أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الرئيس- الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!














المزيد.....

-الرئيس- الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2461 - 2008 / 11 / 10 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"التكرار" إنَّما يشير إلى وجود "قانون"، فتكرار حدوث ظاهرة ما، هو خير نفي لـ "المصادفة"، وخير تأكيد، بالتالي"، لـ "الضرورة"، أو لوجود "قانون".

أردتُ قول ذلك لعلَّنا نحسن فهم تلك الظاهرة الانتخابية ـ السياسية التي تحدث دائماً، ونراها دائماً، في كل موسم انتخابي في الولايات المتحدة (وفي أماكن أخرى كثيرة) ولدى فوز هذا المرشَّح الرئاسي أو ذاك، ووصوله إلى البيت الأبيض، فالوعود والشعارات الانتخابية، والتي بفضلها، في المقام الأول، يفوز هذا المرشَّح الرئاسي أو ذاك لا تُتَرْجَم، كلها، أو جلها، وعلى وجه العموم، بما يوافقها من قرارات وأعمال رئاسية؛ وقد تُتَرْجَم بما يناقضها من تلك القرارات والأعمال، وكأنَّ هناك ما يشبه الاتفاق الضمني بين طرفي اللعبة الانتخابية، أي المرشَّح والناخب، على أنَّ الوعود والشعارات الانتخابية يمكن ويجب أن تنتهي صلاحيتها ما أن يتحوَّل المرشَّح الرئاسي إلى رئيس فعلي!

المرشَّح الرئاسي يفوز؛ لأنَّ وعوده وشعاراته الانتخابية الجديدة (التي كثيرٌ منها قديم؛ ولكن أُلْبِس لبوساً جديداً) قد اجتذبت إليه عقول وقلوب الملايين من الناخبين؛ ثمَّ يسقط (أو قد يسقط) في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فلا يفوز بولاية ثانية وأخيرة؛ لأنَّه لم يفِ بوعوده، ولم يلتزم العمل بما يوافق شعاراته، أو لأنَّه قد قرَّر وعمل بما يناقِض وعود وشعارات حملته الانتخابية، فيتحوَّل جزء كبير من رصيده الشعبي والانتخابي إلى حساب منافسه، الذي لا يبخل بطرح بضاعة جديدة في السوق الانتخابية على هيئة وعود وشعارات انتخابية جديدة.. وتتكرَّر الظاهرة ذاتها، وكأن لا انتخابات رئاسية إلاَّ وفق هذا "القانون"!

المأساة أننا اعتدنا النظر إلى هذا الشذوذ على أنه أمر عادي وطبيعي، فالمتبارون في التحليل والتعليل والتفسير والتوقُّع يحدِّثونكَ عن الفرق النوعي الضروري، أي الذي لا بدَّ له من الظهور وكأنه ظاهرة طبيعية حتمية، بين المرشَّح أوباما والرئيس أوباما، وكأنَّه التاجر الذي يبيع، أي ينبغي له أن يبيع، البضاعة ذاتها مرتين، مرَّة يبيعها لجمهوره الانتخابي فيقبض الثمن على شكل فوز بالبيت الأبيض، ومرَّة يبيعها لمراكز النفوذ، وجماعات الضغط، وذوي المصالح الخاصة المنظَّمين جيداً، فيقبض الثمن على شكل بقاء في البيت الأبيض. وهذا البيع الثاني إنَّما يعني التخلي عن تلك الوعود والشعارات، أو العمل بمقتضى سياسة مضادة لها.

مَنْ يمثِّل مَنْ؟ هل الولايات المتحدة تمثِّل أوباما أم أوباما يمثِّل الولايات المتحدة؟

نحن العرب اعتدنا أن ننظر إلى غيرنا على أنه نسخة منا لجهة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فالحاكم عندنا يملك من جبروت السلطة (الفردية) ما يَحْمِلنا على النظر إلى دولنا على أنَّها ممثِّلة لحكامنا، فنميل، بالتالي، إلى أن نفهم الرئيس أوباما فهماً مشابهاً، وكأنَّ شعار "التغيير" الذي نادى به سيُتَرْجَم بتغيير عملي واقعي شامل للولايات المتحدة وسياستها الخارجية؛ وهناك منا من أفرط في التفاؤل، أي في الوهم، فتوقَّع أن يأتي هذا التغيير في مصلحتنا.

إنَّ أوباما، أي الرئيس المقبل أوباما، هو ممثِّل للولايات المتحدة، التي لا يقرِّر مصيرها فعلاً إلاَّ تلك الحلقة الوسيطة، أي التي تقع بين الرئيس وناخبيه؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو المصير الذي تلقاه عادة الوعود والشعارات الانتخابية للمرشح الرئاسي الفائز، فـ "لغة الشعب"، وعبر "المُتَرْجِم"، أي الرئيس (شعبي القلب طبقي الرأس) وكل من أنْتُخِب معه أو قبله أو بعده، تُتَرْجَم بـ "لغة الطبقة ذاتها".

الانتخابات مع طرفيها (الناخب والمرشَّح) وصناديقها وحملاتها وبرامجها وشعاراتها إنَّما تقع وتحدث حيث ينعدم الوزن، أي في خارج مجال الجاذبية الأرضية؛ أمَّا الحكم فلا يُمارَس إلاَّ ضمن مجال الجاذبية الأرضية، حيث تظهر الأوزان الحقيقية، والفروق بينها.

ولقد كان أوباما في منتهى الشفافية والوضوح والصراحة إذ قال في خطبة النصر إنَّه يأتي إلى الحكم "صفحة بيضاء"، وكأنَّ كل وعوده وشعاراته الانتخابية لم تنل من قوَّة بياض صفحته، وكأنَّ أمر تلوينها وتخطيطها والكتابة عليها يعود إلى جماعات المصالح الخاصة المنظَّمين جيداً، والذين هم، في نزاعهم واتفاقهم، في منزلة الرقبة التي تحرِّك الرأس في البيت الأبيض.

إنَّ رام إيمانويل لم يختره أوباما على ما نتوهم، أو على ما قد يتوهم هو نفسه، ولم يأتِ إلى أوباما؛ بل جيء به إليه، فهذا الذي ولاَّه أوباما منصب رئيس موظفي البيت الأبيض إنَّما هو ممثِّلٌ لجزء من تلك الرقبة، ولسوف يتحقَّق عمَّا قريب تمثيل أجزائها الأخرى؛ وعندئذٍ، نرى "الصفحة البيضاء" وقد امتلأت بكل الألوان والخطوط عدا لوننا وخطنا، فنحن لا نملك إلاَّ "اللوبي الأخلاقي"، الذي لا يملك إلاَّ أن يدعو لأوباما أن يريه الله الحق حقاً ويرزقه إتباعه، ضاربين صفحاً عن حقيقة أنَّ الرئيس هناك لا يُنْتَخَب، وإن انْتُخِب، وإنَّما يُصْنع صناعةً.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرُّ أوباما!
- فاز أوباما.. وظهر المهدي!
- نظام الرواتب يحتاج إلى إصلاح!
- بوش يتوعَّد العراق ب -القاعدة-!
- النظرية الاقتصادية الإسلامية في حقيقتها الموضوعية!
- حملة غربية للسطو على السيولة العربية!
- -الاقتصاد السياسي الإسلامي-.. تجربة شخصية!
- ما وراء أكمة البوكمال!
- عندما نعى بولسون -الإمبراطورية الخضراء-!
- -الرأسمالية المُطْلَقة-.. بعد الموت وقبل الدفن!
- -الاقتصاد الافتراضي- Virtual Economy
- العرب.. -يوم أسود- بلا -قرش أبيض-!
- قاطرة الاقتصاد العالمي تجرُّها الآن قاطرة التاريخ!
- .. وإليكم الآن هذا الدليل -المُفْحِم- على عبقرية الدكتور زغل ...
- رجل البورصة ماكين!
- ماركس!
- نهاية -نهاية التاريخ-!
- انفجار -السوبر نوفا- في -وول ستريت-!
- قريع ينطق ب -آخر الكلام في اللعبة-!
- -حقوق الإنسان-.. حديث إفْكٍ!


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -الرئيس- الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!