أغبى رجل في العالم_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 04:36
المحور: الادب والفن
    

كتابة النقص.
النسيان لا المغفرة.
كل شيئ أو لا شيئ.
ما أملك هو الخريف الذي ضيّعته.
.
.
البطل الحقيقي يلهو وحيدا
*
هذا منام.حلم ليلة صيف..................لا هذه أشياء صلبة وتؤلم.
هو الخريف إذن.
لسعة برد. تشويش في الأعصاب. شجرة زيتون تقترب من الأصفر. ساقية بسنادا وسط المشهد الصامت. فريدة السعيدة تسعل وتدخّن.
ورقة صفراء تسقط.
صفحة جديدة تفتح.
بطل من هذا الزمان,في القلب من جحيمه,وبدون ورقة توت.
*
من هو أغبى رجل في العالم؟ كيف يكون؟
.
.
لو وصفت نفسي بأغبى رجل في العالم. هي صيغة مبالغة,تستدعي نقيضها مباشرة_ الرغبة في العكس_ الادّعاء المضمر.....
ماذا حين يكون الشعور حقيقي؟يواكبه فقدان الثقة_التقدير الذاتي المقارب للصفر؟
.
.
ألا يحقّ لمن_لو أنّ الزمن يستعاد_ لأستبدل 48 سنة بالتمام والكمال بنقيضها_ ودون الاحتفاظ بغرزة إبرة.....بل هي الحلم بأوضح صورة, في القطع مع كلّ ما مضى.... والأجمل محو ذاكرة وتغيير ملامح واسم وهوية.....ولادة جديدة,عبارة تقارب ولا تكفي أبدا.
إن لم أكن بالفعل أغبى رجل في العالم
فأنا أستحق بجدارة لقب أغبى مهندس وأغبى زوج وأغبى شاعر وأغبى كاتب وأجحش عاشق في سوريا_ على مدار ربع قرن.

.
.
هذه الليلة هجم الضباب على اللاذقية.
هذا اليوم عيد ميلاد حبيبتي سماء
*
كيف تعمل الأواني المستطرقة؟
حالة المساواة الفريدة في هذا الكون.
لذيذة سيجارة حمراء طويلة على نزلة بسنادا,مفرق المستوصف.....من هنا تستطيع رؤية العالم على حقيقته.
حالة التمثال هي الأجمل.
موقف المتفرّج
ضحك
صمت
*
أحاول التعلّق بأي شيء,وهم....صورة....ذكريات....عداوة....شبح
بديلا عن خواء فظّ ويؤلم ويتعذّر احتماله
كل يوم معركة مفتوحة مع القبول,الرضا,التسامح,النسيان
كل يوم جرح جديد ينفتح
.
.
ضيّعتني الطرق السهلة.
*
الدم يغسل بالماء.
.
.
البساطة
ثم البساطة
قانون الجهد الأدنى وأكثر....
_خلط البساطة بالغباء من جهة, وقرنها بالسذاجة من الجهة المقابلة,حلقة جهنمية تدور بدون توقف وبلا نهاية
.
.
بعدما أحرقت مراكبي
في اليوم التالي وما يليه
أنتظر مراكب جديدة
صرت أعرف معنى الفراق.
*
مثلهم أنا
الرعد يصرخ فوق رأسي,يتباطأ وينعم,ويقصف....في لحظة تتشقق السماء فوقي.
من البذور تخرج المشاعر الموحلة
أفتح الشباك الشمالي_صوت المطر وبرودته
الستائر مسدلة فوق اليمين,هنا جهة الشرق_البيت أخفض من الطريق
البيت تحت العتبة. شعور غير مختبر,أحاول تعلّم الجرأة في النظر,في الرؤية....في اختبار,ليس لأن لا شيء لدي لأخسره,لأنني رجل حزين يسكن على ساقية بسنادا.
.
.
بعدما أتجاوز الحدود
لا يبقى غبي في سوريا.
*
أملأ كأسي الجديدة
بتؤدة وحنان أملأ كأسي
مطر.........له رائحة وملمس وألوان ووجوه
مطر يبهج النفس والروح
مطر بسنادا
مطر الساقية ووادي الأحمر والبياضة
مطر جليل جميل. مطر قاسي وصافي أكثر من دمعة حبيبتي
لست هنا ولست هناك
أغبى رجل في العالم أيضا يحبّ ويتألم

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات