أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابو الفضل علي - الحيوان في قانون العشائر














المزيد.....

الحيوان في قانون العشائر


ابو الفضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2430 - 2008 / 10 / 10 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    


في احد الايام تلقيت نبأ وفاة والد صديقي وكان شيخا كبيرا وقد ذهبت الى مجلس الفاتحة لتقديم التعزية وكان حاضرا في استقبالي على باب سرادق قد نصب من اجل هذا وكنت واحدا من عشرات قد حضروا لنفس السبب، جلست في احد المقاعد فشعرت انني اجلس في رحاب مجتمع القبيلة ويبدوا ان جدلا حادا كان قد نشب بين الطرفين وكل طرف يصر على انه صاحب الرأي الصحيح ، وتبين لي ان الجدلية كانت بسبب حقوق الحيوان داخل العشيرة ، فشيخ العشيرة يرفض ان يدخل -الكلب
والبقرة والجاموس -في حالة ان قامت هذه الحيوانات بالاعتداء على الاخرين ضمن قانون الضمان العشائري (الفصل) اما الحيوانات التي تجر العربة كالحصان والحمار فهي مشمولة بقانون الضمان العشائري اما صاحب الكلب الذي عضّ جاره ودفع (ديه) مبلغ من المال بلغ 1000 دولار كتعويض اعترض بشده على شيخ العشيرة وطالب بضرورة المساواة بين الحيوانات فالتمايز الحيواني برايه سيؤدي الى انقسام العشيرة كما انه سأل الرئيس عن العله من وراء ذلك فأجابه الرئيس ان الحمار والحصان لهم الافضلية بسبب قيادة العربة ومصدر رزق الانسان وقاس بهذا المثل على سيارة الاجرة واحتدم الجدال بينهما فطالب صاحب الكلب بأدخال جميع الحيوانات او رفضها جميعا بحجة ان البقر والجاموس من وسائل الرزق ايضا وفجأة التفت الي رئيس العشيرة الذي كنت اجلس بجانبه ولم يكن يعلم باني باحث في المجال الفلسفي والعقلي فقال لي وهو منفعل اسألك يا رجل ان تقول الحق. هل يعقل ان تتساوى الحيوانات امام قانون الضمان العشائري (الديه )؟ فقلت يا شيخ : اأضمن ان لا يضيرك قولي حتى اجيب ؟ قال نعم ، فقلت يا شيخ ان القاعدة تقول العقد شريعة المتعاقدين فهل هناك ما يشير في دستوركم اليه ؟ فقال كلا، فسكت وقال ماذا تقول انت ؟ فقلت :هل تقوم العشيرة بضمان من لا يدفع لها من ضريبة اذا ما احتاجت اليه ؟ فقال : كلا . فقلت : وهل يدفع صاحب الحيوان عن دابته ؟ قال : كلا، فقلت اذا كان الحيوان لا يدفع اذن لا يدخل ضمن الضمان العشائري فصاحب الحيوانات عليه ان يدفع نيابة عن كل ما يملك من الجاموس والكلاب والبقر والحمير والخيل والجمال فأذا مافرضنا ان المتعاقد مع العشيرة يملك عددا كبيرا من الخيل التي تجر العربة فان احتمالية الحوادث والاقدار تكون عنده اكبر بكثير وهذا يترتب على الفقير المتعاقد مع العشيرة والذي لا يملك شيئا وهو مسالم كما ان الدفع نيابة عن الحيوانات سيؤودي الى المساواة بين الانسان والحيوان في العشيرة لذا اقترح عليكم عدم ادخال الحيوانات ضمن قانون دستور القبيلة. . وما دمنا بصدد الحديث عن قضايا الحيوان في العشيرة اذكر قصة حقيقية طريفة وقعت في مدينتنا حيث ان احدى العوائل الساكنةفي احد المناطق الشعبية اكتشفت وجود فأر كبير(جرذ) في بيتها فقامت على الفور بشن حملة من اجل القضاء عليه وتمت مطاردته وقد استطاعت الجرذ من الهرب من خلال الباب الرئيسي ويدخل الى بيت الجيران المقابل لهم وكانت حينذن بنت الجيران تقوم بمسح بلاط الدار وتفاجئة برؤية الجرذ يدخل عليها فأرتعبت وسقطت على الارض مما ادى الى كسر مركب في يدها مع بعض الخدوش من جراء السقوط وسارع اهلها لنقلها الى المستشفى واخبروا ابناءهم واخوانهم وعشيرتهم فأرسلوا تهديد الى صاحب البيت الذي خرج منه الجرذ ان يقوم بدفع كافة التعوضيات التي ترتبت على دخول الجرذ بيتهم والاضرار التي نجم عنها بحجة انهم كانوا السبب من وراء ذلك وسارع صاحب صاحب البيت بعد استلامه الانذار العشائري الى اخبار عشيرته بالامر وجلست العشيرتان بعد ان حددوا موعدا مسبقا لذلك وتم دفع فصل (ديه ) عن الاضرار التي لحقت بالبنت وكان المبلك هو ما يعادل اربعمائة دولار وبعد شهرين من الحادث سمعت اصوات هلاهل (زغاريد) في دار الفتاة المصابة وتعالت الاصوات والتي كانت تعبر عن انهم استطاعوا من قتل الجرذ الذي تسبب في كسر ذراع بنتهم وهنا انتبه جارهم الذي دفع (الديه) الفصل فطرق عليهم الباب وقال لهم كيف تقتلون الجرذ اليس هذا الجرذ كانتم قد حسبتموه منا وغرمتمونا مبلغ من المال لذا اني انذركم لانكم قتلتوا احد ابناءنا فسارع اهل الفتاة الى اخبار عشيرتهم وجلست العشيرتان وتم دفع (ديه) عن قتل الجرذ بقيمة اربعمائة دولار وصدق من قال : ان شر البلية ما يضحك.



#ابو_الفضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في المبدأ الاخلاقي للفكر الهندوسي
- اين موقع سيد طاهر في المجلس البلدي ؟!
- كركوك كردستانية ام عراقية
- اللذة والخير في المفهوم الفلسفي
- الصراع التمايزي في الائتلاف العراقي
- شوفينية القومية في بلاد الرافدين
- معيار اليقين عند ديكارت
- قراءة في دهاليز السياسة
- العقلية الجدلية في وادي الرافدين
- لعبة العقول المتخلفة
- التهافت الامريكي
- الصحافة على مذبح الحرية
- لعراب.. الخارجي
- وقفة / صراع الارادات الصحفية
- الدكتاتوريات السبعة
- شهادات بريئة
- برلمان السلطة الرابعة
- منافذ التمويل لمسلحي العراق
- وهب الامير مالا يملك
- إثبات الصانع بالدليل الاستقرائي


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابو الفضل علي - الحيوان في قانون العشائر