أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....















المزيد.....

هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت جامعة شيكاغو في عقد الستينيات مكاناً لتأسيس(الليبرالية الجديدة)،من خلال أستاذين فيها،هما:ليو شتراوس أستاذ فلسفة السياسة،وميلتون فريدمان أستاذ مادة النظرية الإقتصادية.
قدم شتراوس منظوراً فلسفياً جديداً لليبرالية،حيث أعطى رؤية فكت ارتباط مؤسس الليبرالية جون ستيوارت ميل(ت1873)مع أفكار عصر الأنوار الفرنسي ومع أوغست كونت مؤسس الفلسفة الوضعية المعادية للدين ،ليربط الليبرالية مع إدموند بيرك الفيلسوف الإنكليزي المحافظ الذي قدم كتاباً نقدياً فلسفياً لأفكار الثورة الفرنسية(1789)بعد عام من قيامها،وليقوم بربطها مع فلسفة للسياسة تعود إلى أفلاطون متخطيةً"نفعية"و"أداتية" النظرية السياسية الحديثة ،التي سادت اليمين واليسار خلال القرون الأربعة الماضية،من خلال نيقولو ميكيافللي وتوماس هوبز،داعياً إلى سياسات تعتمد"الهجوم الأخلاقي"،المسلح بالروحانيات والقيم الديموقراطية،ضد الشيوعية،وليس فقط القوة المادية- العسكرية العارية.
من جهته،أعطى فريدمان منظوراً مناقضاً لكل مسار السياسات الإقتصادية الكينزية التي سادت لعقود أربعة بعد أزمة1929على ضفتي الأطلسي،معارضاً أي تدخلية تنظيمية- تخطيطية للدولة،وداعياً إلى الغاء نظام الإحتياط الفيدرالي(تأسس عام1913وزادت سلطته منذ عهد روزفلت بالثلاثينيات)،ومعتبراً أن تصرفات الأفراد في السوق كافية لوحدها لإدارته وتنظيمه وتصحيح مساره الهبوطي ،حيث كان يرى،بخلاف مينارد كينز(1883-1946)،أن الإنكماش الإقتصادي لايكافح عبر تدخلية الدولة والتخطيط والضرائب العالية،وكذلك أن التضخم لايقضى عليه من خلال سياسات الإنكماش النقدي،بل عبر صبِ النقد في السوق"ولوعبر هليوكوبتر"معتبراً إياهما ظاهرة نقدية محضة،مقترحاً حلاً لهما من خلال ترك السوق حراً إلى مداه من خلال حركته الذاتية المحضة،مع خفض الضرائب للحدود القصوى.
أتيح المجال أولاً لميلتون فريدمان لتجريب سياساته الإقتصادية في عهد ريغان،بعد أن أصبح من المستشارين الإقتصاديين في البيت الأبيض عام1981:كان رفع نسبة الفائدة في البنوك الأميركية على الودائع مؤدياً،خلال ست سنوات من عهد ريغان،لدخول 656مليار دولار إلى خزائن البنوك الأميركية أتت من الخارج،ماقاد إلى انهاء حالة الإنكماش الإقتصادي والتضخم،التي كان يرى الكينزيون أن سببهما كان ارتفاع أسعار النفط بعد عام1973،فيماترافق هذا عند ريغان مع الغاء الكثير من اجراءات الضمان الإجتماعي والصحي والكثير من النفقات الحكومية في المجالات الإجتماعية،مع اتجاه راديكالي إلى خفض الضرائب على الأفراد.
هنا،كان الإقتصاد حاسماً في حسم(الحرب الباردة)لصالح واشنطن ضد موسكو،وهو ماتم في عهد ريغان(وبالذات عندما سقطت حالة الردع المتبادل التي قامت عليها الحرب الباردة بعد وصول السوفيات للتعادل النووي عام1949،عقب أن طرح ريغان نظام حرب النجومفي آذار1983،واضعاً السوفييت أمام خيارين:إما الدخول في سباق تسلح جديد لايستطيع الإقتصاد السوفياتي المأزوم تحمله،أوالإستسلام،لتأتي البيروسترويكا في آذار1985تعبيراً عن الثاني)،ليؤدي انتصار أميركا العالمي وتحولها ل(القطب الواحد للعالم)لاحقاً ليس فقط إلى تكريس نظريات فريدمان في الإقتصاد وإنما أيضاً إلى صعود نموذج(المحافظين الجدد)الذين تبنوا فلسفة شتراوس السياسية، مركزين- منذ وثيقتهم التأسيسية في حزيران1997،التي وقع عليها أناس مثل تشيني ورامسفيلد وفولفوفيتز ودوغلاس فيث-على تحويل الديموقراطية إلى أيديولوجية تبشيرية بالترافق مع إعادة صياغة العالم أميركياً بالقرن الجديد بمايتناسب مع الحقائق الجديدة التي أفرزتها نتائج الحرب الباردة لصالح واشنطن،فيماكنا نرى فريدمان لايربط نظرياته الإقتصادية مع الديموقراطية عندما قدم استشاراته الإقتصادية لديكتاتوريات مثل تلك التي حصلت في تشيلي عام1973،لما كان رائز تعاونه معها هو العداء للشيوعية.
في عهد بوش الإبن كان هناك خلطة جامعة بين ليوشتراوس وميلتون فريدمان:تحول الإقتصاد المالي،من خلال نظام البنوك الإستثمارية،إلى عالم رئيسي ضمن أوقيانوس البنية الإقتصادية الأميركية خلال العقد الأول من القرن الجديد،نافس البنوك التقليدية من حيث حجم أصوله.وقد حصلت فورات،شبيهة بانتعاش عهد ريغان،أمالت الكفة لصالح نظريات فريدمان حول دور النقد في السوق(والإقتصاد عامة)،وخاصة مع فورة قطاع العقارات الأميركي الذي بلغت قيمته الدفترية 62تريليون دولار(الناتج المحلي الإجمالي الأميركي =14تريليون فيماذلك الذي للعالم يبلغ40تريليون عام2007)،وكان يظن أن الخسارة الأولى للقطاع العقاري الأميركي،المسجلة لأول مرة في أيلول2006خلال مسار عشر سنوات،هي طارئة ومؤقتة،من دون أن يحسب أن مالاً يسجل في أسهم البورصات اعتماداً على تلك القيمة الدفترية(من خلال أسهم البنوك الإستثمارية الضامنة والراهنة لبيوت ملايين الأميركيين مباشرة أوبشكل غير مباشر عبر نظام تبديل الديون العاجزةthe credit default swap\"cds"لصالح البنك الإستثماري من قبل الفرد أوالشركة العقارية بعد شراء البيت أوالعقار من البنك مقابل فائدة قدرها6%لمدة بين ثلاث سنوات وخمسة يدفعها للبنك أحد الأخيرين الذي يرهن العقار لصالح البنك ريثما يتم التسديد خلال المدة المتفق عليها )هو لايعبر عن اقتصاد حقيقي مادامت القيمة الفعلية لتلك العقارات- في آب2008- لاتتجاوز ثمانية تريليون دولار،اهتلكت قيمة نصفها في أيلول الماضي،وأن تلك الفورة ستقف عند حد معين سيحولها لمجرد فقاعة عبر ممر اسمه الأزمة،وهو مابدأت علله بالظهور في آذار الماضي مع أزمة بنك(بير سترنز)،ثم بنك(إندي ماك)في تموز،وصولاً إلى انهيارأسهم البنوك الإستثمارية الكبرى،مثل(ميريل لنش)و(ليهمان برازرز)في الأسبوع الثاني من أيلول،ماكان اعلاناً عن الدخول في أزمة اعتبرها ألان غرينسبانحاكم البنك الفيدرالي الأميركي السابقبأنها "الأخطر منذ أزمة1929".
بالتوازي،كانت السياسة في عهد بوش الإبن تطبيقاً لتلك الوثيقة الصادرة عام1997والهادفة إلى"بناء القرن الجديد بمايتفق والمبادىء والمصالح الأميركيتين"،حيث تصرفت واشنطن،وبالذات بعد(11أيلول)،وكأن لاأحد في العالم سواها،متجاهلة مصالح واعتبارات العديد من الدول العالمية الكبرى،والدول الإقليمية الكبرى في أكثر من مكان في العالم،إضافة للمصالح المحلية لكثير من البلدان الصغيرة وسكانها.
هنا،بدأت مصاعب وتعثرات(القطب الواحد للعالم)بالظهور أولاً في الشرق الأوسط منذ عام 2006،بعد ثمانية عشر عاماً من النجاحات الأميركية المتواصلة في"إعادة صياغة العالم"أميركياً،وكان ذلك بالذات عقب نتائج حرب تموز2006التي اعتبرتها وزيرة الخارجية الأميركية بأيامها الأولى ك"آلام مخاض ضرورية لولادة شرق أوسط جديد"،وهو ماانعكس لاحقاً في تراجعات أميركية بالمنطقة كانت ممراتها عبر محطات(14حزيران2007بغزة)و(اتفاق الدوحة)،ماأدى إلى تعثر للأجندات الأميركية المتعلقة ب(الملف النووي الإيران)خلال النصف الثاني من عام2008:لايمكن عزل استعراض العضلات الروسي في حرب موسكو مع جورجيا بآب الماضي عن التعثرات والمصاعب الأميركية بالشرق الأوسط ،كماأن حقائق(مابعد جورجيا)هي التي أتاحت المجال لتشجيع صيني خفي للكوريين الشماليين على نقض اتفاقات 2007مع الأميركان الخاصة بتفكيك منشآتهم النووية ماولد رداً أميركياً في صفقة أسلحة أميركية كبرى لتايوان،وهي التي أتاحت مجالاً ،هي والأزمة الإقتصادية الأميركية الأخيرة،لوزير المال الألماني لكي يقول بأن عهد"القطب الواحد الإقتصادي للعالم على وشك الأفول"من دون أن يقول شيئاً عن(القطب الواحد )في مجالي السياسة والعسكرة.
في تشرين الثاني من عام2006استقال رامسفيلد من منصب وزير الدفاع الأميركي،وقبله بقليل وبعده تساقط العديد من رموز المحافظين الجدد ،ليخلى المجال لسياسات"الواقعية السياسية"بقيادة الوزيرة رايس ووزير الدفاع غيتس،التي ترى ضرورة تمرير السياسات الأميركية عبر البنى السياسية والإجتماعية والثقافية القائمة،بعكس المحافظين الجدد.بالتوازي مع هذا،فإن(خطة بولسن)لإنقاذ القطاع المالي الأميركي المتعثر،التي صارعت إدارة بوش مجلسي الكونغرس لتمريرها،تحوي الكثير من مينارد كينز،وتدير الظهر لميلتون فريدمان:السؤال الرئيسي الآن،هو"هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)لتدخل في مرحلة الجزر والإنحسار،بعد أن هزت العالم لعقود ثلاثة خلت من الزمن؟".........





#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوميات الثلاث المستهدفة
- لينين ويلتسين:من رأسمالية الدولة إلى اقتصاد السوق
- جورجيا وروسيا:الجيرة الصعبة
- استهداف السودان
- مابعد جورجيا:هل وصل (القطب الواحد)إلى مرحلة الأزمة؟
- تحولات أميركية جديدة
- عسكر موريتانيا:العودة من وراء الستار
- ثالوث السياسة العربية
- هل انتهت الثورة اليمينية؟
- الماركسيون العرب والإسلام
- اليساريون العرب: تصنيم-الحليف-
- ثنائيات عربية متضادة
- تمظهرات الصراع السياسي
- تركيا:تناقض العلمانية والديموقراطية
- قراءة في (اتفاق الدوحة)
- هل وصل عصر النفط إلى منعطف حاسم؟
- تنامي الدور التركي
- اقتراب شيعة العراق من الإنشقاق
- تحت الخيمة:الإصلاح المحافظ
- الإستيقاظ الجديد للنزعة الحربجية العربية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل انتهى مدُ(الليبرالية الجديدة)؟....