أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسقيل قوجمان - لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟















المزيد.....

لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 2391 - 2008 / 9 / 1 - 08:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ارسل لي قارئ عزيز رسالة جاء فيها السؤال التالي: لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة من مراحل تطور الراسمالية؟ (اعتذر للقارئ ولسائر القراء عن عدم اقتباس العبارة من نصها وذلك لاني اضطررت الى تغيير الحاسب مما افقدني الرسالة الاصلية).
ان مفهوم المرحلة في المجتمع يعني فترة لها بدايتها ولها نهايتها ولها خواصها او قوانينها ولذا نجد ان الماركسية حددت مراحل تطور المجتمع البشرية بعدد ضئيل من المراحل كما هو معروف. وكل مرحلة من هذه المراحل لها قوانينها وبدايتها ونهايتها. فكانت المرحلة الاولى مرحلة المشاعية البدائية. بدأت هذه المرحلة منذ انفصال الانسان عن المملكة الحيوانية. وفي هذه المرحلة كانت ملكية ادوات الانتاج والانتاج ملكية اجتماعية لم ينقسم المجتمع فيها بعد الى مجموعة تمتلك ادوات الانتاج والانتاج ومجموعة تقوم بعملية الانتاج ولا تمتلك الانتاج وانما تعيش على ما تحصل عليه من الانتاج الذي انتجته من مالك الانتاج الذي يستولي عليه. وانتهت هذه المرحلة حين تحول المجتمع الانساني الى مرحلة جديدة هي مرحلة العبودية. ومنذ هذا التحول اصبحت كافة المجتمعات مجتمعات طبقية اي مجتمعات تستولي فيها على ادوات الانتاج طبقة معينة وتعمل على الانتاج طبقات اخرى. وما زال هذا الوضع قائما حتى يومنا هذا باستثناء الفترة القصيرة جدا التي عاشها المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي.
كان الشكل الاول من المجتمعات الطبقية مجتمعا كان فيه الانسان اداة الانتاج الرئيسية وكانت الطبقة المالكة هي الطبقة التي تمتلك اداة الانتاج الرئيسية التي هي الانسان نفسه. كان الشكل الاول من الانتاج الاجتماعي الطبقي مجتمعا عبوديا يكون الانسان فيه عبدا يمتلكه مالكه ويتصرف به كيفما يشاء. فعلى العبد ان يعمل لقاء ما يتفضل عليه مالكه من طعام ومسكن ومن حق مالك العبد ان يمتلك ما ينتجه العبد كاملا بدون ان يكون للعبد اي حق فيما انتج. سميت هذه مرحلة من مراحل تطور البشرية المرحلة العبودية. ولم يكن العبد انسانا في عرف الطبقات الحاكمة بل كان حيوانا ناطقا لا فرق بينه وبين الثور سوى انه يتكلم. وما زال اثر ذلك حين كنا ندرس الاجتماع في مدارسنا فنعرف الانسان حيوانا ناطقا. وفي تلك المرحلة بنيت الاثار العظيمة في جميع البلدان كالجنائن المعلقة في بابل والاهرام في مصر على سبيل المثال.
وكان الشكل الثاني من المجتمعات الطبقية مجتمعا كانت فيه الارض اداة الانتاج الرئيسية. كانت الطبقة المالكة في هذا المجتمع تمتلك الارض وما فيها. وكان على الانسان العامل ان يحصل على ما يزرع فيه ويعيش عليه ولم يكن له طريق للحصول على الارض الا من مالك الارض. فكان على الانسان العامل ان يحصل على ارض يزرعها من صاحب الارض. وقد اختلفت العلاقة بين الانسان العامل وبين صاحب الارض باختلاف شروط حصول الفلاح على ارض يزرعها فكان صاحب الارض يفرض شروطه على الانسان العامل لقاء اعطائه حق استعمال الارض التي يمنحه اياها لزراعتها. فيفرض عليه ان يعمل هو وعائلته اياما من كل اسبوع في ارضه الخاصة وان تعمل العائلة كلها في خدمة قصر صاحب الارض وكان صاحب الارض يستولي على جزء كبير من انتاج الفلاح نفسه لقاء السماح له باستخدام ارضه وهذا ما سمي بمرحلة الاقطاع. فمالك الارض كان اقطاعيا يمتلك مساحة كبيرة من الارض هي اقطاعيته وكان الفلاح قنا يعمل في جزء من الارض بصورة خاصة لعائلته ويعمل لقاء ذلك بما يأمره الاقطاعي من الاعمال الزراعية في ارضه وغير الزراعية كاعمال السخرة واعمال الخدمة في بيت الاقطاعي. ان الصفة الاساسية في هذه المرحلة، المرحلة الاقطاعية، هي ان الارض كانت اداة الانتاج الرئيسية.
انتهت المرحلة الاقطاعية بنشوء نظام جديد كانت اداة الانتاج فيه هي اادوات الانتاج التي يمتلكها صاحبها ويستخدم فيها عمالا اجراء سميت المرحلة الراسمالية لان الطبقة الحاكمة فيها كانت طبقة اصحاب الراسمال الذين يمتلكون ادوات الانتاج الاجتماعية. ولكن المرحلة الراسمالية شاهدت تطورا في الفئة الراسمالية التي تسيطر على الانتاج. ففي البداية نشأت الراسمالية بشكلها التجاري الرئيسي. وفي هذه المرحلة كان الراسمالي تاجرا يستخدم الفلاحين والحرفيين بان يزودهم بالمواد الخام لكي يعملوا في بيوتهم وبادواتهم البدائية ويأخذ انتاجهم لكي يتاجر به في المدينة وفي انحاء البلد المعين. سميت هذه المرحلة من مراحل التطور الراسمالي مرحلة المانيفكتورا وقد نشأت عموما في فترات الحكم الاقطاعي. لم يصبح العاملون في المانيفكتورا عمالا حقيقيين اي بروليتاريا اذ كانت لهم ادوات انتاجهم البدائية وكان الانتاج جزءا من عملهم حيث كانوا يعملون جزئيا في الزراعة وتربية الدواجن اضافة الى عملهم الانتاجي للتاجر. كان الاقطاع يفرض على هؤلاء التجار ضرائب عند مرورهم في اراضيه مما اعاق حرية تنقل التجار بتجارتهم من مكان الى اخر. ولكن تطور الانتاج ونشوء وسائل انتاج جديدة وانتهاء المرحلة الاقطاعية بتحول الطبقة الراسمالية الى طبقة حاكمة غير من شكل الانتاج المانيفكتوري واصبح بامكان الراسمالي ان يحوز على مصنع او معمل وعلى ادوات انتاج متطورة. وتحول العامل الى عامل حقيقي، عامل بروليتاري لا يمتلك سوى قوة عمله يبيعها للراسمالي طلبا للعيش. اصبح الانسان العامل في هذه المرحلة انسانا حرا بمعنيين هما انه يمتلك قوة عمله ولا يشاركه فيها احد وانه حر من امتلاك اي شيء غير قوة عمله. فهو لا يمتلك غير قوة عمله التي لا يستطيع استعمالها الا بالوصول الى ادوات انتاج لا يمتلكها. اصبح عليه ان يجد وسيلة للاتصال بادوات الانتاج لكي يكسب عيشه او يموت جوعا.
في هذه المرحلة من مراحل النظام الراسمالي كان الراسماليون الصناعيون هم الفئة الراسمالية التي تفرض سلطتها على سائر الفئات الراسمالية وكان الراسمال التجاري والراسمال المالي راسمالا مساعدا للراسمال الصناعي. في هذه المرحلة عاش كارل ماركس ودرس المجتمع القائم واكتشف قوانينه. فكانت الماركسية ماركسية المجتمع الراسمالي الصناعي وهي مرحلة من مراحل الراسمالية.
وتطور المجتمع تطورا هائلا في فترة الثورة الصناعية وسيادة الراسمال الصناعي وتطورت السوق العالمية واخذت الدول الراسمالية الكبرى تستولي على المستعمرات في ارجاء العالم لتنهب ثرواتها وتروج بضائعها الصناعية فيها. وقد انتشرت في هذه الفترة القرصنة ودمرت الدول الصناعية كافة الحضارات السائدة في مستعمراتها وحولت سكان القارة السوداء الى سلعة تباع وتشترى.
في هذه الفترة من فترات التطور الراسمالي تعاظمت سلطة الراسمال المالي. فبينما كانت المصارف ادوات مساعدة تزود الراسمال الصناعي بالاموال لقاء ارباح اخذت تسيطر على الشركات الصناعية عن طريق شراء اسهم هذه الشركات مما ادى في النهاية الى سيطرة الراسمال المالي على الراسمال الصناعي واصبحت الفئة المالية من الطبقة الراسمالية هي الطبقة السائدة في المجتمع الراسمالي. تميز المجتمع الراسمالي في هذه الفترة بميزات لم تكن قائمة في فترة سيادة الراسمالية الصناعية. وكان على لينين ان يكتشف قوانين هذه الراسمالية التي اسمت نفسها الراسمالية الامبريالية.
كان من اهم ميزات المرحلة الامبريالية اتمام اقتسام العالم بين الدول الراسمالية. فبينما كانت الدول الصناعية تكتشف وتستولي على مناطق جديدة تستعمرها اصبح متعذرا على اية دولة صناعية ان تستولي على المزيد من المستعمرات الا عن طريق اغتصابها من دولة استعمارية اخرى. كانت الامبراطورية البريطانية هي الدولة التي لا تغيب الشمس عن علمها اي الدولة المسيطرة على اغلب البلدان المستعمرة في العالم ولكن الدول الصناعية الاخرى كانت تتطور وتحتاج الى مستعمرات جديدة لاستغلالها ولنهب ثرواتها. لذا اصبحت الحروب العالمية الهادفة الى اعادة اقتسام العالم حروبا حتمية.
وبينما كانت الصفة الغالبة في الفترة الصناعية اغراق اسواق المستعمرات بالمنتجات الصناعية الرخيصة المنافسة للصناعات الحرفية البدائية السائدة في هذه المستعمرات اصبح تصدير الاموال صفة اساسية في هذه المرحلة. وتصدير الاموال يعني ان الدولة تصدر اموالها لانشاء مصانع انتاجية واسعة النطاق في المستعمرات مستغلة الايدي العاملة الرخيصة فيها والمواد الاولية البخسة بدون حاجة الى نقلها الى الدولة الاستعمارية او المتروبول من اجل صناعتها.
كان على لينين ان يدرس هذه المرحلة الجديدة من مراحل تطور الراسمالية، المرحلة الامبريالية، واكتشاف قوانينها الجديدة مثل امكانية قيام الثورة البروليتارية في بلد واحد وبناء الاشتراكية فيها رغم الاحاطة الراسمالية وسائر قوانين المرحلة الامبريالية. وقد كانت ثورة اكتوبر وبناء اول مجتمع اشتراكي في تاريخ البشرية نتيجة للاستفادة من هذه القوانين الجديدة التي طرأت على المجتمع الراسمالي.
كان تطور الاتحاد السوفييتي يبشر العالم بعالم جديد ينتفي فيه استغلال الانسان للانسان ولكن خيانة القيادة المنحرفة في الحزب البلشفي واستيلاءها على الدولة واعادة الراسمالية الى الاتحاد السوفييتي حرمت العالم من هذا التطور واوقعت العالم في مستنقع امبريالي من جديد تزعمته هذه المرة الامبريالية الاميركية التي تعاظمت قوتها الانتاجية والعسكرية خلال الحرب العالمية الثانية بحيث اصبحت الدولة الامبريالية المسيطرة. واصبح العالم اليوم يعيش عالم العولمة. فما هي معالم العولمة؟ وهل تعني العولمة تغيرا في القوانين والصفات الامبريالية للمجتمع الراسمالي بحيث تشكل مرحلة جديدة؟
ما هي الميزات الاساسية للمرحلة الامبريالية؟ اولا محاولة اعادة اقتسام العالم الذي تم اقتسامه بين الدول الامبريالية. كانت الامبراطورية البريطانية اول دولة استولت على اغلبية العالم. ولكنها استولت على بلدان لم تكن مكتشفة سابقا في عصر الراسمالية التنافسية وحولتها الى مستعمرات وقد اكتمل اقتسام العالم في اول المرحلة الامبريالية. ولكن الدول الراسمالية النامية والمتطورة بسرع مختلفة تحتاج الى اسواق ومستعمرات لا تستطيع الحصول عليها الا باستلابها من الدول الامبريالية الاخرى. وهذا ما جعل الحروب العالمية حروبا حتمية راينا منها الحرب العالمية الاولى حيث حاولت المانيا وحليفاتها استلاب جزء او كل المستعمرات البريطانية والفرنسية. وبعد الحرب العالمية نشأت المانيا النازية واستولت على اوروبا كلها في طموحها للاستيلاء على العالم. فراينا الحرب العالمية الثانية. وكان من نتائج الحرب العالمية الثانية ان اصبحت الولايات المتحدة الدولة الامبريالية العظمى التي تريد الاستيلاء على العالم. فهي تحاول تحقيق ما عجز النظام النازي عن تحقيقه. وقد ادى انهيار الاتحاد السوفييتي الى خلق الفرصة للولايات المتحدة بان تصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم. واصبحت الحرب العالمية من جديد حتمية كما كان الوضع قبل الحربين العالميتين الاوليين. وها نحن نعيش السنة السادسة من الحرب العالمية الثالثة بدون ان نشعر بوجود حرب عالمية. ولكن بوش اعلن في يوم الهجوم على العمارتين التوأمين والبنتاغون انه اعلن حربا عالمية على الارهاب.
اختلفت طبيعة الحرب العالمية الثالثة عن الحربين السابقتين لانها بدأت كحرب على الارهاب. والارهاب ليس عدوا ظاهرا له جيوشه الجرارة واسلحته المدمرة لمحاربته حربا جبهوية كما كان الحال في الحربين السابقتين وانما هو عدو خيالي موهوم لا جيش له ولا كيان عسكري له بل ليس له حتى تعريف محدد. ولذلك لم نشعر بعد بوجود هذه الحرب الثالثة رغم مرور ست سنوات على اعلانها.
فالحرب العالمية وحتميتها من ميزات المرحلة الامبريالية وليست ظاهرة جديدة خاصة بالولايات المتحدة الاميركية. ولذلك لا يمكن اعتبارها مرحلة جديدة.
ومن صفات المرحلة الامبريالية محاولة الدولة الكبرى اغتصاب مصالح واسواق الدول الامبريالية الاخرى. وما جرى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية هو بالضبط تحقيق لهذه الظاهرة. فقد استولت الولايات المتحدة على مستعمرات حليفتيها بريطانيا وفرنسا تسديدا للقروض التي منحتها اياها اثناء الحرب وبعدها. وكذلك استولت على مستعمرات واسواق الدول الخاسرة في الحرب المانيا واليابان وايطاليا. بل ان هذه الدول اصبحت هي نفسها شبه مستعمرات للولايات المتحدة. وهذه الظاهرة هي الاخرى احدى ظواهر المرحلة الامبريالية ولا يمكن اعتبارها مرحلة جديدة.
واحدى الميزات الكبرى للمرحلة الامبريالية هي تصدير رؤوس الاموال. وبصدير رؤوس الاموال قائم بافظع اشكاله اليوم في نشاط البنكين العالميين. فقد اصبح العالم كله مدينا لهذين البنكين واصبح هذان البنكان متسلطان على سياسة الدول المدينة يفرضان عليها شروطهما القاسية التي تدمر اقتصادها وهو ما نراه واضحا في ارجاء العالم التي تقترض الاموال من هذين البنكين الاميركيين وغيرهما. وظاهرة تصدير رؤوس الاموال لا تقتصر على منح القروض بل تشمل كذلك استخدام رؤوس الاموال في البلدان المستعمرة مستغلة الايدي العاملة الرخيصة والمواد الخام الرخيصة في هذه البلدان. وقد اصبحت هذه الظاهرة شديدة الظهور نتيجة تطور الثورة التكنولوجية فاصبحت هذه المستعمرات واشباه المستعمرات مراكز لانتاج هذه السلع الدقيقة واغراق اسواق الدول الامبريالية نفسها بهذه المواد. وهذه احدى مظاهر المرحلة الامبريالية ولا يمكن اعتبارها مرحلة جديدة.
واحد مظاهر العولمة الرئيسية هي ظاهرة الخصخصة. فان الاستيلاء على الانتاج في الدول المستعمرة وشبه المستعمرة لم يعد كافيا لتلبية اطماع الشركات الامبريالية الكبرى ولهذا نشات في السنوات الاخيرة ظاهرة الخصخصة. فما هي حقيقة هذه الظاهرة؟ ان الخصخصة هي عبارة عن تحويل المشاريع الاقتصادية التي ما زالت ملكية الدولة وتحت ادارتها الى مشاريع خاصة. وهذا يعني تحويل مشاريع الدولة او ما يسمى راسمالية الدولة او القطاع العام الى مشاريع تشتريها الشركات الاميركية باثمان دون اثمانها الحقيقية لتصبح مشاريع امبريالية تدر الارباح للشركات الامبريالية الكبرى. ولم تقتصر عملية الخصخصة على الدول المستعمرة وشبه المستعمرة بل شملت الدول الامبريالية ذاتها. فقد شاهدنا في بريطانيا تحويل مشاريع الدولة الى مشاريع خاصة ليس انتاج الحديد والفحم وحسب بل البريد والسكك الحديدية وقطارات الانفاق وخدمات الباصات والكهرباء وحتى الماء. ففي الظاهر تبدو هذه الدول الامبريالية حلفاء للدولة الكبرى كما نرى الحلف الاطلسي وبريطانيا مثلا ولكن هذه الدول اصبحت اقتصاديا وحتى عسكريا وسياسيا دولا تابعة للولايات المتحدة الاميركية. ولكن هذا الوضع لا يمكن ان يدوم طويلا لان هذه الدول دول امبريالية وهي دول تحتاج الى حصصها ومناطق نفوذها في المستعمرات واشباه المستعمرات. ولذلك فان خضوعها للسيطرة الاميركية لا يمكن ان يكون خضوعا دائما ولابد ان يتحول عاجلا ام اجلا الى تصادم مع الدولة الامبريالية الكبرى والى تحول الحرب بينها من حرب متسترة تحت غطاء المؤتمرات والمفاوضات والاتفاقات الى حرب عسكرية تهدف الى اعادة تقسيم العالم.
فالعولمة اذن ليست سياسة جديدة وانما هي السياسة الامبريالة القديمة مع ما حتمه تطور الراسمالية الامبريالية من تفاقم لهذه الظواهر القديمة. فالعالم ما زال مقسما بين الدول الامبريالية وتطور هذه الدول يحتم الصراع من اجل اعادة اقتسامه. وما زالت سيادة النظام الراسمالي بيد الراسمال المالي وتفاقم ذلك الى درجة ان قروض الولايات المتحدة اليوم بلغت عشرة تريليونات وما زال العالم كله يخضع لسيطرة البنكين العالميين غارقا في القروض الى اذنيه وعملية الخصخصة قائمة على قدم وساق لكي تحول كل ما تبقى من مشاريع الدول الى مشاريع خاصة يسيطر عليها الراسمال المالي.
ومن الناحية الثانية مازال شعار الطبقة العاملة هو نفس شعار الاطاحة بالنظام الراسمالي واقامة النظام الاشتراكي او حركات التحرر الوطني كخطوة في طريق تحقيق الشعار الاستراتيجي في الاطاحة بالنظام الراسمالي وتحقيق الاشتراكية. وترفع الحركات الماركسية الحقيقية في العالم اليوم شعار تاسيس اممية مماثلة للاممية الشيوعية وتعمل على تحقيقها.
ولذلك لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة جديدة من مراحل تطور الراسمالية.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد المعرفة وتقييم عمل المثقفين واختصاصيين بموجب قانون ال ...
- رسالة الى عزيزي الاخ سليم امامي
- ملاحظات حول كتاب مقالات لينين
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (8) أخيرة
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (7)
- لماذا يجب ان تتحقق الثورة البرجوازية قبل الثورة الاشتركية؟
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (6)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (5)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (4)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (3)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (2)
- حوار مع الاخ فؤاد نمري (1)
- مقاومة الاحتلال ضرورة حتمية وحتمية تاريخية
- ربع قرن على مجزرة بشتأشان
- التقدم نحو الماضي
- هل سياسة تدمير العراق سياسة بوش ام الامبريالية الاميركية؟
- هل كان هناك عمل بالقطعة في الاتحاد السوفييتي؟
- هل النسبية مثالية برجوازية رجعية ام مادية اشتراكية تقدمية؟
- موقف العلماء السوفييت من النسبية
- اسئلة مفتوحة الى الاخ رزكار عقراوي


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسقيل قوجمان - لماذا لا يمكن اعتبار العولمة مرحلة تاريخية؟