أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - الحصاد المُر وثمار التهدئة















المزيد.....

الحصاد المُر وثمار التهدئة


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 01:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

في القول المأثور والتجربة التاريخية المعلومة سياسيا ودينيا وأخلاقيا,أن اليهود لا يحترمون لا المواثيق ولا العهود, حتى درج المثل القائل"كُل عند اليهودي ونام عند المسيحي" وهذا ليس انتقاصا من كرم المسيحي بقدر ماهو تحذيرا راسخا من الغدر اليهودي, فصمته مخطط غدر كما سلوكه تماما,فما تفرد يهوديان بمسلم إلا وفكرا في قتله, فما بالنا أن نطمأن لهم بالنوم وإغماض عيوننا, وننشغل بحرف فوهة بنادقنا إلى صدورنا, وكي لا يقال هذا الرجل إرهابي متطرف بالمفهوم الصهيو_أمريكي للإرهاب والتطرف رغم فخري بشرف اتهامهم, خاصة في هذا الزمن وسقوط الأيدلوجيات والثوابت على عتبات بريق السلطة والكرسي السياسي, ليطوي البعض صفحة تهمة التطرف بان لاعداء ولا مشكلة لنا مع اليهود كديانة,ونحن في زمن اللاغرابة, فذاك مسلم يعولم حديثه, وهذا علماني بأسلم حديثه, والكل في السياسة سواسية, فهؤلاء يستثمرون مسار التسوية للإجهاز على ماتبقى من حلم الدولة, وهم يستثمرون مسار التهدئة لجعل من بداخل الوعاء"غزة" في درجة الغليان والانفجار, ومن ثم الإجهاز على الجميع مهما اظهر قادة اليمين والوسط واليسار الود لمن انتزعوا مفهوم الود من برتوكولاتهم, والطامة الكبرى أن التهدئة أصبحت كالمثل الدارج"مصائب قوم عند قوم فوائد",ولا غرابة في حرصنا على الدم اليهودي أكثر من حرصنا على الدم الفلسطيني, وسهرنا على حماية امن الكيان الصهيوني المسخ أكثر من تطلعنا لوطن ينهار وتضحيات شهداء تنتهك, وقد أصبحت العلمانية السياسية أيدلوجيا و شعارا للجميع خشية التهمة بالإرهاب والتطرف , وحفاظا على لعنة السلطة الزائفة الزائلة, نطرب لمجرد إطراء من أباطرة الصهيونية ونرحب بما انعموا علينا من تصريحات, لها بريق ثبات السلطة ولعنة ماخلف الكواليس من إرهاب صهيوني قادم لن يبقي ولن يذر سلطة ولا وزارة ولا وزير.


فنقول إن العداء للصهيونية رغم أن الصهيونية انبثقت من رحم أيدلوجي سواء يهودي أو أصحاب أيدلوجية العهد القديم أي المتصهينين من غلاة البروتستانتية المسيحية, والتي تعتبر السياسة"الصهيونية" إشارة للعودة الثانية, وما إلى ذلك من خزعبلات زرعها اليهود سواء بشعاراتهم العنصرية ذات الأيدلوجية الدينية, أو تلك التي نسميها أيدلوجية صهيونية سياسية, وان بلغنا الجذور فلا فرق بين صهيوني ويهودي ومتصهين, فجميعهم أعداء لنا وللإنسانية, ولا عهد لهم ولا مكان للأخلاق في أيدلوجياتهم, وسيدفع الجميع آجلا إن لم يكن عاجلا ثمنا باهظا لسقوط أو إسقاط الأيدلوجيات الوطنية لحساب الأيدلوجية الصهيونية من لعنة التسوية إلى لعنة التهدئة.


لقد قيل الكثير في التسوية, وقد اختزلت كل ماقيل ويقال وسيقال, في مقالة هي من أمهات مقالاتي التي تنشر منذ سنين بشكل ربع سنوي دوري وبعناوين مختلفة وجوهر واحد" وهم التسوية السلمية في ظل الثوابت الصهيونية, وفي احد الدوريات" وهم التهدئة...", كل هذا مقابل تحدي أن يطلع علينا عرابي التسوية أو التهدئة ليأتوا لنا بإشارة أو دليل مهما صغر أو كبر, يفيد أن الأهداف الصهيونية تزحزحت ولو قيد أنملة عن مسارها رغم مناوراتها المكشوفة, والتي تجعل من شعاراتنا المهزوزة اهزولة نعزف بها لحن الاستخفاف بوعي الجماهير الحاضرة الغائبة أو المغيبة هنا وهناك تارة بالقمع وأخرى بالإغواء, لنصحوا يوما على واقع أمر من المرارة هو على العتبات, وقد وجهنا اكبر طعنة لوصايا الشهداء بلعنة المقاومة سواء في ثوب التسوية أو ثوب التهدئة, ولن يقف الأمر عند خذلان الجماهير التي لاترضى عن تلك التسوية اللعينة ولا عن تلك التهدئة الألعن, بل وصل الإحباط والخذلان إلى حاضنة الجماهير العربية العريضة وخذلان أحرارها, حيث يقول احدهم" لعن الله تلك السلطة التي دمرت أحلامنا العربية, ونحن نتمزق ونقف عاجزين أمام الانقسام الفلسطيني والسعي في السر والعلانية لإرضاء العدو, سامحكم الله ياشعب فلسطين,لقد سددتم طعنة قاتلة باقتتالكم لاحلامنا العربية,وخذلتم شبابنا قبل شيبتنا, سامحكم الله ورحمة الله على النخوة والشهامة والمقاومة, فأبكاني ذلك العربي المحبط بكاء الرجال, فهنيئا لكم بتسويتكم وتهدئتكم بثمن بخس, وتبقى الكرة في ملعب شعب ثائر تعودنا أن يفجر الثورات ويقلب كل الطاولات في وجه الأعداء الصهاينة ومن والاهم.


لنعود للتهدئة التي قيل فيها أنها نتاج إجماع فصائل الفعل المقاوم على الأرض, وان بها مصلحة لشعبنا المرابط الصامد, الذي ماتوقف عن البذل والجود بالمال والنفس والبنون لكنس الاحتلال, تلك التهدئة إن تجاوزنا الشعار الخبيث, فقد أبرمت بوساطة مصرية ومباركة عربية دولية سواء بالصمت أو الإعلان, كان هدفها الواحد الوحيد والمعلن, وقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار, فهل حقا توقف العدوان عن شعبنا؟؟ وما هو مفهوم العدوان أصلا؟؟ وهل حقا رفع الحصار بموجب اتفاق التهدئة؟؟ هل فتحت المعابر؟؟ هل توقف الاغتيال سواء في غزة أو الضفة ؟؟ ماحدث وما يحدث على العكس تماما, احكم الحصار بشكل مضاعف واستمرت التهدئة, قتل أبناء شعبنا في البر والبحر في غزة قبل الضفة واستمرت التهدئة, التزام بوقف كل أشكال المقاومة بالحديد والنار للتهدئة واعتبار الخروج عن الالتزام خيانة, وقابله عشرات الانتهاكات الصهيونية, قابله موت مئات من مرضانا على مشارف معابر الجحيم, قابله عدم الاكتراث بالإغلاق الشامل, وتفرد البعض بالاغتناء جراء الحصار من نعيم الأنفاق التي جعلت من الأسعار عشرات أضعافها, تهدئة رسخت الانقسام بين شطري الوطن, ومازلنا نتغنى بالتهدئة, لتطل علينا الحقيرة"كونداليزا رايس" وتخلع علينا شهادات الإطراء على موتنا بهدوء, مما استحضر أمامي مقولة الحقيرة" جولدامئير: الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت" ألا لعنة الله على تسوية وتهدئة تدوس بنعال مسارها على اشرف وأنبل مايميز شعبنا"المقاومة" وهي السبيل والثابت والأصل الوحيد لانتزاع حقوقنا, وما دون المقاومة هو فروع كما الفرق بين الاستراتيجيات والمناورة, فالسياسة مناورة والمقاومة إستراتيجية لانتزاع الحقوق, وسكين التهدئة والتسوية هي مؤامرة على المقاومة خاصة إذا ما رصدنا سلوك المحتل الصهيوني, بأنه توقف عن اغتيال أشخاص واستبدل ذلك باغتيال شعب بكامله وسرقة وطن بأرضه ومعالمه, فهنيئا لنا بتهدئتنا وتسويتنا!!! وهنيئا لعدونا بانقسامنا واقتراب الانفجار في غزة حسب مايتغنى به الصهاينة في رصدهم.


خمسة أشهر وباقي على شرف الاتفاق شهر واحد!!!, فطاب للأعداء موتنا بهدوء, ليطلب الحقير وزير الحرب الصهيوني"براك" بكل وقاحة تمديد التهدئة إلى اجل غير مسمى, وبالتالي تمديد الحصار والمجزرة الشاملة إلى اجل غير مسمى, معتقدا ذلك الواهم الحقير أن الأمر في يد سلطة هنا وسلطة هناك, متناسيا الانتفاضة الأولى المباركة وانتفاضة الأقصى المقدسة, ووالذي نفسي بيده إنني أرى انتفاضة تلوح في الأفق لن تستطيع قوة في الأرض إيقافها, لتعيد للشهداء قدسية دربهم, ولذاك العربي بعد الحسرة أمله, وتعيد القضية الفلسطينية التي تتعرض في وضح النهار إلى تصفية شاملة مكانتها على سلم أولويات الاهتمام العالمي بإصرار شعبنا على انتزاع حقه مهما كلفه ذلك من تضحيات, إنها انتفاضة قادمة من نوع آخر ستولد من رحم الإحباط وتفجر الأزمة الداخلية في وجه صانعيها من الصهاينة والأعراب, لتجعل لنا إستراتيجية عملاقة كخيار يتجاوز قزمية إستراتيجية خيار التهدئة والتسوية طالما استمر العدو في غيه وحصاره وعقوباته الجماعية, لان السلطة مهما تم مصادرتها بالحديد والنار فان عودتها لشعب انتصر دائما كفه على المخرز.


وهنا أقول من العار أن يستمر الانقسام بما فيه منفعة للبعض وفئات خاصة ودمار على شعبنا,شعب عظيم رغم كبواته فقد أنتج بمقاومته الشهداء والأسرى والأبطال, عار وكل العار أن نقبل بتمديد تهدئة مذلة دون وقف اغتيال شعب ورفع حصار, لنقول لبراك ببجاحته لطلب تهدئة أبدية كما الموت سحقا لك والمقاومة ستنفجر شاء من شاء وأبى من أبى, وفي لحظة الصفر سترى جماهير تحب الموت كما تحبون الحياة, وغدا لناظره قريب, فما حصدنا من مماطلتكم في التسوية غير التيه وما حصدنا كمن تهدئتكم غير المرار والحصار والدمار والانشطار, وان اعتبرتم التسوية بشكلها الحالي والتهدئة بشكلها الحالي انتصار لكم, فهذه جولة يتلوها جولات فترقبوا أيها الصهاينة والمتصهينين ثورة الشعب الجبار.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقصاء الديمقراطي لتداول السلطة
- إيران في مرمى النيران
- توافق فحوار فاتفاق وطني
- الحوار أولوية شعبية لا حزبية
- أيعقل هذا ياخير امة أخرجت للناس ؟؟؟!!!
- لا حرب دون مصر و لا سلام دون سوريا
- الصهيونية تسبق براك اوباما للبيت الأسود؟؟!!
- ((مابين السطور ... إنهيار وضياع))
- تصريح -يوفال ديسكين- غباء أم إستغباء؟!
- السودان بين مطرقة -دارفور- وسنديان المحكمة الجنائية
- الجماهير العربية وخارجية الكيان الإسرائيلي-You Tube-
- قبلوا ثراها واتبعوا خطاها دلال حورية الشهداء
- ساركوزي ولعبة الأحصنة الأوسطية المتوسطية؟؟!!!
- التهدئة انصهار في زمن الانشطار!!!
- هواجس الفيتو الأمريكي على الحوار الفلسطيني ؟؟!!
- المؤتمر السادس إرادة فتحاوية رغم انف أمريكيا
- مصر والخيارات السياسية الغامضة
- مناورات التهويش العسكري الإسرائيلي والحالة الإيرانية
- هل كانت محاولة اغتيال للرئيس الفرنسي ساركوزي ؟؟؟
- خمس وساطات في الفلك الأمريكي


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - الحصاد المُر وثمار التهدئة