أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا جعفر ياسين - اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة














المزيد.....

اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة


رنا جعفر ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 06:13
المحور: الادب والفن
    


الغالية اطوار
صباح الجنة ...
عامان و بضع سويعات تفصلنا عنك , عامان و بضع سويعات تعمد الخراب بلعنة القداسة , كيف انت الان ؟ بحال افضل ؟
ارواحنا تعربد , الالم بهاء الجسد الطاعن في الخيبة , وبين خطوط المدن اللافضة لنا مازلنا شتات بشر
( في القاهرة , حينما زرتها قبل عامين و بضعة اشهر شتائية , كانت المصالحة الوطنية مزعومة كما هي اليوم , مؤتمر تجار سياسين , و زهرة بنفسج كنت تباغتين المزايدة تلك بحلم ان نحمل متاعنا في الصيف القادم لرؤية ام الدنيا , و لكن الصيف جاء و انت خارج نطاق ارضنا و قاهرتنا , من العراق حتى السماء , و انا من حجرة القتلة الى قاهرة لم تستطع ان تصف لي شكل عينيك في شوارعها المباهية بالفرح في كل زمان )
مر وقت طويل , لم نتحدث عن شتائك البارد و صيفي الساخن , الاوغاد الذين ازهقوك و الازلام الذين سلبوني رغبة الوطن , نعم لم نتحدث , ربما الوحدة الان تجمعنا اكثر , بيتي بلا طعم كما قبرك , لانهما خاليان من الصحبة , هكذا اتصور.

.................

منذ عامين , نما الموت , و بات وفيرا , جاهزا , يحصد ارواح الحالمين , موزعا الفاجعة كحلوى اجنبية الصنع , تخدعنا
شقاء فريد يأخذنا , جدير بالحزن حد السأم
نعم , هي احلامنا المظلمة تعاند الكوابيس بشيء يشبه التذكر , و لكنها تكاد تئن من فرط الوجع
الموتى , انتم , تصطفون .
ارقام هواتفكم . صوركم , اسماؤكم , ثرثرة الالم ساعة الانكسار.

.................


ابعث لك رسالتي و قد ضاق بي الانتظار
افكر دائما .. كيف واجهتي السياف ؟ أنا واجهته بالذهول , ربما لاني تعلمت درسك جيدا ً
( لا فرق بين عراقي و عراقي الا بالخوف على هذا البلد , ايضا يا اطوار , لا فرق بين مقتول و منفي الا بنبض وجعه اللامسموع ).

.................

عزيزتي , كيف هي امي ؟ أمازالت موبؤة بالحزن ؟ طمئنيها , أنا اقترب كثيرا , لا مسافة تفصلني عنكم فقط برزخ حياة متبقية
هي طيبة يا اطوار , اعرف جيدا انها كانت بانتظارك مثلما اوصيتها , انتظرتك طويلا عند باب الجنة و انت كنت محروسة في ثلاجة الموتى في مستشفى اليرموك , التي تعرفها جيدا هي ايضا, و لكنها كانت قلقة عليك من قسوة العاملين فيها , آذوها في السابق , و لم تكن لتريد لك ذلك , لذا كانت أمي قلقة عند باب الجنة , هذا ما كان باديا عليها ساعة وصولك
أؤكد لك هي طيبة , حنونة ايضا , لن تشعري بالوحدة معها , و لكن هل اخبرتها كل شيء عني ؟ اتمنى الا تكوني فعلت ؟ لانها ستحزن كثيرا و تقلق ايضا , هذه عادة الامهات يا اطوار
( حدثيني عنك اكثر , كيف هي الجنة يا أطوار ؟ الطقس بارد ام حار ؟ هل هناك قتلة ايضا ً ؟ مسلحون ؟ عساكر ؟ مفخخات ؟ قتلى ؟ اشلاء ؟ اذن عليك نسيان كل هذا
و لكن , كيف هي احوال الاقامات معكم ؟ هل تجددونها كل عام ؟ و لكن عامكم في الجنة كم يساوي على الارض ؟ و هل اعتبروا جوازك غير نافذ الان ؟ اعتقد انه كان من فئة s , ماذا ستفعلين ؟ هل تفكرين باصدار جواز اخر من بغداد ؟ يصدر اسرع و لكنه مكلف بعض الشيء , و لكن من يوصله لك ؟ اووووووووووووووه , امي ايضا , و لكن هي لم تستخرج جوازا اصلا , جوازها قديم , طمئنيني هل تحتاجون لكل هذا في الجنة ؟ )

.................

ما هذا الهراء ؟؟؟
أطوار .. يصلبني عجز كبير , أهذي دائما في محاولة يائسة للعودة الي , الآلام الاكثر فظاعة هي الآلام الخرساء , هكذا يقول بودلير .

.................

و لكن , ماذا تقرأين الان ؟ اكيد هناك ستكتبن اجمل .

.................
.................

اصرخي يا اطوار بهجت ..
صرختنا منذ عامين مازالت مدوية ترج الوطن , انسي الوطن طويلا , طويلا , ارتكبتيه كثيرا في الماضي , انسيه الان , انسيه ابدا
انسي طفولتك و شقاءك , و لا تسمي الاحلام بأسماء القتلة , اعرف جيدا انك تشعرين بالغدر , ربما ترددين ما قلته أنا ذات يوم ( لوثنا التيه , فجلسنا نقتنص الخيبة , و ما نكف عن رسم الاساطير ) , لكنني اعرفك جيدا لن تتخلي عن الحلم , و هناك اعتقد أن الاحلام اسهل , بلا شرط او قيد او حتى اديولوجيات تحلل و تحرم أو تبيح السفك
نحن ايضا تركنا كل شيء يا أطوار , العراق محض ذكرى و دم , و قبوركم هناك كل ما تبقى في حضرة الهواء المسموم بالدخان , و الماء الملوث بالدم
ضعي العراق قرب خريطته المدفونة , و احلمي , كوني بحلم اخضر له لون عينيك
اعشقي هناك , و تحضري لعيد الحب بلا رشاشة
كلنا على الارض , امك و ايثار , راجحة و ميسم و انا , حتى الحطاب , مشتاقون لعناقك في القيامة القريبة.

قبلاتي
رنا
القاهرة



#رنا_جعفر_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعظمية و صباح فواح برائحة القيمة و الهريسة
- فوبيا بغداد .. الموت على مشارف الحلم / الولادة خارج اطار الذ ...
- خاطفٌ أطلقني في وجه الرحيل
- جدارية
- جريمة ُشرف
- أطوار بهجت ... عزاء أبيض
- نصب الحرية
- رثاء الزهور
- رأسُ السنةِ الحربية
- هذيان يشبه الموت
- خديعة
- صناعات
- لعشق سيولد في بلاد الموت
- بعيداً عن طفولتهم .. قريباً من مسارات الغضب
- البطالة .. طريق معبد للارهاب
- الشرعية في التمثيل السياسي
- مُختنقينَ من تبديل ِ الوجوه
- رسالة الى طارق حربي
- حوارُ أم
- كتبتها سراً .. أبعثها علناً


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رنا جعفر ياسين - اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة