أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابو الفضل علي - العقلية الجدلية في وادي الرافدين















المزيد.....

العقلية الجدلية في وادي الرافدين


ابو الفضل علي

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 08:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يذهب الكثير من الباحثين الى ان شعب بلاد الرافدين لم تخلو ثقافتهم من الشك وقد ظهر ذلك واضحاً في ملحمة كلكامش ورحلة الخلود مع صديقه انكيدو في ظل البحث عن جدلية الشك في الخلود والصراع من اجل الوصول الى اليقين .والمتتبع لتاريخ العراق القديم يرى ان مسالة حمورابي لم تاتِ بالشرائع المنصوص عليها انذاك من فراغ او ظهرت على حين غرة من الزمن بل؛ سبق ذلك وجود حراك فكري واحتدام ثقافي ونقدي استمر مئات السنين وكانت حصيلة تلك مسلة حمورابي بل يذهب الكثير من الباحثين حول مسلة حمورابي في انها لم تكن الاولى التي ظهرت في وادي الرافدين بل سبقتها مسلة وربما عدة مسلات اخرى كمسلة اورنمو فالناتج الفكري موجود في طبيعة الارض التي وفرت الاستقرار الذي يعتبر المحرك الرئيسي في انتاج الحضارة وبعد ذلك بمئات السنين وايام حكم الاسكندرالذي وجد العقل العراقي بصورة خاصة ميال الى الجدل والرفض وهي صفة ملازمة للشخصية العراقية بل انها متاصلة فيها حتى قال عنهم الاسكندر المقدوني لارسطاطاليس لقد اعياني اهل العراق مااجريت عليهم حيلة الاوجدتهم سبقوني الى الخلاص منها لذا اعتقد بان حالة الجدل والفكر والفكر المضاد الناتج في قوة المخيلة التي يعيشها اهل العراق نابعة من اصل الحضارة فالجمود الفكري لايصنع حضارة ولعل الاثار لبلاد الرافدين تثير دهشتنا حينما نعلم ان اقدم مكتبة في العالم وجدت في نينوى قبل الميلاد بالاف السنين تحتوي على اكثر من عشرة الاف لوح طيني كتب في بعضها قصة الطوفان لنبي الله نوح (عليه السلام ).فاهل العراق هم اول من خط بالقلم وعلموا الناس الكتابة وعلموا الخليقة مالم تعلم رغم الغزوات التي تطال هذه الارض بين الفترة والاخرى وبضمنها غزوات البدو من الجزيرة وغيرها كما حملات هولاكو التي اطاحت بكثير من الثقافة هذا الشعب ورمت كتبة ومؤلفاتة في نهر دجلة الذي اصبح ماؤه ازرق كما اخبرنا المؤرخون حتى ان البعض سماها ارض الملاحم والفتن فطبيعتها الطوبغرافية وحالة الاستقرارفيها تساعد في انماء الصراع الفكري والاحترام الجدلي في فسيلوجية العراقي التي ادت في الكثير من الاوقات التي مرت بها هذة الشخصية الى ايجاد نوع من الخطاب النقدي والثقافة النقدية وهنا لابد من الاشارة الى المحاورة التي جرت بين الملك النعمان والمعيدي حينما وقع اسير بين يدي الملك اذ قال النعمان (تسمع بالمعيدي خيراً من ان تراه )فاجابة الاسير (المرء باصغريه قلبة ولسانة ) من هنا تجد الفرق في المستوى الفكري الذي يحملة كل منهما فالمعيدي من جنوب العراق والملك النعمان من الجزيرة العربية .وقد ذكر القران الكريم قصة نبينا ابراهيم عليه السلام حينما طلب من ربة ان يريه كيفية احياء الموتى (ربي ارني كيف تحي الموتى ) ليزداد يقينة بعد الايمان وهو نبي ولد في ارض الرافدين ولكي لايكون هنالك لبس في الموضوع لابد ان نقول ان ابراهيم (عليه السلام ) لم ينطلق من حالة الشك الى اليقين حسب المتعارف بين اصحاب اهل العقل ابتداءاً بل هو اكبر من ذلك فكان طلب ابراهيم (علية السلام ) هو الحصول على العلم الحصولي لحالة الكيفية في احياء الموتى ولو كانت من حالة الشك الى اليقين لما كان هنالك من داعي في وجود الاية (او لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) وقد خصه الله تعالى بالامامة (اني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين )فنجد ان ذلك يدل على ان الامامة من شروطها ان لاتظهر في من يملك الجمود الفكري .
واذ انتقلت من ابراهيم (علية السلام )الى نبي الله يونس (علية السلام )وهو ايضاً من بلاد الرافدين فاننا نجد حالة الحراك الفكري بين النبي وامتة وهم مائة الف او يزيد حسب ماذكر في القران الكريم في مدينة نينوى الامر الذي ادى الى ان يذهب يونس مغاضباً كما ورد في الاية وان يعود بعد لبثة في بطن الحوت ليجد المدينة التي تركها قد امنت من بعد ذهابة وهذا دليل على ان الحراك الفكري الموجود في بلاد الرافدين انتج شعباً مؤمنا لايحده الزمن في حين اننا لانجد مثل هذا الحراك الفكري الذي يؤدي بالنتيجة الى الايمان من بعد الشك في قصة لوط مثلاً او عاد اوثمود اواهل مدين ممن كانوا لايسكنون وبصحيح العبارة فان الحراك الفكري لاينتج الاعند مواطن الحضارات اما في الجزيرة والمناطق المشابهة فلانجد هذا الحراك الفكري في اغلب الاحيان لكثرة الترحال وقد قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) ((يا اهل العراق ملاتم قلبي قيحاً )) لكثرة المجادلة والبحث من خلال الشك والبحث عن اليقين على عكس اهل الشام حين وصفهم معاوية بن ابي سفيان في رسالة لعلي بن ابي طالب (علية السلام )وهو يقول فيها ((سارسل لك جيش لايميز بين الناقة والجمل ))وهي عبارة تدل على الجمود الفكري لديهم اما عبارة (اهل الاهواء ) و(اهل الشقاق والنفاق )فهي تدل على الضعف الفكري عند قائليها وعلى فشلهم في ايجاد صيغة فكرية تحاورية ممكن ان توصل الطرفين الى حلول يقينية وموضوعية فاهل العراق اهل حمية واهل شراسة وخلق وغير راكنين الى الظلمة واهل الاستبداد ثم بعد ذلك ظهرت النزعة العقلية التي مثلها المعتزلة خير تمثيل عند المتكلمين حيث استطاعوا ان يقضوا على حالة الجمود الفكري لاهل السلف ومن يشتبهون بظاهر النص وكان الشك اقرب اليك عندهم هو طريق الوصول الى اليقين كما قال (النظام ) وهو من اعلام المعتزلة (فالشك اقرب اليك من الجاحد )و(ولم يكن يقيناً حتى صار فية شك ) وقالوا بنوعين من المعرفة هي الحكمة والنصوص الدينية ونادو بتغليب العقل ولعل هنا من يتهم الاسلام والنصوص الدينية في الوقوف وراء التخلف فاجد من الضروري ان اقول ان الاسلام هو مشروع عالمي وذا طبيعة انسانية تطويرية اسيء فهمة من قبل المتسلطين فعرقلوا مسيرتة الافقية الى مسيرة لولبية تنزلق نحو الاسفل شاده الانسان نحو حالة الجمود والتورم الفكري الذي تفشي عند اغلب الناس هذا اليوم دون الانفتاح على الاخرين في استخلاص النتائج والعبر التي يمكن من خلالها كسر الجمود والتواصل مع الاخرين في احداث نوع من المصاهرة مع البناء الحداثوي الذي يخلق الحالة التطورية في بناء المجتمعات السليمة
ولقد ابتسمت حينما ظهر الرئيس بوش على شاشات التلفزيون وهو يقول (اني اعاني من احباط نتيجة سياسة الحكومة العراقية )وقد رد عليه رئيس الحكومه (ان العراقين قادرون على ايجاد الاصدقاء في كل وقت ) ويبدو ان السيد بوش لم يطلع على تاريخ العقلية الجدلية في وادي الرافدين التي اصابت جميع ملوكه ورؤسائه بالاحباط والاعياء بدون استثناء فالجدل قائم الى يومنا هذا وما الحراك السياسي الموجود حاليا الاَ نتيجة الجدل المتاصل فينا .



#ابو_الفضل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة العقول المتخلفة
- التهافت الامريكي
- الصحافة على مذبح الحرية
- لعراب.. الخارجي
- وقفة / صراع الارادات الصحفية
- الدكتاتوريات السبعة
- شهادات بريئة
- برلمان السلطة الرابعة
- منافذ التمويل لمسلحي العراق
- وهب الامير مالا يملك
- إثبات الصانع بالدليل الاستقرائي
- الدين .. والاخلاق .. والدولة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابو الفضل علي - العقلية الجدلية في وادي الرافدين