كتاب المجموعات الغنائية العصرية السوسية..فكر،تاريخ وفن-خاتمة

أحمد الخنبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 04:34
المحور: الادب والفن
    

من خلال الصورة العامة ،التي وضعنا فيها بعض المجموعات الغنائية لأمازيغية، التي ميزت على وجه الخصوص عقدي السبعينات والثمانينات، بمنطقة سوس. نستخلص أن كل مجموعة موسيقية ،حاولت أن تستفيد من الموروث الأمازيغي الموسيقي العريق، وهنا أقصد مختلف تمظهرات "أحواش" على وجه الخصوص ، بسهلي "سوس" و" الحوز"، وأعالي الأطلسين الصغير والكبير .

ثم إن كل مجموعة، قامت بالاستفادة من المجموعات التي سبقتها إلى الممارسة،و هذا ما جعل كل مجموعة، من خلال تلك التي سردنا، تنفرد عن الأخريات ،وتشكل لنفسها نمطا خاصا بها. مما جعل هذا اللون الموسيقي بسوس دائما في تجديد وتطوير، وبالتالي في ارتباط مستمر مع الجمهور .

أما الاستنباط الثاني ،والدي لا يقل أهمية عن الأول، وهو أن ظاهرة المجموعات الموسيقية الأمازيغية ،ليست فقط ظاهرة موسيقية محضة، بل هي ظاهرة ثقافية واجتماعية كذلك .وبالتالي فالاكتفاء بدراسة هده الظاهرة من الناحية الموسيقية المحضة، سيجعل فهمها ناقصا في اعتقادي، فقد لعبت هذه المجموعات الموسيقية، دورا مهما في إيصال هموم المواطنين في كثير من الأحيان . كما لعبت دورا مهما في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية ، ونقلها إلى الأجيال اللاحقة، وجعل هذه الأخيرة ، أكثر ارتباطا بهويتها ،و أصالتها ،و نفس الوقت قابليتها للتجديد و التطور ،و مواكبة التقدم المستمر،وبذلك تستحق أن تكون ضمن الحضارات الإنسانية المتقدمة،و تدخل معها في التأثير و التأثر، و الحوار و التواصل ،و هو ما يؤدي إلى سيادة السلام و الوئام و التعايش، بدل الإقصاء و العنف و العنصرية و صراع الحضارات.

اٍن الموسيقى السوسية ،و التقاليد الموسيقية المغربية ،بكل مكوناتها ،توجد اٍذن في مفترق الطرق .فاٍما أنها ستجد في داخلها القوة على التجديد،التي تمر بكل تأكيد من تلاقح يأتي من الخارج ،و اٍما أنها سوف تتقلص،لتجعل منها بعض المهرجانات التي تلعب دور متحف مومياء ،كما هو شأن تلك المتاحف الاستعمارية التي تشهد على غنى فن اللباس في المغرب القديم و الذي طواه النسيان اليوم(52).


52. بيير فيرمورين،كتاب" مغرب المرحلة الانتقالية" ،ترجمة علي آيت احماد،ص 137،منشورات طارق،سنة 2002.

#أحمد_الخنبوبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل