أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - احمد الحاج علي - تموين ادلب والعقل البلاستيكي














المزيد.....

تموين ادلب والعقل البلاستيكي


احمد الحاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 08:38
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


قبل التعليمات التي أصدرتها مديرية تموين ادلب بإلزام الأفران الخاصة بوضع الخبز في أكياس نايلون رقيقة، كانت النساء الريفيات ،يشترين الخبز من المخبز، ويضعنه – بعد نشره- في قطعة قماشية اسمها وزادة ، ويحملنه على رؤوسهن، والرجال والأطفال يحملونه على راحة اليد .
أما الآن، ومنذ أزمة الخبز في الصيف الماضي،فقد صدرت التعليمات من مديرية تموين ادلب إلى اللأاقران الخاصة بوضع وزنة كيلو ونصف تقريبا في كيس بلاستيكي ابيض، ورقيق، فقفز استهلاك الأاكياس إلى أكثر من 100 % حيث كانت مخابز الدولة الآلية فقط ملزمة بتعبئة الخبز في أكياس، وقد يصل حجم استهلاكها – بعد التعليمات - إلى 300000كيس ، وبدل أن تفكر مديرية التموين بالتعاون مع الجهات العامة إلى الحد من استهلاك الأكياس في مخابزها، فكرت، وأصدرت تعليمات اقل ما يقال عنها أنها تعليمات بلاستيكية، لتصبح الكمية 600000 كيس، وربما أكثر عدا عن أن المواطن هو من يدفع ثمن هذه الأكياس .
إذن التعليمات ضاعفت كمية استهلاك الأكياس مما يسبب أضرارا بالبيئة كما سنرى لاحقا، وثانيا تم إنقاص كمية الخبز في الربطة الواحدة على حساب المواطن.
تعالوا ياتموين ادلب لنطلق صباح كل يوم في سماء ا لمحافظة الخضراء 600000 كيس ،مضافا إليها 400000كيس يستخدمها الخضرجية، ودكاكين السمانة زائد مئات الآلاف من الأكياس السوداء، ونرى مايحدث لهذه الأكياس،
سوف تطير في الهواء، يعلق بعضها بأشجار الزيتون والتين والفستق، والبعض الآخر يعلق بنباتات الحقول ، وبعضها يدخل البيوت
لتبدأ رحلة الكيس الملوثة، وحتى القاتلة في بعض الأحيان، وليس في الأمر غرابة، فكثيرا من الأبقار والماعز ماتت لتناولها كيس البلاستيك على انه غذاء، وبعد تفسخ وتحلل الجثة الميتة، يخرج الكيس منتصرا ليبدأ رحلته من جديد مفتشا عن أذية أخرى .
وأفضل من يعرف خطورة الكيس هم البلديات، فاغلب انسدادت المجاري العامة والخاصة سببها كيس البلاستيك ،وهذه الانسدادات يكلف فتحها الكثير من الجهد والمال كما أن هذه الأكياس التي انتشرت في البرية بحاجة إلى مئة سنة حتى تتحلل، مخلفة اضرارابالغة في التربة .
إنها مشكلة محلية وأيضا مشكلة وطنية بحاجة إلى طرح أسئلة مهمة وعاجلة، ومن نماذج هذه الأسئلة كيف نقلل من استهلاك هذه الأكياس ؟ مامقدار نسبة التخفيض عشرة في المئة أربعون في المئة ؟ ماهو البديل عنها ؟ ماهي المدة اللازمة للتخفيف من أضرارها ؟ من هم الجهات التي ستشارك في الحملة ؟
كما يمكن الاستفادة من تجارب شعوب سبقتنا في مقاومة هذه الآفة، فمثلا في بنغلادش الأكثر تخلفا وجهلا وفقرا ( بنغلادش ياعالم )
حظرت استخدام أكياس النايلون بجميع أصنافها لما تسببه من تلوث بيئ ومن انسدادات في المجاري منذ عام 2002.
وفي إفريقيا التي نقول عنها متخلفة، لجأت إلى إجراءات عملية للحد من استهلاك هذه الأكياس المصيبة إلى الحد الأدنى ، ومن هذه الدول إثيوبيا،وتنزانيا، وغانا، وارتريا، والصومال .
وفي آسيا كانت الصين، وتايوان، والهند، ونيبال، في طليعة الدول التي قاومت وحاربت انتشار أكياس النايلون .
و أوربا كانت سباقة إلى حظر استخدامها لما تتمتع من وعي بيئ نفتقده .
أما أن تصدر جهة رقابية تعليمات ملزمة باستخدام هذه الأكياس فتلك مصيبة عقلية بلاستيكية، قبل أن تكون مصيبة بيئية .
يدنا في زناركم، تراجعوا عن هذه التعليمات، وبادروا إلى طرح الأسئلة للبدء بتنفيذ عمل واع يخفف من هذه السموم.



#احمد_الحاج_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية نواف والبغل
- حكاية الصبي الذي شنقناه
- حكاية قرم الملفوف
- متى نعترف بالآخر
- متى نبدأ بطرح الأسئلة
- السلطة الاستبدادية وحلقات الذكر الصوفية
- حكاية زهرة اللوز
- الحوار : حكاية كلمة مع الاستبداد
- الحمامة
- ثقب في السور
- حكاية الدب الذي غلبه أبو فهد في المباطحة


المزيد.....




- مسؤول أوكراني لـCNN: حشد حوالي 50 ألف جندي من روسيا وكوريا ا ...
- هولندا تعتقل عشرات المؤيدين للفلسطينيين تحدوا حظر الاحتجاجات ...
- الحرس الثوري الإيراني: مقتل 5 عناصر من قوات التعبئة الشعبية ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات جنوب قطاع غزة بنهب المس ...
- -الشمس الحارقة- تدمر تحصينات القوات الأوكرانية في مقاطعة خار ...
- -اشتباك مع الجنود وإيقاع قتلى وهجمات جوية-..-حزب الله- ينفذ ...
- ماليزيا تتلقى دعوة للشراكة مع -بريكس-
- شولتس يؤكد معارضته بشكل قاطع لامتلاك ألمانيا أسلحة نووية
- إعلام أمريكي: ترامب اتصل هاتفيا ببوتين لبحث خفض التصعيد في أ ...
- شولتس: لم أتصل بعد بترامب لكنني هنأته على الفوز بالانتخابات ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - احمد الحاج علي - تموين ادلب والعقل البلاستيكي