أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - الحكم الصالح














المزيد.....

الحكم الصالح


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2459 - 2008 / 11 / 8 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راج اصطلاح الحكم الصالح ( Good Governance ) في الأدبيات السياسية والاقتصادية منذ بداية تسعينيات القرن العشرين، مرتبطاً بالدرجة الأولى بقضية التنمية والتطور الاقتصادي، حيث استخدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هذا الاصطلاح في تقويم وضع التنمية والتطور في العالم. ولذا لم تعد التنمية تعني تحقيق مستويات عالية من الدخل الفردي الحقيقي أو رفع نسب النمو الاقتصادي فقط، وإنما باتت تتصل بالجوانب الاجتماعية والثقافية أيضاً. وإذا كان الشرط الأول، بحسب المفهوم التقليدي لإنجاح أي اتجاه تنموي هو توفر الموارد والتمويل الكافي فإن تجارب عديدة في ما عُرف بالعالم الثالث أثبتت قصور هذه الرؤية بعدما قرض الفسادُ الأموالَ والموارد وبدّدها. ولذا راح المفكرون في مجالات السياسة والاقتصاد يبحثون عن العلة التي تقف وراء إخفاق تلك التجارب حتى وجدوها في أمرين اثنين هما افتقار هذه البلدان للأرضية الاجتماعية والثقافية التي تيّسر عملية مشاركة قطاعات المجتمع في العملية التنموية بفعالية عالية، وغياب الحكم الصالح. وإذا كان الحكم الصالح في جذره اللاتيني يعني ( أسلوب إدارة وتوجيه السفينة ) فإنه وكما يشير حازم الببلاوي في كتابه ( النظام الاقتصادي الدولي المعاصر ) يعني؛ "الطريقة التي تباشر بها السلطة إدارة موارد الدولة الاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق التنمية". وقد أوجد المختصون معايير لمثل هذا الحكم منها الشفافية والنزاهة والكفاءة والشعور بالمسؤولية والمشاركة الواسعة ورسوخ دولة القانون والمؤسسات فضلاً عن وجود الرقابة الجدية والدائمة وسريان مبدأ الثواب والعقاب. وقطعاً لا يقتصر مفهوم الحكم هنا على الإدارة العليا للسلطة السياسية بل يمتد إلى كل مفاصل أجهزة الدولة والإدارات المحلية وإدارات المؤسسات الاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني التي لا بد أن تعمل جميعها بتناغم وتنسيق عاليين للوصول إلى الأهداف المحددة.
إذن، في ضوء هذا المفهوم/ المعيار، يمكننا إلى حد بعيد تفسير تخبط العمليات التنموية في العراق خلال العقود الأخيرة وحتى اليوم، على الرغم من تغير بنية وشكل واتجاه النظام السياسي وفلسفته ( إنْ كانت ثمة فلسفة دولة وحكم عندنا أصلاً ) منذ خمس سنوات.
والغريب أننا نجد كثراً من منتقدي الحال العراقية هم من المشاركين في الحكم بالمعنى الذي ذكرناه، غير مدركين أن المسؤولية هنا تسري على جميع أولئك الذين يمارسون وظائفهم في إطار أجهزة الدولة على اختلاف درجاتهم الوظيفية ومديات صلاحياتهم. والإصلاح الاقتصادي يقتضي إصلاحاً سياسياً في البدء، وأول خطوة في هذا الطريق هو الرجوع إلى ذلك المبدأ الذي لا يُستهلك ولن يأكل الدهر عليه ويشرب، أقصد؛ الرجل المناسب في المكان المناسب. إذ أن فشل أو تلكؤ عجلة التقدم يفصح عن أن أناساً غير مناسبين يتبوأون مناصب لا يستحقونها.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهة المنافي في ( سوسن أبيض )
- حين يموت الأطفال جوعاً
- من نص اللذة إلى لذة النص؛ قراءة في -دلتا فينوس-
- الدراما العراقية في رمضان
- إيكو الساخر في ( كيفية السفر مع سلمون )
- -اللاسؤال واللاجواب- محاولة في الكتابة المحايدة
- كاتب الرواية.. قارئ الرواية
- الاستثناء والقاعدة
- قراءة في كتاب: ( نساء وأطفال؛ قضايا الحاضر والمستقبل )
- ضرورة المعارضة
- قراءة الرواية: وسيلة لفهم الشأن العام
- لنفكر بما يجمعنا
- العراقي متهماً
- التاريخ والسرد العراقي
- تجّار الأزمات
- بغداد جنة أشواقنا
- ( تحت العجلة )..رواية هرمان هسه: تعرية لبؤس التقاليد
- الرضّة الحزيرانية ونكوص الإنسان المقهور
- سلّة الأخطاء
- ثلاثة أشباح.. ثلاثة نصوص: شكسبير، ماركس، ديريدا


المزيد.....




- مصر.. صورة محمد رمضان مع لارا ترامب تشعل تفاعلا وتكهنات
- خلال موجات الحر.. ما كمية الماء التي يجب شربها؟
- بالفيديو.. متظاهرون يقتحمون استديو القناة 13 الإسرائيلية
- المدة والاستعداد.. تفاصيل الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يبدء تمرينا -مفاجئا- لاختبار الجاهزية
- هل تناول النودلز يومياً يؤثر على الصحة؟
- إليكم آخر مستجدات اجتماع ترامب المرتقب مع بوتين في ألاسكا دو ...
- بقيمة آلاف الدولارات.. عملية سطو في لوس أنجلس تستهدف دمى -لا ...
- بين المخاطر والفرص.. ما هي مصالح الهند في سوريا؟
- لماذا نبقى في علاقات بلا عنوان؟ دراسة تكشف خفايا -اللا-علاقا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - الحكم الصالح