الجبن السوري !!!

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 10:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تعرضت سوريا يوم أمس الأول لضربة عسكرية أميركية , حيث أقلعت أربع طائرات مروحية من العراق باتجاه الحدود السورية وضربت ما سمته موقعا لتجنيد وتهريب الارهابيين الى العراق , حيث قتلت ثمانية أشخاص بمن فيهم " زعيم " المهربين .

الا أن ما يدعو للاستغراب أن يكتفي النظام السوري " العربي الاشتراكي الوحدوي الحر المستقل " بمجرد (( الاستنكار )) للضربة العسكرية الأميركية المباشرة على الأرض السورية , والتي - فوق ذلك - أدّت الى قتل ثمانية مواطنين سوريين , حتى لو كانوا ارهابيين متهمين بتصدير الارهابيين والارهاب الى العراق المجاور .

وما يبعث على الاستغراب أكثر أن وزير الخارجية السوري / وليد المعلم قد اعتبر تلك الغارة " عملا ارهابيا " , دون أن يبدي نية , فضلا عن قرار , للرد على ذلك العمل الارهابي .
ألا يستحق العمل الارهابي الرد عليه بما يناسبه وبما يردعه ويوقفه ويحمي الشعب السوري منه أو من تكراره على الأقل ؟

كما ان صحيفة " تشرين " السورية الرسمية اعتبرت تلك الغارة العسكرية الاميركية " جريمة حرب " دون أن تتوعد الاميركيين بالرد المناسب .
ألا تستحق جريمة الحرب الرد المناسب والملائم ؟

وما يبعث على الاستغراب أكثر وأكثر أن معالي الوزير المعلم ( ( توعّد )) بالرد اذا ما (( تكرر )) العدوان العسكري الأميركي على الاراضي السورية !!!

ألا يعلم السيد الوزير أن هذه الغارة ليست الأولى من نوعها على سوريا ؟

ألا يعلم السيد الوزير أنها الغارة رقم 2 أميركيا , بعد الغارة الاولى عام 2005 ؟

ألا يعلم السيد الوزير أنها الغارة رقم 3 عالميا - في العصر الحديث فقط - بعد الغارة الاسرائيلية عام 2007 , تلك الغارة التي توغلت الى عمق اعماق الاراضي السورية بدون ان يعترضها ولو صاروخ واحد , تلك الغارة التي دمرت المشروع / الحلم النووي السوري ؟

كل هذه الضربات ضد سوريا , ولا يحرك النظام " العسكري !؟ " السوري ساكنا ؟

أين كرامة الرئيس الأسد ؟

أين كرامة النظام الدكتاتوري السوري ؟

والأهم والأولى أين كرامة الشعب السوري ؟

بل أين كرامة " الأمة !؟ " العربية المزعومة , التي يدعي النظام السوري أنه يمثل قلعة الصمود والتحدي العربي , ويمثل زعامة جبهة الممانعة العربية ضد الامبريالية الغربية المزروعة في الخيال العربي المريض بنظرية المؤامرة ؟

أيّ صمود وأيّ تحد وأيّ ممانعة ؟ كلها هرطقات , وخزعبلات عروبية قومجية يضحكون بها على الجمهور العربي المتخلف .

فالانظمة العربية تلك - والنظام السوري في المقدمة - تركز كل قوتها وجبروتها ضد شعوبها , بهدف قمعها واسكاتها واخضاعها . لكنها عاجزة , كل العجز , عن مواجهة أي اعتداء خارجي !!!

هل نتذكر الغارة الاسرائيلية على العراق , والتي دمرت المشروع النووي الصدامي ؟

هل نتذكر الغارة الاسرائيلية على تونس ؟

هل نتذكر الغارة الاميركية على ليبيا ؟

هل نتذكر الغارة الاميركية على السودان ؟

هل نتذكر الغارة الأميركية على اليمن ؟

هل نتذكر أيّ رد فعل عربي واحد تجاه تلك الغارات الاميركية والاسرائيلية ؟؟؟؟؟

انه الجبن العربي , الذي يعد الجبن السوري الأخير جزئا اصيلا ومتأصلا منه .

لقد أصبحت سوريا - بفضل النظام الأسدي المستبد - " ملطشة " و " مضربة " لهذا وذاك , لكل من هبّ ودبّ :

فتركيا تحتل لواء اسكندرون , الذي يمثل بمساحته وسكانه مساحة وسكان الجمهورية اللبنانية تقريبا , ولا نجد من النظام السوري الا ( التنازل ) عن ذلك الجزء
المهم - أرضا وانسانا - من سوريا .

واسرائيل تحتل مرتفعات الجولان الواسعة الشاسعة , والاستراتيجية , ولا نجد من النظام السوري الا الهروب الى جنوب لبنان لمحاربة اسرائيل من هناك !!!

واسرائيل ايضا تقوم بضرب المفاعل النووي السوري , ولا نجد من النمظام السوري الا الصمت المخزي الجبان .

وأخيرا هاهي القوات الاميركية المتواجدة في العراق تضرب الأراضي السورية للمرة الثانية , ولا نجد من النظام السوري الا (( الاستنكار )) واغلاق المدرسة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي في دمشق , الذين يستفيد منهما المجتمع السوري قبل الاميركيين !!!

والسؤال المحير : أين الدفاعات الجوية السورية ؟ لماذا لم تتصد للطائرات الاميركية المهاجمة مؤخرا , والطائرات الاسرائيلية سابقا ؟

والسؤال المقابل : لو أن اسرائيل مثلا - وهذا طبعا من سابع المستحيلات - هي التي تعرضت لغارة سورية على مفاعلاتها النووية المعروفة

كيف سيكون رد الفعل الاسرائيلي حيال ذلك ؟

أعتقد ان في رد فعل اسرائيل حيال قضية اختطاف الجنديين الاسرائيليين من قبل حسن نصر الله عام 2006 اجابة كافية وشافية . حيث دمرت اسرائيل نصف لبنان .

في اعتقادي ان النظام السوري ينطبق عليه المثل القائل - وبتصرف - : من لم يستطع ان يدافع عن وطنه فلا يستحقه , فضلا عن ان يحكمه .

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل