أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رنا جعفر ياسين - رسالة مفتوحة إلى قتلة مجهولين يعدوننا – دائما ً- بالقصاص














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى قتلة مجهولين يعدوننا – دائما ً- بالقصاص


رنا جعفر ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 08:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يحكى انه في احد صفوف الدراسة و بينما المعلمة منشغلة بتعليم التلاميذ فضائل المحبة و التسامح , نهض طالب من مكانه في الخلف متجها الى زميله الجالس في الصف الاول وصفعه بشدة , اندهشت المعلمة و عندما سألت الطالب الاول : لماذا فعلت ذلك ؟ أجابها ببرود :لأنه شتمني في قلبه .
من يريد تنفيذ الحقد يا أعدائي يجد دائما المبررات لذلك.
..........
..........

في سبعينيات القرن الماضي , و بعد اعتقال ساذج لوالدي خرج منه برأس محلوق و مقالة مدوية ( لو كان في حلق شعر رأسي خلاص لأمتي , فأني أقدم رأسي كله فداءً لأمتي )
نعم يا أعدائي .. على هذه الكلمات كبرت و تربيت و احببت وطني
لذا أخاطبكم اليوم علنا ً.. لنفتح الحوار بيننا و لنتقابل في مواجهة شريفة تنزعوا فيها عن عقولكم و ملامحكم لثام الاختباء وراء الرصاص الرخيص
لنتحاور في النور ..
ليست الشجاعة في عناوين وهمية و هويات مختفية وراء توكيد فعل القصاص
كما و أن من السذاجة ان تدعوا يا أعدائي بطولة تنفيذ القصاص و انتم قابعون خلف اوهام خوفكم من أن تعلنوا اسمائكم
... لتكون المعركة عادلة على الاقل.
...........
...........

يعتقد في بعض الاساطير القديمة أن الارواح المعذبة تقطن الاماكن نفسها و تعود دائما لترعب و تفزع الساكنين و المتواجدين فيها
.. لهذا يا أعدائي أفهم خوفكم و قلقكم جيدا ً.
..........
..........

مادمنا نتنفس , فنحن نتعلم في كل يوم شيئا ً جديدا ً ..
قبل أكثر من عامين و بالتحديد في 14 – 8 – 2006 اختطفني جاري الذي كان قبل عام 2003 أحد فدائيي صدام و قضيت 48 ساعة في مواجهة صريحة مع موت منتظر . اختطفوني مع خالتي السيدة الكبيرة التي تبلغ من العمر 77 عاما ً , لم اختطف لأني اعلامية او شاعرة .. خطفت من أجل المال .
و عندما خرجت من الموت بخسارة المال فقط , عرفت شكل حياة أخرى بوجهين احدهما قاتم لأن جاري و ببساطة كان قد كون عصابة مع اصدقائه يخطفون السني باسم جهة شيعية و الشيعي باسم جهة سنية و هم ( اي جاري و عصابته الجبانة ) لا يمتون للدين بصلة ..لا من قريب و لا من بعيد , و لكن الدين كان غطاءا واهيا ً لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية من أجل المال فقط.
لهذا يا اعدائي أدركت أن في الحياة من السوء ما يكفي لتشويه الازهار و تحويلها الى قبور مفزوعة.
و أما الوجه الآخر.. فمشرق بلون بهاء الشمس , لأن الحياة ابتهاج خلاب و بين طياتها تنولد رسالة عظيمة قررت أن اكملها و سأكملها مادام في شراينني دم حر لم يتلوث بزوابع الكراهية
نعم يا أعدائي .. خسرت هواء وطني و بيتي و دراستي و اصدقائي , و استقبل دائما رسائل تثير القرف و التقزز بوعيد أظلم , كما و تفاجأني اتصالات غريبة موبؤة بالحقد و التهديد
لكنني اصر على تلوين ما تنثروه من سواد
فأكتب و أكتب
و ادعو الجميع الى مباغتة الموت الجاهز , و غسل الطرقات من نثيث الدم
سأرسم بضوئي صوراً لحلم الاطفال بوطن يسيرون في طرقاته بفرح غامر من غير جثث مزروعة في الجوار
سأدعو الله حتى ينبلج يوم يعود فيه الرجال الى بيوتهم بخبز نقي و تبتهج النساء بنزع فتيل الخوف من اللاعودة
سأكتب ..
و سأرسم وطنا يباهي موتكم الجاهز بأختلافاته و تلاوينه المتراصة كالبنيان
.. فأراه يلمع كالقمر.

.............
.............
.............

في صباح مشمس لآخر ايام عيد الفطراستقبلت رسالتكم الملغومة بالحقد و الجهل و اللامبررات و انتم تتوعدوننا بالقصاص - نحن مجموعة من الكتاب و الفنانين و الاعلاميين- , و لم افهم لماذا جاءت الرسالة هذه المرة مشفوعة بفتاوى دينية للمرجع الشيعي الايراني السيد كاظم الحائري http://ebaa.net/khaber/2003/06/12/khaber10.htm
و إمام القضاة السعودي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
http://arabic.cnn.com/2008/middle_east/9/12/saudi.fatwa/index.html
و عبارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ( الصحافة مكب للنفايات ). فاستهلت الرسالة بدعوتكم العراقيين الاحرار من أجل ان ينال المفسدون في الارض ( نحن كما ادعيتم ) و الفسقة , المنحرفون و الخونة و العملاء قصاصهم العادل و بعبارة تؤكد على توحد الامة بمختلف ( طوائفها ) على تنفيذ هذا القصاص .
و على الرغم من كم الرسائل السابقة المخزونة في بريدي الالكتروني و التي تميزت على الدوام بمبررات شتى لتنفيذ القصاص فينا و التي كنت استقبلها دائما بمحبة و فخر يؤكدان لي بأنني قلم و نور يستفز ظلامكم و حقدكم ( فالنخل في بلاد الرافدين – الوحيد – الذي يرشق بالرصاصات ) , إلا أنني قررت و ربما بدافع الفضول أن أتقصى اسبابكم الجديدة لحصد رؤوسنا , فتجولت في أروقة ما كتب في روابطكم المرفقة و لم أجد ما ينطبق على تنفيذ احقادكم السوداء .
و بهدوء من يعيش في ضياء دائم حاولت ان اجد لكم بعض المبررات لاسيما و انتم محتجبون في جحور مظلمة تخنقها الرطوبة و عفن الدم الجامد.

الاسلام يا أعدائي دين محبة و تسامح , و ليس الاسلام فقط .. بل كل الديانات تؤكد حرصها على أن القيمة العليا في اي مجتمع تتلخص في حياة حرة و كريمة للأعلى على هذه الارض .. ألا و هو الانسان.
لذا لا تحاولوا يا أعدائي تشويه رحابة الله في الارض.

الآن ..أحب وطني أكثر
و بشموخ ..أرفع رأسي عاليا ً , و لتنحنوا أنتم ( يا أعدائي ) خجلا ً مما اقترفت عقولكم و اياديكم
دام الحلم بالوطن .. و دمتم بسوء .



ملاحظة أو تنويه : أتحمل أنا ( رنا جعفر ياسين ) وحدي مسؤولية هذه الرسالة .



#رنا_جعفر_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة
- الاعظمية و صباح فواح برائحة القيمة و الهريسة
- فوبيا بغداد .. الموت على مشارف الحلم / الولادة خارج اطار الذ ...
- خاطفٌ أطلقني في وجه الرحيل
- جدارية
- جريمة ُشرف
- أطوار بهجت ... عزاء أبيض
- نصب الحرية
- رثاء الزهور
- رأسُ السنةِ الحربية
- هذيان يشبه الموت
- خديعة
- صناعات
- لعشق سيولد في بلاد الموت
- بعيداً عن طفولتهم .. قريباً من مسارات الغضب
- البطالة .. طريق معبد للارهاب
- الشرعية في التمثيل السياسي
- مُختنقينَ من تبديل ِ الوجوه
- رسالة الى طارق حربي
- حوارُ أم


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رنا جعفر ياسين - رسالة مفتوحة إلى قتلة مجهولين يعدوننا – دائما ً- بالقصاص