أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر الناصري - إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟














المزيد.....

إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2076 - 2007 / 10 / 22 - 10:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأنباء الواردة من البصرة وتتناقلها وسائل الإعلام تؤكد أن ثمة مأساة حقيقية ومرعبة تتعرض لها النساء في هذه المدينة . 15 امراة قتلن خلال شهر واحد بذريعة التجاوز على القيم الإسلامية( عدم ارتداء اللباس الشرعي ، استخدام مواد التجميل) أو خرق التقاليد الاجتماعية، كما تقول المليشيات الإرهابية التي تقوم بتنفيذ هذه الجرائم. جرائم القتل والاعتداء على النساء تصاعدت منذ بدء العام الدراسي الحالي مما دفع بسكان المدينة لمنع النساء من الخروج من المنازل خوفا على حياتهن. إن أوضاعا خطيرة ومأساوية كهذه لابد وان تتصاعد وتتزايد في ظل غياب سلطة القانون وانهيار مؤسسات الدولة كنتيجة مباشرة للاحتلال الأمريكي الذي أنتج نظام المحاصصات السائد أو بفعل النفوذ المدمر للمليشيات الإرهابية التي تجد أن ضعف الدولة سيكون عامل قوتها وقوة ممارساتها الإجرامية. إن ما يحدث في البصرة هو نموذج صارخ للصراعات السافرة بين المليشيات المسلحة التي تنتمي كل واحدة منها لحزب إسلامي ما وتشكل جناحه العسكري . كل واحدة من هذه المليشيات تفرض نفوذها على منطقة أو مناطق محددة من المدينة وتطبق على سكانها قوانينها وتشريعاتها، وهي في نفس الوقت تتقاسم فيما بينها السيطرة على الدوائر الأساسية في المدينة. فمجلس المحافظة يتزعمه حزب الفضيلة،و الشرطة لفيلق بدر والمجلس الأعلى فيما تستبيح عصابات جيش المهدي المدينة كاملة وتثير أجواء من الرعب والإرهاب. وفي ظل هذه القوى والأحزاب فأن ثمة تنظيمات صغيرة هي تفرعات عن القوى الإسلامية الأساسية ومدعومة من قبلها ،تمتهن العنف والقتل الذي أصبح صفة ملازمة لها....
كثأر الله( مِن مَن إإإ؟)
وثأر الحسين (مِن مَن وحتى متى إإإ؟)
والغضب الإلهي (على مَن إإإ؟إإإ)...الخ
إن تركيز المليشيات الإجرامية على النساء يوصل رسائل مختلفة لمن يسكن في هذه المدينة التي عرف عنها تعددية الأديان والمذاهب منذ مئات السنين، وعرف عنها الرقي والانفتاح الاجتماعي والثقافي والتطور الحضاري، فهي مدينة للأدب والفن والثقافة منذ عهود سحيقة، ومنها برز أبدع واهم شعراء العراق المعاصر وكتابه، وأن تلمس مظاهر المدنية في هذه المدينة لم يكن بحاجة لعناء كبير، ولعل الرسالة الأبرز أن المدينة خاضعة لسلطة التيارات الإسلامية( المدعومة من إيران وتسعى لاستنساخ التجربة الإيرانية، لكن بشكل أكثر مأساوية وتوحشا) التي لا يمكنها أن تكون إسلامية خالصة دون تطبيق قوانين الشريعة وفرض ممارساتها وأعرافها و رموزها وعلاماتها المميزة ولعل الحجاب أولها ثم تعدى ذلك للنقاب والقناع والكفوف السوداء. فقد وجدت هذه التيارات أن الجمهورية الإرهابية في إيران قد فشلت رغم كل البؤس الذي تتعرض له النساء هناك في فرض نموذج للملابس الإسلامية. الزيّ الإسلامي الذي تفرضه الجمهورية الإسلامية فيه عيوب كثيرة حسب تشريعات جند المرجعيات المختلفة.
إن قمع النساء لدرجة الإرهاب والقتل سيكون الخطوة الأولى نحو فرض الرجعية والجهل والتخلف الاجتماعي والثقافي على المجتمع قاطبة فقمع أكثر من نصف المجتمع لابد وان تكون له دلالات وآثار خطيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. حرمان المرأة من العمل والدراسة سيجعلها حبيسة البيت وبالتالي سيفرض تراجعا على أي دور يمكن أن تمارسه في محيطها ومجتمعها وان هذا ما تسعى لتحقيقه المليشيات والأحزاب الإسلامية. الخوف والرعب الذي تعيشه نساء البصرة هو خوف يتصاعد منذ أن استولت الأحزاب الإسلامية على المدينة وأخضعتها لسلطتها ومنذ أن بدأت هذه الأحزاب ومليشياتها المسلحة في شن حرب قذرة ضد سكان المدينة من المسيحيين وإرغامهم على تغيير ديانتهم أو الرحيل من المدينة إلى المجهول. جرائم المليشيات المسلحة كانت واضحة ضد أصحاب محلات بيع الأشرطة الموسيقية أو محلات بيع المشروبات الروحية أو ضد أصحاب متاجر الملابس النسائية. ضد الفنانين والعازفين الموسيقيين. لكنهم في نفس الوقت كانوا يعملون على تشجيع ممارسة الشعائر الدينية بأكثر أشكالها قسوة ودموية. يعملون على حشد الملايين في كل مناسبة دينية.
ما يحدث في البصرة من خراب ودمار ومن قتل وإرهاب هو نموذج لما يحدث في العراق الآن. كل شيء مستباح، كرامة الإنسان وحرياته، القيم الإنسانية والحضارية، حرب على المدنية وكل ما يمكنه أن يحدث نقلة لصالح مجتمع لا يراد له أن يتخلص من سلطة القمع والدكتاتورية.

إن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق النساء في البصرة تعيد إلى الأذهان ما ارتكبته عصابات طالبان الإرهابية في أفغانستان ضد النساء وكذلك فأن الجهات التي تنفذها تنطلق من شريعة واحدة وان اختلفوا في من سيكون منهم أكثر توحشا في ممارسة المزيد من القمع وفرض العزلة على النساء.
هل يمكن أن نمارس مزيدا من الصمت إزاء الجرائم البشعة التي ترتكب ضد النساء في البصرة وكل مدن العراق المختلفة؟ هل ثمة مزيد من الصمت إزاء الانتهاكات المتواصلة لكرامة وحريات وحقوق الإنسان في العراق؟ . القوى التي تدعي اليسارية والتقدم و الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وكذلك المنظمات النسوية التي تركت هذه المدينة بيد المليشيات الإجرامية عليها أن تأخذ على عاتقها مهمة التصدي لجرائم المليشيات التي تتفاخر بما ترتكبه من جرائم دون رادع ومن المؤكد أن غياب القوى التحررية المدافعة عن آمال وتطلعات العراقيين سيدفع بقوى أخرى لان تمارس هذا الدور وان كانت قوى عشائرية




#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الثاني
- حرائق الطائفية في العراق...الجزء الاول
- المصالحة والتعايش ...أستغاثة الافكار من سطوة الاسلحة
- من يحكم من... النزعات الانسانية أم التعصب القومي؟؟؟؟
- التمدد الانساني في مواجهة الجموح الشوفيني
- المرأة العراقية...موافقة فجواز فمحرم...!!!
- في الذكرى الاولى للاءات كمال سبتي الاربع
- آفاق الانهيار...على شرف الذكرى الرابعة لأحتلال العراق
- شذى حسون... الق وأمنيات
- الى عبد الرزاق سكر ,,,,حين تجاهلوك فقد تجاهلوا كيف يكون الاب ...
- كركوك ....بحثا في الحلول العصية
- حوار التقريب ...حوار الكراهية
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق
- هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري
- عن الأعدام وصدام حسين وذاكرتي
- معنا رغم الغياب
- العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....
- حين يستاء (ابو الغيط) من محاكمة صدام حسين
- الصمت هو ما يريدونه منك ياوجيهة ..إإإ
- رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شاكر الناصري - إلى متى الصمت عن مآسي النساء في البصرة؟