أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - رجل البورصة ماكين!














المزيد.....

رجل البورصة ماكين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 01:57
المحور: كتابات ساخرة
    


السياسة الآن هي اقتصاد، فمنسوب الاقتصاد في السياسة يرتفع على مدار الساعة؛ وكل يوم تُفْتَح وتُغْلَق "البورصات السياسية" على ارتفاع في أسعار "أسهمها الاقتصادية"؛ ومع ذلك هناك مستثمِر في "البورصة السياسية الكبرى" لـ "وول ستريت" لا يفقه شيئاً في الاستثمار الاقتصادي ـ السياسي، والسياسي ـ الاقتصادي، هو المرشَّح الجمهوري ماكين، فهذا الرجل الذي يتضاءل وزنه السياسي مع كل زيادة ساعيَّة، أو يومية، في وزن الأزمة الاقتصادية العالمية، ومركزها الولايات المتحدة، والذي يتحدَّاه الناخب الأكبر والأعظم، والذي هو "التاريخ" هذه المرة، أن يجرؤ على إجابة سؤال "ما العمل؟"، لم يَجِد من "سهم" يتَّجِر به، ويعود عليه بربح جزيل، على ما يظن، سوى "سهم العنصرية"، الذي يزدهر عادة في زمن الكساد الاقتصادي.

ماكين أراد أن يُثْبِت، وكأنَّ المسلَّمة تحتاج إلى إثبات، أنَّ عجزه عن فهم معنى السؤال الاقتصادي التاريخي، أي سؤال الأزمة الاقتصادية العالمية، يَعْدِل قطرة في بحر عجزه عن إجابته بما يؤسِّس لحل حقيقي واقعي لتلك الأزمة، التي تتوفَّر الآن على صُنْع شعار جديد للسوق الحرة، هو شعار "دعه يُفْلِس، دعه ينهار"!

هناك من المشعوذين السياسيين والإعلاميين والإيديولوجيين من نفث في روع هذا "الظِّل" الذي يحاول بقاءً واستمراراً حتى بعد غياب "الجسم"، أي بوش، أنَّ الكراهية للعرب ونفطهم اللعين هي خير شعار انتخابي الآن، وأنَّ نطقه بها سيقع على أسماع ملايينٍ من الناخبين تشبه سمعه، فتساءل وكأنَّه الفضيلة التي لم تَجِد من مشترٍ لها: "لماذا.. لماذا نعطيهم 700 بليون دولار ثمناً لنفطهم، ونحن القادرون (لو أردنا أو صمَّمنا) على أن نطوِّر مَصْدراً للطاقة (غير النفطية) يكفينا شرَّ نفطهم، وشرَّ كراهيتهم لنا؟!".

ليس في الأمر مصادفةً صرف أن يَذْكُر ماكين هذا "الرقم المشؤوم (700 بليون دولار)"، فهو أراد أن يقول لشعبه، الذي هو قاب قوسين أو أدنى من الكفر بإله السوق الحرة، إنَّ المبلغ المالي الضخم (700 بليون دولار) الذي اغتصبه بوش ـ بولسن من المال العام لإنقاذ مصَّاصي "الدم العام" في "وول ستريت" من خطر أن تسحقهم بأقدامها قوى السوق الحرة، سأعيده إليكم، إذا ما أوصلتموني إلى البيت الأبيض، وعاونتموني، من ثمَّ، في تحرير الولايات المتحدة من الاستعمار النفطي العربي!

رسالة هذا المرشَّح الجمهوري، الذي يشبه الآن فأراً سياسياً تمخَّض جَبَل الأزمة الاقتصادية العالمية فولده، إلى شعبه الهائم على وجهه في تيه "الرأسمالية الجديدة"، هي "أحبُّوني أنا، فأنا نبيُّ الكراهية، جئتكم لأحضكم على أن تكرهوا العرب ونفطهم، فإنْ كرهتموهم فأنتم إنَّما تبادلونهم كراهية بكراهية، فإن بادلتموهم فإنَّكم ستوفَّقون، لا محالة، في إحراز الاستقلال عن نفطهم، وفي التوقُّف، بالتالي، عن دفع الجزية لهم، ومقدارها 700 بليون دولار"!

إنَّني أرى عِظام آدم سميث ترتعش في قبره وهو يسمع "العظيم" ماكين (لكونه لا يميِّز "العَظْمَة" من "العَظَمَة") يتحدَّث عن خطَّته لإنقاذ شريعة السوق الحرة من خلال "ضَخِّ" مبدأ جديد فيها هو مبدأ "مبادلة البضائع وِفْق قيمها العاطفية"، فالتجارة أصبحت، إذ تفتَّق ذهنه عن تلك الفكرة العبقرية، "علاقة غرامية"؛ وعلى قائدة "العالم الحر" في سعيه إلى حَتْفِهِ بِظِلْفِهِ أن تتَّجِر من الآن وصاعداً مع من يعشقها وتعشقه.

إنَّهم يسرقون نفطنا بذاك المبلغ المالي الذي على تفاهته (السوقية) يستكثره علينا ماكين (مع أنَّ كلمة "علينا" مضلِّلة) ويسرقون معه استقلالنا السياسي والاقتصادي، ويغرسون، بالتالي، في نفوسنا الكراهية لهم؛ ثمَّ يرفعون عقيرتهم بالشكوى، فنحن نكرههم (مع أنَّهم تفانوا في سعيهم لخطب ودنا) ونأخذ منهم ما يشبه "الجزية"، ولا نتورَّع عن أن نرسل إليهم الشيخ أسامة بن لادن ومعه طير أبابيل لترمي أبراجهم بحجارة من سجيل؛ ولولا ما بقي فيهم من بقايا احترامٍ للبقية الباقية من ذكاء الناس لاتَّهموا شيخهم الجليل، أي الشيخ بن لادن، بأنَّه هو الذي فجَّر "وول ستريت"، و"أرهب"، بالتالي، كل المستثمرين في العالم.. ألم يتوعَّدهم، غير مرة، ومع ساعده الظواهري، بضرب "المفاصل" من اقتصادهم؟!

ولكن الحق ليس على ماكين، فنحن ارتضينا لأنفسنا اقتصاداً يقوم على فاحشتي "الربا" و"الزنى"، فأموالنا نربيها بالربا في مصارف شايلوك في "وول ستريت"، أمَّا الدولار فنُحلِّل له الزنى بعملاتنا واقتصادنا ونفطنا!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس!
- نهاية -نهاية التاريخ-!
- انفجار -السوبر نوفا- في -وول ستريت-!
- قريع ينطق ب -آخر الكلام في اللعبة-!
- -حقوق الإنسان-.. حديث إفْكٍ!
- الفاتيكان يجنح للصلح مع داروين!
- متى نجرؤ على اغتنام -فرص الأعاصير-؟!
- إنَّها دولة وحكومة -وول ستريت- فحسب!
- مِنْ آفات الكتابة السياسية اليومية!
- -الوعيد- و-الصفقة- في خطبة مشعل!
- -تجربة- تَحْبَل ب -ثورة فيزيائية كبرى-!
- -القاعدة-.. لعبةٌ لمَّا تُسْتَنْفَد المصالح في لعبها!
- عندما تتصحَّر -الليبرالية- ويزدهر -الليبراليون الجُدُد-!
- تهاوي -ثقافة الحقوق- في مجتمعنا العربي!
- -العرب الجُدُد- و-العرب القدامى-!
- أُمَّةٌ تبحث عن فلك تسبح فيه!
- ما ينقص -الفكرة- حتى تصبح -جذَّابة-!
- -خيار أوكسفورد- لا يقلُّ سوءاً!
- ثقافة -الموبايل- و-الفيديو كليب-!
- لقد أفل نجمها!


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - رجل البورصة ماكين!