أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج علي - متى نبدأ بطرح الأسئلة















المزيد.....

متى نبدأ بطرح الأسئلة


احمد الحاج علي

الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة في تاريخ حروبها مع العرب , تفشل إسرائيل في تحقيق انتصار على المقاومة اللبنانية , برغم استخدامها كافة الأسلحة الجوية والبحرية والبرية , ولأول مرة تفاجئ اسرائيل بمقاتلين مردة تعجز عن إلحاق الهزيمة بهم خلال أكثر من شهر من القتال المتواصل , ولأول مرة تخسر أكثر من مئة مقاتل في معركة مع العرب , ولأول مرة تدمر المقاومة اللبنانية عشرات الدبابات والآليات , ولأول مرة تطال صواريخ المقاومة الداخل الإسرائيلي , ولأول مرة يختبئ الاسرائليون في الملاجئ خوفا , ولأول مرة تدمر بعض البنى التحتية في اسرائيل , ولأول مرة تقبل اسرائيل بوقف إطلاق النار دون أن تحقق أهدافها .
والاهم من كل ما سبق انه للمرة الأولى تتم خلخلة البنية العقلية الإسرائيلية التي توهمت أن العرب سوف يتجرعون الهزيمة تلو الهزيمة وهم ساكنون كأموات .
لكن ليست المرة الأولى التي تعيد فيها إسرائيل حساباتها , وتجري تقييما للعمليات الحربية ضد لبنان , والمتتبع للصحف ومراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية وأساتذة الجامعات الإسرائيلية , يفاجئ بكم الأسئلة الهائل الذي طرحته هذه المنابر بلا خوف وبلا خطوط حمراء أو صفراء , ومن نماذج هذه الأسئلة , لماذا لم ننتصر ؟ ما هي الأسباب ؟ لماذا تكبدنا كل تلك الخسائر ؟ لماذا فشلنا في تقدير قوة المقاومة ؟ من المقصر من القيادات العسكرية والسياسية ؟ كيف نحاسبه ؟ بالمحاكمة , بالعقوبة ؟
كيف نتفادى الخطأ في المستقبل ؟ ما هي الوسائل والتحضيرات لحماية المدنيين الاسرائلين من هجمات المقاومة الصاروخية ؟ كيف نعزز قدرات الجيش؟ كيف نحقق الانتصار على المقاومة في حرب قادمة.... الخ
آلاف الأسئلة , يطرحها المجتمع الإسرائيلي ونخبه الفكرية والثقافية والسياسية والفكرية , برغم أن الجيش الإسرائيلي لم يهزم في معركته الأخيرة مع المقاومة , ولم يخسر أرضا من ارض دولته ولم تدمر آلته الحربية كما خسرنا نحن الأرض والكرامة في حروبنا السابقة معه , ومع ذالك فانه استشعر الخطر وفشل في تحقيق أهدافه فبدأ بإعادة حساباته بلا رحمة وبلا مجاملات وبلا نفاق لان المسالة تهم كيان اسرائيل ووجودها , أما نحن العرب ,
فقد هزمتنا اسرائيل خمس مرات وتجرعنا على يدها ذل وهوان الانكسار , وفقدنا الأرض والكرامة .
دون أن نطرح السؤال الأهم والمستعجل والذي لا يقبل التأجيل ,
لماذا هزمتنا اسرائيل ؟ لماذا هزمتنا دولة صغيرة ناشئة بمساحة جغرافية ضيقة , دون أن نرد عليها سوى بشعار الصمود والتصدي وكأننا امة مخلوقة من طينة غير طينة الأمم , الأمم التي تقبل التحدي والمواجهة , وتنهض كإعصار يدمر من دمرها , ويهزم من هزمها ودنس أرضها .
والى الآن مازلنا نفتقر إلى شجاعة طرح السؤال . لماذا هزمنا نحن العرب هزيمة أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة ؟ ما هي الأسباب ؟ هل أسباب هزائمنا هو الضعف ؟ ما هي أسباب الضعف ؟ هل الأمة ضعيفة بسبب التخلف والجهل أم الاثنين معا ؟ ولماذا تنوء الأمة تحت كاهل التخلف والجهل والفقر ؟ من فقرها وخلفها وجهلها ؟ هل نلقي باللوم على الخارج ونحمله وزر هزائمنا ؟ هل الخارج لعنة سماوية لا براء منها ؟ هل نلغي العالم ونبقى لوحدنا حتى نرتاح من التآمر . ونحن ما هو دورنا ؟ لماذا لم نستطع حتى الآن دخول عصر الحداثة ؟

لماذا إسهاماتنا الاقتصادية والعلمية والصناعية والثقافية لا تذكر قياسا إلى الكثير من دول العالم ؟ هل يملكون عقولا لا نملك نحن مثلها ؟ هل جيوشنا سبب هزائمنا ؟ هل الجيوش هي من فرطت في الأرض ؟ أليست هي المسئولة عن تحرير الأرض ؟ لماذا ركنت هذه الجيوش إلى حياة الدعة والفساد ؟ لماذا تصرف الأموال الطائلة من قوت الناس على الجيوش بلا فائدة ؟ لماذا تحولت قادة الجيوش المهزومة أمام اسرائيل إلى نمور متنمرة على شعوبها ؟لماذا أفرزت هذه الجيوش بعد هزائمها حكاما مستبدين فاسدين همهم التسلط والتجهيل والقمع والنهب ؟ لماذا جيوشنا منهكة وضعيفة وتولي الأدبار بعد بدء المعركة بساعات قليلة ؟ هل الفساد المستشري بين صفوف الجيوش العربية هو السبب ؟ هل تركيبة الجيوش العربية القائمة على القبلية والعشائرية والطائفية هي سبب هزائمنا ؟ هل ضعف القيادات التعليمي وطريقة تلقينهم فنون القتال هي السبب ؟ هل ألامية المتفشية بين أكثرية أفراد الجيوش العربية هي احد أسباب الهزائم ؟
هل سبب ضعف الجيوش العربية هو تسلم قيادات الفرق والألوية والأفواج والكتائب بحسب الولاء وليس بحسب الكفاءة ؟
كيف نحل المعضلة ؟
هل تبقى الجيوش خطا احمر لا يجوز نقد أدائها ؟ ولماذا يبقى خطا احمرا ؟
ما هي الأسباب ؟
أما المواطن الذي تجرع هوان الهزيمة تلو الهزيمة , لماذا لا يحق له طرح الأسئلة حول جيشه ؟
لماذا لا يحق للمواطن الاحتجاج على نوعية معاملة الجيش لعناصره من الجنود الذين حولوا وجودهم المؤقت إلى مشروع استثماري حتى تزداد ثروات الضباط ؟
لماذا لا يحق للمواطن مثلا التساؤل عن صمت الجيوش العربية على احتلال الأرض ؟
ألا تكفي ثلاثون سنة , أربعون سنة من الاحتلال حتى نفكر بإعادتها ؟
هل نعزز قدرات جيوشنا القتالية والمعرفية ونعتمد عليها في تحرير الأرض وتكون هذه الجيوش خاضعة للمسائلة والمحاسبة ؟
هل نعتمد حرب التحرير الشعبية لتحرير الأرض ؟ وإذا اعتمدنا حرب التحرير الشعبية , هل يشترك ويشرف عليها حزب واحد أم عدة أحزاب أم كل فئات الشعب ؟
هل يعطى وكالة لطائفة لتحرير الأرض ؟ من هي الأطراف المنظمة للمقاومة ؟ هل السلطات الناهبة لثروات الوطن يمكن أن تكون وطنية ؟
الاستبداد لم يستطع تحرير شبر واحد خلال أربعين سنة هل يستطيع الاستبداد الآن تحرير ما عجز عن تحريره خلال أربعين سنة ؟
وهل يستطيع الإنسان المقموع , المقهور , الخائف , المفقر , المذل , المهان , من أنظمة الاستبداد أن يفكر بتحرير الأرض قبل أن يحرر نفسه؟
مئات الأسئلة وأكثر يجب أن تطرحها الأمة بكل فئاتها , عليها أن تطرح الأسئلة فلا بد من مخرج , ولابد من التغيير , فلدى الأمة توق لهزيمة من هزمها كل هذه الهزائم , وهي تدرك أن توقها لهزيمة عدوها الداخلي والخارجي لا يمكن أن يتحقق بدون الحرية والعدالة .



#احمد_الحاج_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة الاستبدادية وحلقات الذكر الصوفية
- حكاية زهرة اللوز
- الحوار : حكاية كلمة مع الاستبداد
- الحمامة
- ثقب في السور
- حكاية الدب الذي غلبه أبو فهد في المباطحة


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج علي - متى نبدأ بطرح الأسئلة