أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - ملامح من حياة قصيرة














المزيد.....

ملامح من حياة قصيرة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 04:03
المحور: الادب والفن
    


السوق الشعبي
قرب المقبرة
أرتال من بشرٍ
يأكلهم وقت مأزوم
يقفون على مقربةٍ
من تفجيرٍ
هدّم مخبز
ودكاكيناً للخضراوات
مزق أجساداً عدة
شيخاً
وعجوزاً مقعدةً
ابناً وأبيه
امرأةً
بين يديها طفل يرضع
وبقايا من أطرافٍ مجهولة
هل نحتاج الوقت لنحزنْ؟
هل نحتاج الحجة نبكي؟
فلنبكي
ولْنقصرْ
.........
........

وأنا في الساحة
عند شمال المقهى المكتظ
بسواد المخلوقات
وضجيج الأصوات
بالطلبِ المتنوع..
والنردِ
بالدوم ينو
بالورق "الكوجينة"
بأنامل صفراء
تتناول مسرعة
بشكل سري
قِطَعاً داكنة حنية
أتأمل من حولي
امرأةً مملوءة
تبيع الخردة
وبجانبها رجل مكفوف
أتطلع فيها
تهتز ثناياها
أهتز على وجعي
وجعي
المخبول
الكائنْ
الحي
المتحركْ
ينادم عينيها
لا تحجم عني
تتبتر جهراً
تتمصر من كسلٍ
وتداعب وجه المكفوف
ليس بها خوفاً يُرعشها
من فأرٍ
أصبح قطاً
لا أسنان لهُ
وبحكم وطاويط الجمعة
وطواطم مخرفةْ
أو من مخدورٍ
بحبوب الهلوسة
في زمن العجلة
في زمن الكذبة
في زمن التفريخ
تفريخ توابيتٍ للقتلى
القتلى المأمولين
هل نحتاج البرهان؟
هل نحتاج حساب الأعداد؟
فلنحجبْ
نحسب

.........
........

وأنا خلف
قناعي
في السوق الشعبي
أتابع أجساد الباعة المهروسة
أنمو مثل جناح الفراشةْ
شرنقة حولي
تبني
سوراً من إسمنت
يمتدُّ ما بين المقبرة
والسوق الشعبي
وتشق حواشيهِ
عيون من فولاذ
يخرج مبتلاً
بقميصٍ كاكي
وأنا خلف الأقنعة
أتفرج من بعدٍ
تدفعني العجلات
تقذفوني
بسيل من غازٍ مسموم
ورصاص متفجر
عادي.. همر أمريكية
عادي.. تلك الفوهة تعلو رأسي
عادي.. وهدير يعلو
يفزعني
يقتل فيّ الرغبة أن أبقى حياً
ويفرغ في الناس الإحساس
عادي.. بالخوف
عادي.. بالرعب
لأن الحرب تدوم
أو دامت أجيال
ما دام القادم مجهول الوجه
ما دام الموجود الراعي
عادي.. يتمشدق انه في تلك المحنةْ
ظل الله على الأرضِ
والقتلى لم يرتكبوا ذنباً
إلا البحث عن العيش
ولهذا هم في عرف القاتل موضوع شهادةْ
للتبشيرْ..
والقاتل قديساً
مأواه الجنّة
عادي.. عادي جدّاً
لملامح مقصورة
قصيرة في زمن المطلوب
قلْ لي..
هل نحتاج الوقت لنسكت؟
هل نحتاج الحاسوب لنكتب؟
هل نحتاج الوقت لنصرخ ؟
نصرخْ
نصرخْ....



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية
- أهداف الاحتقان السياسي في العراق
- الاتفاقية الأمنية الموقعة
- وكان التحول في نظام المآتم
- المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية
- أسامة النجيفي وجريمة الاغتيالات وتهجير المسحيين من الموصل
- ما بين التطبيق والإلغاء للمادة ( 140 ) والحقد الشوفيني
- الاستتباب الأمني وضريبة الدم عند العراقيين
- ثمة ألسن في الثقب الأسود
- إلغاء معادي للديمقراطية ولحقوق الأقليات في العراق
- الأمريكان يحذرون العرب العراقيين من الكرد العراقيين!!
- ملامح غريبة
- استغلال زيارة الالوسي لركوب القضية الفلسطينية
- فتوى الشيخ صالح اللحيدان تحريضاً على القتل
- كاتم الصوت جريمة لإغتيال المثقفين العراقيين الوطنين
- ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي
- تصريح ديك تشيني عن - الغير شرعية - نكتة مبكية
- غريب الوطن المفقود
- الذين غنوا والذين طبلوا لاغتيال كامل شياع عرّة القوم
- مسلسلات تلفزيونية لتغيب الواقع وتشويه الوعي


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - ملامح من حياة قصيرة