أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كليبي - تسيبي ليفني : القرار الشجاع














المزيد.....

تسيبي ليفني : القرار الشجاع


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 09:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هل يشكل عدم تمكن السيدة / تسيبي ليفني - وزيرة الخارجية الاسرائيلية وزعيمة حزب " كاديما " الجديدة - تأليف وزارة جديدة , وفي المهلة المحددة لها من قبل الرئيس / شمعون بيريز , فشلا أو هزيمة لها ؟

أم أنّ ذلك يشكل نجاحا ونصرا لها على ما يمكن أن يطلق عليه الفساد السياسي في اسرائيل ؟

ان النظرة البسيطة والسطحية للمسألة توحي لنا بأن السيدة ليفني قد خسرت المعركة , معركة تشكيل الحكومة , لكنها في الواقع , ومن خلال قرارها الشجاع والجريء , قد حققت انتصارا معنويا وأخلاقيا برفضها " للابتزاز الحزبي والسياسي " الذي مارسه عليها حزب " شاس " الديني اليميني المتطرف ( المتطرف بالمعنى والمفهوم السياسي وليس الديني , فقد تجاوز المجتمع الاسرائيلي التطرف الديني القائم على القتل أو الدعوة الى القتل كما هو الحال بالنسبة للتطرف الاسلامي اليوم , حيث أصبحت الاحزاب الدينية في اسرائيل تمارس " اللعبة السياسية " مثلها مثل بقية الاحزاب , الا أن لها مطالب " دينية " تتعلق بالتعليم الديني والمؤسسة الدينية , لكنها تظل مطالب في الاطار السياسي والديمقراطي , وبعيدا عن النظرية الثيوقراطية الميتافيزيقية ) والذي لم يكن بامكان السيدة ليفني تشكيل حكومة جديدة من دونه باعتباره يمتلك 12 مقعدا في الكنيست .

انّ قرار السيدة ليفني باجراء انتخابات برلمانية مبكرةيعد - في رايي - قرارا جريئا وشجاعا , لانه يحمل في طياته بعدا مغامراتيا .

فعلى الرغم من ان استطلاعات الرأي تظهر تقدم حزب الليكود اليميني بزعامة " بيبي نتنياهو " , وذلك نتيجة لعدّة عوامل في مقدمتها :

أ ) الفساد السياسي والمالي الذي أصاب بعض قيادات حزب " كاديما " , وعلى وجه الخصوص زعيم الحزب " ايهود أولمرت " المتورط في اتهامات مالية تتعلق بتلقيه اموالا من رجل اعمال يهودي اميركي أثناء حملته الانتخابية السابقة , والتي يتم التحقيق معه فيها ( وهذا طبعا من مميزات أي نظام ديمقراطي , الرقابة والمحاسبة لكافة مسؤولي الدولة ) .

ب ) حرب تموز / يوليو 2006 مع حزب الله الايراني في لبنان , والتي أظهرت - بحسب تقرير " فينوغراد : الشهير - تقصيرا لدى المؤسستين السياسية والعسكرية في اسرائيل ( وليس هزيمة كما يدعي ويزعم ويتمنى بعض العرب ) رغم ان القوات الاسرائيلية قد الحقت بحزب الله - وبالشعب اللبناني كضحية لمغامرات حسن نصر الله الغبية - الضرر الكبير .

ان السيدة ليفني , بقرارها السابق , قد اكدت للشعب الاسرائيلي أنها شخصية سياسية نظيفة , وانها تختلف عن بقية الطبقة السياسية الاسرائيلية التي أصابها الفساد . بل انها أكثر من ذلك , ستقف وبقوة ضد الفساد وضد الفاسدين والمفسدين . فرفضها للابتزاز السياسي والمالي الذي حاول حزب " شاس " ممارسته عليها مقابل مشاركته في الحكومة الائتلافية , وذلك بقولها (( عندما كان عليّ أن اختار ما بين استمرار الابتزاز والاتجاه نحو الانتخابات , اخترت الانتخابات )) في اشارة منها الى مطالب تتعلق بالميزانية تقدم بها حزب " شاس " , يظهرها للمجتمع الاسرائيلي الشخصية الجديرة بالاحترام وبالثقة , مما يعزز من مكانتها لدي المجتمع الاسرائيلي , وبالتالي لدى الناخب الاسرائيلي بعد ثلاثة اشهر ونيف من الآن , حيث تقرر اجراء الانتخابات العامة المبكرة للكنيست في 10 فبراير / شباط 2009 بعد اتفاق احزاب الكنيست على ذلك الموعد .

بالاضافة الى ما تقدّم , فان السيدة ليفني قد أظهرت نفسها للمجتمع الاسرائيلي وللناخب الاسرائيلي على انها قد (( ضحّت )) بمنصب رئاسة الحكومة احتراما لمبادئها وقناعاتها في رفض الاستغلال والفساد , رغم انها كانت قادرة على تولي ذلك الموقع بمجرد تقديمها تنازلات مالية بسيطة الى حزب شاس , لكنها فضلت الرفض مضحية بالمقع القيادي الاول في الدولة .

وهذا - في اعتقادي - ما سيعزز موقع السيدة تسيبي ليفني في الانتخابات القادمة و ويوصلها الى راسة الحكومة ولكن بقوّة أكبر , قوة الشارع الاسرائيلي .




#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبن السوري !!!
- أجنبي ... في مجتمع القطيع
- خطوة غير كافية
- عرب اسرائيل ...
- اليمن , السعودية , أفغانستان و ايران : مربع اضطهاد المرأة
- السّجن !!!
- الطائفية الدينية في السياسة السورية
- الاعلام اليمني يدشّن حملة التوريث
- ثقافة الكراهيّة ...
- تسيبي ليفني : الرقم الصعب
- القنبلة النووية السعودية !!!
- الشفافية الاسرائيلية
- ... أفيون الشعوب
- (( نقمية )) التكنولوجيا عند العرب !!!
- غزوة منهاتن !!!
- مسألة كركوك
- من هو الشللي والمناطقي يا سيادة الرئيس !؟
- استراتيجية حزب الله لتشييع لبنان
- الفردوس المفقود : بين صلاح فضل و منصور الرحباني و أيمن الظوا ...
- الاتحاد الأوروبي يغلّب المصلحة على المباديء ...


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد كليبي - تسيبي ليفني : القرار الشجاع