(( نقمية )) التكنولوجيا عند العرب !!!

محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مما لاشك فيه أن الاكتشافات العلمية والتكنولوجية التي تعم العالم اليوم وتمده كل يوم جديد بمخترعات جديدة وحديثة تخدم الانسان وتسهل حياته وتمنحه الراحة والسعادة .
الا أن هذه الحالة العامة والطبيعية والعالمية لها استثناء في العالم العربي والعالم الاسلامي عموما . فهذه المجتمعات المتخلفة ثقافيا ومعرفيا حولت تلك المخترعات العلمية البديعة من " نعمة " على الانسانية الى " نقمة " عليها .
وعلى سبيل المثال لا الحصر فان الامثلة التالية قد توضح الغاية والهدف من هذا الحديث :
( 1 ) الطاقة الكهربائية
من المعروف أن اختراع الكهرباء قد غير وجه العالم تغييرا ايجابيا والى الأفضل . حيث أصبحت حياة الانسان المعاصر مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذه الطاقة , ودخلت هذه الطاقة في جميع شؤون الحياة الانسانية , ولم يعد باستطاعة الانسان الاستغناء عنها بأي حال من الاحوال . لقد نقلت هذه التكنولوجيا حياة الانسان من الحياة البدائية الى حياة الحداثة والحضارة الانسانية المعاصرة .
أما في العالم العربي والعالم الاسلامي فالحالة مختلفة كل الاختلاف . فلم تستغل هذه الطاقة في مجالاتها الصحيحة والحقيقية , لم تستغل في التنمية الصناعية والتنمية الزراعية والتنمية الانسانية عموما وكل ما يساهم في تحديث الدولة والمجتمع . وبدلا من ذلك تستغل هذه الطاقة في تلوث البيئة الانسانية , والبيئة السمعية تحديدا , من خلال الضوضاء التي تحدثها المساجد الاسلامية عن طريق مكبرات الصوت التي أصبحت ظاهرة لافتة للنظر وظاهرة مزعجة بشكل لم يعد يطاق ولا يحتمل ويستدعي منا الوقوف بحزم ضد تفشي هذه الظاهرة اللاأخلاقية التي أصابت مجتمعاتنا العربية . لقد اصبحت مكبرات الصوت في المساجد تبث لنا كل شيء وكل يوم وفي كل وقت , فلم تعد تكتفي برفع الأذان كما هو مستهدف من مكبرات الصوت - ولو ان ذلك لم يعد ضروريا في عصر المعلوماتية - وانما أصبحت تلك المساجد وتلك الميكروفونات تبث لنا ليلا ونهارا وبشكل متواصل , تبث الأذان وتبث الصلاة وتبث الخطب والمحاضرات وتبث حلقات الدرس وحتى وصل بها الأمر الى ان تبث أشرطة كاسيت لتلاوة القرآن في أوقات الفراغ , فأصبح بث المسجد العربي الاسلامي 24 / 24 من الازعاج المتواصل .
وهذا - للأسف - هو الوجه العربي الواضح لاستغلال الطاقة الكهربائية . فتحولت الطاقة الكهربائية عند العرب من نعمة الى نقمة .
وبالتأكيد فان هذه الحالة " نسبية " من بلد عربي الى آخر .
( 2 ) التليفزيون
التليفزيون هو احد أهم الاختراعات التكنولوجية الحديثة , وأحد اهم وسائل الاعلام المعاصرة والمؤثرة في المجتمع , خاصة بعد انتشار البث الفضائي , والتي ساهمت في نشر الثقافة والمعرفة في العالم . لقد تحول هذا الجهاز الاعلامي التنويري -افتراضا - في العالم العربي الى جهاز اعلامي لنشر السخافة بدلا من الثقافة , ونشر التجهيل بدلا من العلم , ونشر التطرف الديني بدلا من ثقافة الحوار والتسامح والمحبة . فأصبح هذا الجهاز الهام أداة للتخلف بدلا من أن يكون أداة للتقدم والتطور والنمو . هل من المعقول أن يكون للعرب قناتين فضائيتين اخباريتين فقط من بين مئات القنوات ؟؟؟؟؟
( 3 ) الانترنت
يمثل الانترنت " ثورة " المعلوماتية والمعرفة الانسانية . أصبح الانترنت أهم اداة ووسيلة عالمية لنشر واكتساب وتعليم المعرفة بما يملكه من برامج معرفية وثقافية وفي شتى مجالات الحياة . فيمكن من خلال هذا الجهاز الهام عمل الابحاث العلمية والدراسات الانسانية وكافة مجالات المعرفة .
هذا الجهاز الهام تحول لدى العرب الى اداة ووسيلة " هامة أيضا " ولكن لنشر الارهاب , من خلال مواقع التنظيمات الارهابية الاسلامية المنتشرة والمتزايدة يوما بعد . يوم

#محمد_كليبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل