أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال















المزيد.....

الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رايت امس الخميس ١٦ تشرين برنامجا تليفيزيونيا يسمى المنتدى الديمقراطي اوحى لي هذا المقال. والبرنامج يبحث عادة اخر تطورات الوضع في العراق. وكان الموضوع الهام الذي جلب انتباهي موضوع الاتفاقية الامنية الذي يشغل اليوم بال كل انسان عراقي. جاءت في هذه الندوة امور لا ادري ان كانت تبعث على الضحك ام على البكاء.
والسؤال الهام الذي دار النقاش حوله هل من مصلحة العراق التوقيع على الاتفاقية ام لا. قبل كل شيء كان جو الندوة يوحي بان المالكي تاب الى الشعب العراقي وتحول من عميل جلب الاحتلال الاميركي وايده وسانده وطالب مجلس الامن ببقائه الى شخص وطني قال ان العراق لا يقبل القسمة على اثنين او ثلاثة او اربعة. ولذلك علينا ان نسانده ونمشي وراءه في هذا الوضع الخطير. ان المالكي كان اللولب في مصادقة ما يسمى البرلمان العراقي على قانون بريمر للاقاليم الموثق في الدستور السيء الصيت. والان غير اسم الاتفاقية من اتفاقية طويلة الامد الى اتفاقية مؤقتة. اليس من المنطق ان المالكي يقصد ان العراق لا يقبل القسمة عل اثنين بل يقبل القسمة على سبعة او ١٨ او اكثر؟ يجري الحديث الان عن اقليم كركوكستان والمطالبة باقليم تركمانيان وربما موصلستان وفيليبايجان وشبكستان. ولا شك ان هذه الاقاليم تبقى عراقا لا يقبل القسمة اذ يصبح العراق الولايات العراقية المتحدة تيمنا بالمحتل الذي حرر العراق من دكتاتورية صدام الذي خلقه ويقوم في حالة توقيع الاتفاقية بحماية العراق من الاحتلال الايراني؟ في هذه الحالة سيصبح العراق اكثر موحدا وغير قابل للقسمة على اثنين او ثلاثة او اربعة. وكل الذين ايدوا الاقاليم والفدرالية يقولون ان ذلك لا يقسم العراق بل يقويه ويوحده.
وتقمص احدهم شخصية انسان من سوق الشيوخ يتساءل ما الذي يحدث اذا خرج المحتل الاميركي ونفذ احمدي نجاد قوله بانه سيسد الفراغ اذا خرج المحتل اي احتلال العراق؟ ولا ادري لماذا اختار ان يتقمص شخصية من سوق الشيوخ. هل يعني هذا ان الانسان من سوق الشيوخ جاهل بامور العراق ولا يعرف معنى الاحتلال ولا يشعر بمصائبه؟ ام ان المواطن من سوق الشيوخ اكثر وعيا من اخيه في بغداد او اربيل او الموصل او العمارة؟ اليس من الضروري اذن ان يوافق العراق على توقيع الاتفاقية الامنية لكي يتحاشى الاحتلال الايراني؟ ولكن الكل بما في ذلك الانسان من سوق الشيوخ يعترفون ان ايران قد احتلت العراق فعلا احتلالا عسكريا واقتصاديا وسياسيا وبرلمانيا وحكوميا. ومن المعروف ان الاحتلالين يتفاوضان علنا وتحت اشراف حكومة المالكي في بغداد على اقتسام الغنيمة. واحتلال العراق لم يكن ممكنا لولا مساعدة ايران واحتلال ايران لم يكن ممكنا لولا الاحتلال الاميركي. فلماذا يخاف الشعب العراقي من احتلال العراق بعد خروج المحتل الاميركي اذا كان احتلال ايران واقعا يعرفه كل عراقي؟
وبين احد ضيوف البرنامج وهو اخصائي في القانون انه هو والمنطق يدعو العراق الى عدم التوقيع على الاتفاقية. ولكن البشرية حسب اعتقاده تعيش اليوم في عالم اللامنطق وعلينا ان نتلمس الواقع وننسجم مع عالم اللامنطق هذا ونوافق على لا منطق توقيع الاتفاقية. اليس هذا هو اللامنطق السليم؟ فكوننا نعيش عالم اللامنطق علينا عن نتخلى عن المنطق ونوافق على اللامنطق.
واخيرا توصل منظم الندوة الى ان الندوة صوتت باغلبية صوتين موافقين على ان توقيع الاتفاقية هو في صالح الشعب العراقي ضد صوت واحد ضده ولم يدخل صوته في الموضوع لانه صوت محايد لا يدخل في النقاش.
يعترف كل الحاضرين والمشتركين في الندوة بمن فيهم منظم الندوة بوجود الاحتلال الاميركي وبالمصائب التي جلبها هذا الاحتلال على العراق وعلى الشعب العراقي. ومع ذلك يفكر بعضهم بان هذا الاحتلال الذي دمر الشخصية العراقية والدولة العراقية والشعب العراقي والجيش العراقي يهمه ان يحمي العراق من الاحتلال الايراني او ان يحمي الحدود التي فتحها على مصراعيها لكل داخل. فهل يعني هذا ان الاحتلال الاميركي ليس احتلالا وان الاحتلال الايراني القائم حاليا في العراق بفضل الاحتلال الاميركي يشكل خطرا اكبر على العراق؟ حقا اننا نعيش في عالم اللامنطق.
وقد يكون من الاسباب التي تدعوهم الى الموافقة على توقيع الاتفاقية ما صرح به رئيس الجمهورية العراقية بان عدم التوقيع على الاتفاقية سيبقي الاموال العراقية المجمدة. وهذا اللامنطق يعني ان تحرير الاموال العراقية المجمدة اذا افلحت الاتفاقية في تحريرها وهي ٨٥ مليار دولار تجعل من المنطق شرعنة وجود الاحتلال الاميركي في العراق ومنحه كافة ثروات العراق النفطية وغير النفطية وهي تفوق مبلغ الاموال المجمدة مئات المرات. فاللامنطق يجعل العراق يضحي بجميع ثروات العراق وبحرية واستقلال العراق من اجل تحرير الاموال المجمدة التي ستبقى مجمدة حتى لو وقع العراقيون على الاتفاقية بعشر اصابعهم.
ارجو ان يسمح لي القراء الاعزاء ومنظم الندوة بان اتمرد على عالم اللامنطق ولو لحظة واحدة واناقش الموضوع وفقا لعالم المنطق.
الولايات المتحدة احتلت العراق وفقا لمخطط طويل الامد يعمل على احتلال العالم كله ولم يكن حكم صدام او الاكاذيب التي جاءت بها الولايات المتحدة لتبرر الاحتلال سببا حقيقيا للاحتلال. وجاء الاحتلال ليبقى في العراق مائة عام او اكثر حسب تصريحات احد المرشحين للرئاسة بعد بوش. والاتفاقية حتى بشكلها الظاهري المعلن تنص على بقاء الاحتلال وبقاء قواعده التي انشأها بمليارات الدولارات خلال سني الاحتلال الخمس ونصف الماضية وليس بعيدا يوم انتقال السفارة الاميركية الى اكبر سفارة اميركية في العالم كله وهي قاعدة عسكرية لا تقل خطرا عن سائر القواعد العسكرية. وان كافة الذين تناوبوا على دست الحكم في العراق خلال فترة الاحتلال هم عملاء شجعوا المحتلين وعملوا كبيادق يحركها الاحتلال لا حول لها ولا قوة الا بالاحتلال نفسه. الكل يعترف بهذا بمن فيهم منظم الندوة وضيوفه. فمن الذي سيجبر المحتلين على الخروج من العراق؟ هل المالكي بعد ان طالب مجلس الامن بتمديد شرعية الاحتلال سيقوم بطرد المحتلين؟ ان عالم اللا منطق قد يقبل مثل هذا الاحتمال ولكن عالم المنطق يتوصل الى احتمال اخر.
لم يحدث في التاريخ البشري ان احتلالا تخلى عن الاحتلال عن قناعة او عن تانيب ضمير او عن طريق المفاوضات او الاتفاقيات. ان التاريخ يشهد بان المحتل لا يمكن ان يخرج الا ركلا باقدام الشعب المحتل. فمقاومة المحتلين هي القوة الوحيدة التي تستطيع ان تحرر بلدا محتلا. ولا يشذ العراق عن هذا المبدأ التاريخي. وان عالم اللامنطق الذي نعيشه لا يغير من ذلك شيئا ولا يجعل اكبر وابشع محتل في التاريخ يغادر العراق عن طريق اتفاقية او عن طريق الاقناع والمفاوضات.
لا اعرف كثيرا عن مقاومة الشعب العراقي للمحتلين ولكن ضيوف المنتدى الديمقراطي انفسهم يتحدثون كثيرا عن مقاومة الشعب العراقي للاحتلال منذ اليوم الاول له في العراق. ولا اريد مناقشة الذين ينكرون وجود المقاومة العراقية الحقيقية ضد الاحتلال ويصفون كل هجوم ضد المحتلين بالارهاب. فلنقل ان الشعب العراقي لم يقاوم الاحتلال حتى الان. ولكن هل يتصور احد ان الاحتلال سيخرج من العراق بدون مقاومة؟ هل سيخرج المحتل بمجرد ان يقول له احد عملائه اخرج؟ ان من يتصور ذلك هو حقا يعيش عالم اللامنطق. اذا لم توجد المقاومة حتى الان فهل يعني هذا ان المقاومة غير ضرورية؟
يقول منكرو وجود المقاومة انهم يؤيدون المقاومة ولكنهم يتساءلون اين المقاومة ومن هي؟ واقول لهؤلاء نفترض عدم وجود المقاومة وانكم بؤيدون ان تحرر بلادكم لا يتم الا عن طريق المقاومة فلماذا لا تبادرون انتم بالمقاومة وتكونون انتم المقاومة وقدوة لسائر ابناء الشعب العراقي؟
ورد في الحديث عن الاتفاقية ان الاتقاقية تتضمن مادة بان المحتلين الاميركان يحمون العراق من التدخل الخارجي. وهذه المادة اذا وجدت في الاتفاقية فانها تعني نفس المعنى الذي يزعم ان الاحتلال سيحمي العراق من الاحتلال الايراني. فما هو الاحتلال الاميركي اذن؟ هل هو تدخل داخلي؟ الاحتلال هو افظع وابشع تدخل خارجي عرفه تاريخ العراق فكيف يحمي العراق من تدخل خارجي؟ ان عالم اللامنطق وحده يمكن ان يصدق ذلك.
ان المقاومة هي السلاح الوحيد الذي يستطيع ان لم يكن اليوم فغدا تحرير العراق من المحتل الاميركي. وطالما لم توجد المقاومة القوية والمنظمة ذات القيادة المحنكة فلا خروج للاحتلال الاميركي ولا الاحتلال الايراني. واذا افلحت المقاومة في طرد المحتلين الاميركيين فهذا يعني انها تحوز قوة وجيشا عظيما يستطيع حماية العراق من اي احتلال. والكل يعترف ان العراق يعاني اليوم من احتلالين وليس احتلالا واحدا. وان الاحتلال الايراني اصبح واقعا بفضل الاحتلال الاميركي. فكيف يقوم الاحتلال الاميركي بحماية العراق من الاحتلال الايراني؟ ان الواقع المنطقي يقول ان المقاومة التي تنجح في طرد الاحتلال الاميركي بامكانها ايضا ان تطرد الاحتلال الايراني وليس الاحتلال الاميركي هو القادر على حماية العراق من الاحتلال الايراني.
ان السؤال الساذج الذي يضعه مواطن سوق الشيوخ يدل على ان هذا المواطن غارق حتى ذقنه في عالم اللامنطق. فهو يتصور ان الاحتلال سيخرج من تلقاء نفسه ويترك فراغا لدى خروجه يستطيع احمدي نجاد ان يملاه. وهذا هو اللامنطق بعينه.
اتمنى ان ينجح منظم الندوة في برنامج المنتدى الديمقراطي مواصلة العيش في عالم اللامنطق لاقناع ضيوفه في المستقبل ايضا بضرورة الموافقة على لا منطق التوقيع على الاتفاقية الامنية المؤقتة الابدية لمصلحة الشعب العراقي.





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الانهيار المالي الحالي نهاية الراسمالية؟
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 2-2
- ماركسية لينينية ام ماركسية لينينية ماوية؟ 1-2
- الارباح الحقيقية والارباح الوهمية للطبقة الراسمالية
- دور المثقفين في نضال الطبقة العاملة وفي قيادتها 2-2
- دور المثقفين في نشأة الطبقة العاملة وفي قيادتها 1-2
- شرح مبسط لقانون فائض القيمة
- لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟
- اقتصاد المعرفة وتقييم عمل المثقفين واختصاصيين بموجب قانون ال ...
- رسالة الى عزيزي الاخ سليم امامي
- ملاحظات حول كتاب مقالات لينين
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (8) أخيرة
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (7)
- لماذا يجب ان تتحقق الثورة البرجوازية قبل الثورة الاشتركية؟
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (6)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (5)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (4)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (3)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (2)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (1)


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - الاحتلال يحمي العراق من الاحتلال