادىء التي تنطلق منها ولعل ما أثارته حملة إنسانية كركوك من حراك بين الكتاب العراقيين، يمينهم ويسارهم، قوميين وشيوعيين، مدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني، يعد مؤشرا على حالة الاضطراب والتوتر الذي يصل حد التخوين والتشهير والتسقيط وإلصاق الاتهامات والإهانات الشخصية وقطع الطريق أمام أية حلول وتصورات إنسانية وحضارية، بل وتشويهها مادامت تتعارض مع الأهواء والنزعات القومية المتعصبة، التي أبدع في إطلاقها عدد من الكتاب و الجهات والمنظمات ذات الرداء القومي أو من الذين استسهلوا الحصول على ثمن ما يبيعونه من بقايا ضمائرهم.
لن أطيل أكثر، فأن مساعي البعض من الكتبة والجهات من الذين يدافعون عن تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، أيّا كانت مساوىء هذا التطبيق، لأحالتنا نحن الموقعين الذين أطلقنا حملة إنسانية كركوك إلى أشخاص وجهات وأحزاب أو أننا ننطلق من أفكارهم ومبادئهم أو أنهم جميعا يختبئون خلفنا أو يحركوننا عن بعد، تشكل طمسا وتشويها للحقيقة التي نسعى لإبرازها بشكل إنساني وحضاري ومحاولة كذلك للنيل منا بشكل وضيع وبلغة سوقية منحطة ومتهالكة تم نشرها عبر مواقع مختلفة أصبحت تثير النفور بسبب ترويجها خطابا إعلاميا مبتذلا، أو عبر مصادرة حقنا في التعبير عن مواقفنا وآرائنا وإلصاق الاتهامات التي تشغل حيزا كبيرا من الموروث الفكري والثقافي القومي أي كان شكله ولغته، وفي نفس الوقت فأن الفشل الذي أصاب الكثير ممن وقفوا ضد حملة إنسانية كركوك أصبح حقيقة يمكن تلمسها في كل ما يكتبون من مسودات ومطولات التشهير والاتهامات والإحالات، أو في صراعاتهم مع بعضهم وبراءة البعض منهم من كلماته ومن البيانات والنداءات التي وقع عليها.
أن إحالة أفكار وقيم ومبادىء إنسان ما إلى شخص آخر وجعله نسخة منه ، هي محاولة يائسة لتشويه أصوات وأفكار تسعى لان تمتلك مساحة من التأثير في بلاد يراد لها أن تكون حكرا للأصوات والقيم الطائفية والقومية اللاإنسانية. فمنذ أطلاق حملة إنسانية كركوك سعى البعض من الكتبة إلى إحالتنا إلى كتاب عراقيين مختلفين معهم وأنهم المحرك الأساس لهذه الحملة الشوفينية العروبية كما يسمونها أو ينعتوها، ستكون شوفينية وعروبية حتما عندما يكون من أطلقوها قوميين عروبيين أو كارهين للأكراد العراقيين وحاقدين على آمالهم وحقوقهم الإنسانية، لكنهم وقد تأكدوا الآن أن من أطلقوا الحملة المذكورة ينطلقون جميعا من أرضية وقيم ومبادىء تتناقض تماما مع الأهواء والنزعات القومية ، بل أنهم يجدون في الأحاسيس القومية المغالية والمتعصبة عارا للإنسانية ووباءا كبيرا ومهلكا، فأنهم قد أحالونا إلى حزب سياسي عرف بمواقفه هو الآخر من القومية والنزعات المتعصبة ودعواته المتواصلة إلى قيام مجتمع ودولة متحضرة وإنسانية في العراق وسعى ومنذ احتلال العراق وحتى الآن لطرح تصوراته السياسية للقضايا المختلفة ولعل قضية كركوك والقضية الكردية من القضايا الأساسية التي تصدى لها هذا الحزب ، إلا أنه ما دام يغرد خارج سرب القومية فأنه قد تحول إلى حزب شوفيني عروبي ومروج أحلام رومانسية ومحرك لأعداد من الشوفينين والمعادين للمطامح والحقوق القومية لأكراد العراق.
القضايا والمشاكل الإنسانية الحساسة لابد وأن تدفع بالكثير من الأشخاص والجهات والأحزاب والمنظمات الدولية لإيجاد حلول ما، قد تتشابه أو تلتقي مع بعضها أو تتطابق تماما أو يتم تبني حلول إنسانية مشتركة لعلها تحول دون المزيد من التوترات والصراعات والحروب. قد ننطلق جميعا أقصد من أطلق حملة كركوك من أرضية يسارية وشيوعية وعلمانية أو حتى من نزعات إنسانية لكن هذا لا يعني انتمائنا لأي حزب وان محاولة البعض لجعلنا أتباع حزب ما، ما هو إلا محاولة إنكار لاستقلالية مشروعنا . إن إحالة أفكارك ومبادئك وقيمك وهمومك الإنسانية وآمالك للمساهمة في حل القضايا المختلفة إنسانيا وحضاريا، إلى شخص آخر أو جهة سياسية ما أو يجعلونك تابعا لمن يحركونك في الخفاء ، هي تجسيد فاضح للانحطاط الفكري والأخلاقي للذين أحالوك ولعلهم يتمكنون من تجريد مشروعك أو حلولك المقترحة ومبادئك من أساسها وأنهم بذلك يصادرون علانية حقك في المشاركة الفاعلة لإنجاز حلول لقضايا يعتقدون أنها من أقدس أقداسهم وان لا أحد يجرؤ على المس بما وضعوه من حلول تتناغم وتصوراتهم المريضة.
التخوين والتآمر وإنكار الحقوق مفاهيم وصفات وأفعال تكاد أن تكون ملازمة للعقلية القومية المتعصبة أيّا كان توجهها وأرضها ولغتها، مفاهيم جاهزة سرعان ما يتم استلالها وإشهارها بوجه أي صوت إنساني وحضاري يناهض العنصرية والتعصب القومي الأعمى.




#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية
- حوار التقريب ...حوار الكراهية
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق
- هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري
- عن الأعدام وصدام حسين وذاكرتي
- معنا رغم الغياب
- العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....
- حين يستاء (ابو الغيط) من محاكمة صدام حسين
- الصمت هو ما يريدونه منك ياوجيهة ..إإإ
- رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية
- حروب المرجعية
- الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة
- عن الشيوعية وبوش وبن لادن
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر الناصري - من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟