أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - رسالة مستعجلة إلى الشاعر الآشوري الراحل سركون بولص














المزيد.....

رسالة مستعجلة إلى الشاعر الآشوري الراحل سركون بولص


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:41
المحور: الادب والفن
    



في الذكرى الأولى لرحيله .....
قبل عام مرت من هنا نفحات حزن ٍ
تلونت بألوان الذاكرة.
قبل عام ٍ ودعتْ قوافل الشعراء والكتّاب
مفردة المستحيل(سركون بولص)...
السفينة التي جمعت على متنها جميع الأحبة دونما استثناء...
سيزيف العصور اسميك....
قبل عام ٍ كانت برلين حزينة كشمعة في بيوت الموصل تبكي ....
حين جاء رحيلُكَ لم تتأخر أبداً...
ودعتها وأنت تسألُ عن سرِّ كينونة العشق والقصيدة والأحبة....
وأنتَ الذي أنجزتها عاشقاً....
غادرتنا أيها الآشوري المجنح على فضاءات القصيدة وحملتها
سرك المكنون ....
في دفاتر القهر والترحال...كتبتَ
أنا الآشوري العراقي ....الذي حاصر الجميع بألوان الحب...
رحيل الشـــــــــــعراء
( هلْ غادرَ الشُعراءُ منْ مُتَرَدَّم ِ
أمْ هلْ عرفتَ الدَّارَ بعدَ تَوهُّمِ)
يا راحلاً في بحركَ قدْ غادرتْ
كلُّ المراكبِ لمْ تزلْ في محرمِ
أينَ لكَ منْ عودة ٍ نستقرىءُ
باقي القصيدة ِ والمعالمُ في دمي؟
هلْ يرحلُ الشعراءُ في صمت ٍ ولا
من عارف ٍ أومقرءٍ لمْ يكلمِ؟
إيهٍ أَيا سركونُ لستُ باكيا
رحلَ الندى واستوثقتْ معالمي
أُفٍ على عيش ٍ يكونُ هكذا
تِرحالنُا قاس ٍ وموتُ أَعجمِ
شَهَقَ الصباحُ بنوره ِ من شعركَ
والليلُ أُسكرَ من كؤوسِ منادم ِ
يبكيكَ آلافُ الصِّحاب ِ،ذكرُكَ
لازالَ في نهج ِ الغريبِ المعُدَمِ
كُنتَ القصيدةَ والهوى متيماً
هَلْ يشتكي من كانَ خيرُ الأنجم ِ؟
غُبتَ عن الكونِ وأنتَ باقيٌّ
في ليلة ٍ ولربما في مَعْلَم ِ
هجعتْ طيورُ الشعر ِ حينَ زارها
نبأُ الرحيل ِ وتدافعتْ بجماجم ِ
وتحسرتْ لِفَقْدِكَ كواكبٌ
وا أُمتي فيكِ الجهالةُ تُظلَمِ
هذي (النهارُ) في عناوين ٍ لها
(والقدسُ) تبكي سيرة َ المتقادم ِ
(والكيكا) راحتْ تُنذرُ أَحبابها
ماتَ الهوى فتسابقتْ بعمائم ِ
لبسَ السوادُ في القلوب ِ ثَوْبَهُ
كمْ لهفة ٍ من صوتكَ لمْ تُفهم ِ؟
سركونُ لاهمَّ بكأسِ شاربٍ
إنْ أغدقَ الصبحُ علينا فاغنم ِ
ساءلتُ (شوبنكنك) فقالتْ: وانحنتْ
رحلَ الغريبُ في ثيابِ طلاسمي
***
23/10/2007م
توضيح:متيماً (لأنها اسم فضلة وتكون منصوبة.كنتَ القصيدة والهوى متيماً)
=شوبنكنك:البلدة الألمانية التي تعرفت على سركون فيها ودامت معرفتي وزياراتي له كل سبت حتى ودعته وكان متوجها إلى المغرب للمشاركة في مهرجان شعري ،وغاب عني سركون وبعد شهرين هاتف من الحبيب خالد المعالي يقول اسحق عندي شخص يريدك.من هو سركون وكان ذاك أخر لقاء مع الشاعر الراحل سركون بولص .


لا تترجل أيها الفارس من على ظهر حصانك...
لأنَّ الأيام في الموصل لم تعد كما ودعتها قبل عشرات السنين...
وأخبرك أن جدتكَ تُعاني من عقم ٍ وحيرة ٍ رغم أنها هي من صنعت
المعجزات...
وأخبرك أنّ أُمكَ لازالت تردد قولها( سركون بابي بسا بسا..بابوخ دميخا...).
أما إخوتكَ فقد تمزقت بهم سواري السفن وظلوا في عرض البحر الهائج...لا يعرف أحدهم كيف يسوي أغانيه الحزينة.
وأخبرك أننا لا زلنا زعماء وغلاظ الرقبة....ولا زلنا لا نعرف كيف
لنا أن نرسم خطوط الطول والعرض.ونحن في أبواب قصور الغرباء نجدد لهم التحية خشوعاً....
صباح مساء...
وأخبرك بأننا فقدنا حتى التمييز بين الألوان.....
ونينوى التي رملّها الزمن لا زالت تجترّ أحلامها...
وأما أهلها الذين يتوزعون أرض الله الواسعة فقد نسوها
وتنكروا لها...ومنهم من رفع الصولجان وهو لا يعرف كيف يقرأُ
عناوين الصحف....سركون بولص نمْ هنيئاً لك لأنك تجاوزت مرحلة الخطر.وانتقلت إلى ربوع الهدوء والسكينة.
لكنهم ولله الحمد تراهم يحاربون بسيفك...وزادتهم الحمية حتى أنهم لم يبخلوا عليك فقد زينوا باسمك معالم مواقع عديدة...
في الختام لي أن أقول لك شيئاً واحداً...
إنَّ أمةً ً لا تُضحي بقرابين لن تبقى على أرض أجدادها....
قلنا لهم الطوفان آت ٍ لا شيء مستحيل...
قلنا لهم اشتروا جطلاً ...ظنوا بأننا نكاتبهم عبثاً....
قلنا لهم غيروا مساركم فالإيمان لوحده غير كاف ٍ..ظنوا بأننا ألحدنا....ونحن من قال: لهم علينا أن نقرأ قراءات جديدة لتراثنا الروحي....قلنا لهم اصرخوا....وبعضهم لم يُشعل شمعة واحدة في ليل المهجرين....الموصل يا سركون وغداً سترى قوافل الهاربين
الصارخين...لماذا...لماذا... لماذا...؟ّ!!!!!
التوقيع
اسحق قومي
ألمانيا
23/10/2008م



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل تلد الأفاعي غير الأفاعي...؟!!!!
- يا دمكم أغلى القرابين...
- ولأنني المجنون رحتُ أحطبُ....
- حينَ يصير الوطن قصائد عشق
- دير مار متّى
- سالي
- عفواً شهرزاد لستُ شهريار
- إدلب تُغني قبل الشعراء
- حين يسقطُ النيزك....في رثاء الشاعر الفلسطيني الكبير محمود در ...
- مواسمُ الغبار ليست للبوح
- رسائل عشق إلى الجزيرة السورية
- ليست ملكاً لأحد
- جزء من الفكر الفلسفي لبلاد مابين النهرين
- ملوك الخرافة..أُمي أجملُكمْ
- باسم فرات..شاعرٌ مسكون بمفردة العشق المعربش على حدائق بابل
- قبلَ أن يأتي خريفي
- القيم الروحية والقيم المادية
- الشاعر والعرافة والقدر
- المسافر رجوعاً
- أَأنتِ المستحيلْ.....تراتيل فصول التكونْ....؟!!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - رسالة مستعجلة إلى الشاعر الآشوري الراحل سركون بولص