أن أجمل إتفاقية هي اخراج امريكا من العراق فوراً

سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 09:16
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

حول الاتفاقية الامريكية-الإيرانية ؟!
هنالك دعاية قوية لا حصر لها في الإعلام العالمي والعربي والمحلي لإتفاقية امريكية-"عراقية" مزمع عقدها بين امريكا والعراق. أو هكذا ينشرون هذا الخبر. ولكن هنالك طرف له سيادة كاملة ودولة كاملة وفرض الاحتلال على العراق ايضا اي أمريكا، يتفق مع من و تعقد الاتفاقية مع من؟!
مع تلك الاحزاب والقوى التي وضعتهم على كرسي الحكم، وهذا هو اول محور من محاور هذه المهزلة التي سميت" بالإتفاقية". أن العراق لحد الان و حتى حسب مفهوم الاتفاقيات الدولية ليس دولة ذات سيادة اي محتلة. إذا نشبه دولة محتلة بشخص او بجندي اسير في الحرب سنرى لديهم نفس الحالة، ليس بامكان الاسير ان يعمل في التجارة و لا الصناعة و ليس بامكانه ان يعمل وليس من حقه ان يعقد اي عقد مثل عقد العمل، اي إن الشخص الاسير جرد منه حقه المتساوي الكامل مع الاخرين الذين أحرارا، فقط لكونه اسيرا. إذن حسب هذا التشبيه ان العراق دولة محتلة من قبل الاحتلال الامريكي المباشر، و هي شكلت الحكومة و بنت الدولة على اساس نهجها، و جمعت ما يمكن جمعها من القوى حسب مصالحها، ومن ثم تتشدق ومعها طبعا جماعة المنطقة الخضراء هناك" تطور في المفاوضات بين الجانبين!!" او "اتفاقية معطلة" كل هذه المسائل هي خزعبلات وهلوسات ليس إلا.
أن هذه الحكومة و البرلمان معها ليسا مؤهلين اطلاقا لعقد اية اتفاقية مع الامريكان او غيرهم. لان: ا اولا ان العراق محتل وثانيا لان الحكومة الموجودة جائت على ركاب الدبابات الامريكية، ولايمثلون الا انفسهم. اما أن الاعلام وزخم الاعلامي الموجود حول هذه القضية فهو قضية اخرى ونوع من الافيون الذي للصحافة والاعلام دورها بتزريق الراي العام به وتخديره. افيون لانه يعطي ايحاءً على ان هنالك اختلافات بين الكتل و من جانب وبين الحكومة وامريكا من جانب اخر، أنه هراء. ليس لانه ان الكتل السياسية والحكومية كلها متفقين و ليس مختلفين، لاالقصد ليس هذا بل ان محور القضية هي انا اعينك او اوظفك و أن امنيتك و دفاعك هي بيدي إذن فكيف انت لا توافق يا حكومة! اما المحور الثالث فهو "عجيب جداً" وبامكاننا ان نفهم الاختلافات وحتى معارضة الاتفاقية من قبل بعض الكتل والتيارت في البرلمان او الحكومة في بطن هذا المحور وهي الجمهورية الاسلامية في ايران. هي فعلا معارضة للاحتلال و اصبح العراق اسيرا بين ايديها واصبح ورقة للتفاوض مع الجانب الامريكي. نتعجب لاننا لم نرى ذلك من قبل و لا قرأنا في التاريخ، أن دولة اخرى غير راضية إذن نحن غير راضين او ان "خامنئي غير راضي إذن نحن غير راضين"، التعجب جائت من علانية هذه القضية وهذه التصريحات من قبل العناصر البارزة لبعض الكتل الاسلامية، إعلان هذه القضية يثير الاشمئزاز للمواطنين في العراق. تثير الاشمثزار لان العراق يحكمهم هؤلاء. حيث اصبح لايران محطة لزيارات كافة الكتل حتى الكتل التي مع الاتفاقية وتؤديها مثل الكتلة القومية الكردية. إذن الاتفاقية يجب ان تسما الاتفاقية الايرانية- الامريكية، حتى يكون العنوان صحيحا وغير مخادع. ولكن نحن الان نمر في مرحلة جديدة المرحلة التي انهارت فيها امريكا كالقوة العظمى الوحيدة في العالم. ان امريكا تترنح تحت ازمة اقتصادية وسياسية عميقة لا سابق لها. وفي هذه الحالة ان الاتفاقية المزمع عقدها بين إيران و امريكا، تدخل في اطار عملية شد وجذب بين القوى العالمية الكبرى ايضا. هل توافق القوى الاخرى مثل الاتحاد الاوروبي و روسيا والصين على هذه الاتفاقية بهذه الصيغة؟! وهذه هي احدى التطورات الجديدة على الساحة السياسية العالمية والعراقية. أخيرا إن الجماهير في العراق، عمال العراق و شبان العراق و نساء العراق كلها ترفض هذه الاتفاقية جملة وتفصيلا، ولا نقبلها أطلاقا. ان اجمل اتفاقية هي إخراج امريكا من العراق فورا. وإعادة العراق الى اصحابه ولكن اصحاب العراق ليس حكومة "منطقة الخضراء" الميليشياتية، بل الحكومة التي تمثل الجماهير في العراق فعلا وليس خداعاً.
ان اخراج الاحتلال من العراق هو شرط ضوروي ومقدمة ضرورية لاية تحولات جذرية لصالح المجتمع في العراق. ولكن هذا النضال يجب ان يتم عبر نضال جماهيري عارم النضال الذي ينشد الى التغيير الجذري في بنية الدولة والحكومة والدستور والقوانين في العراق لصالح الاكثرية القصوى من الجماهير في العراق.

#سامان_كريم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل