أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناصر اسماعيل جربوع - العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي














المزيد.....

العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي


ناصر اسماعيل جربوع

الحوار المتمدن-العدد: 2423 - 2008 / 10 / 3 - 05:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اعتاد العرب منذ فجر التاريخ ، علي كرمهم المطلق وتباري شعرائهم فى إبراز مكارم الأمراء والملوك ، جاء الاسلام وثبت قيمة الكرم فى نفوس العرب والمسلمين، هذا عن أسس التكافل الإجتماعي التى رسخها الإسلام ،وتعتبر الزكاة فرض من الفروض الأساسية للإسلام والذي يرسخ أرقى مفاهيم التكافل الاجتماعى، ولو نفذ هذا الفرض لما بقى مسلم فقير علي وجه الأرض ومع التطور التي صاحبته المجتمعات الإسلامية ،أدخلت عادة ليس لها أبعاد ولا اصول تاريخية ،انها ظاهرة مايسمى( العيدية )بحيث يقوم كل قادر وصاحب دخل ،بإعطاء مبلغ من المال لمن تربطه بهم صلة قرابة هذا عدا عن جميع اطفال العائلة0
وفى حقيقة الأمر ان فكرة العيدية ،عرفت عند العرب وكبرت بشكلها الحالى، حيث كان الموسورون من افراد العائلة يجمعوا ماتيسر من مواد تموينية ونقود تساعد اقاربهم المحتاجين فى تيسير أمور العيدوشراء ملابس جديدة لأطفالهم 0انتشرت هذه العادة فى وطننا العربي المسلم الكبير، وأصبح الكل يتباري لتقديم ما يستطيع ارضاءاً لله اولاً، ومرت السنين والناس علي هذه الحالة، ونتيجة الإنتعاش الإقتصادى الذي شاهده العالم العربي فى مطلع القرن العشرين، إتخذت العيدية طابع آخر إذ اصبح لزاماً علي رب الأسرة ان يدفع مبلغاً من المال للأقرباء والأرحام ، الأمر كان فى البداية مقصوراً علي عيدية الأطفال ثم تطور وشمل النساء ،بمعنى أن رب البيت أصبح لزاماً عليه أن يرصد مبلغاً لابأس فيه من المال لممارسة هذه العاده ؟! وخاصة وأن جيبه تكون قد أرهقت من مصاريف شهر رمضان وتوابعه الخاصة ، وتكمن المشكلة فى عالمنا العربي أننا نعيش ضمن نظام (الأسرة الممتدة ) أ ي يصبح فرضاً عي المقتدر ان يخرج العيدية لأنفار يكون عددهم غير محدود ! فما بالكم برجل ذو دخل محدود ،ويكون أخ لثمان أخوات وعشرة أخوة ! ولاأ بالغ حين القول أن هذا العدد هو المتوسط فى عالمنا العربي بشكل عام والفلسطينى بشكل خاص ، ولو أجرينا حسبة بسيطة أن كل أخت من أخواته متزوجة ومنجبة ثمانية علي الأقل! وأبناء أخوانه ايضا متزوجين ومنجبين مثلهم !هذا عدا عن خالاته وعماته وووو ، وللأسف اصبح ضمن عاداتنا أن العيدية مرتبطه بالرجولة والمحبة أحيانا وبروتكولات العيد دائما ! وما أن يبنتهى الرجل من لهث آخر نفس من عيد الفطر، حتى يطل علينا عيد الاضحى المبارك ، ويضع الموظف خطة خمسية للإشتراك مع سبعة اشخاص- غالبيتهم من الموظفين - للإشتراك فى أضحية -غير سميتة- لإرضاء الله اولاً واطفاله ثانيا ، وبعهد أن يحقق مراده يبدأ يفكر بالعيدية! ومن هنا يتحول العيد من بهجته ورونقة وتكافله وتراحمه وإسعاد الأطفال والارحام إلى نكد وخازوق اقتصادى، يضعضع وضع غالبية الأسر العربية بشكل عام ،والأسر الفلسطينية بشكل خاص، لأن غالبيتها تعيش تحت (خط الفقر المدقع) ولكن بسبب تمسكهم بأيمانهم ومعتقداتهم وعاداتهم العربية الأصيلة ، يرتضى رب الأسرة أن يربط علي بطنه حجراً من أجل أن ييسر أمور العيدية للأطفال والأرحام 0والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، بعد أن أقر الله سبحانه وتعالى الزكاة علي المسلمين، هل تصبح العيدية لزاماً وواجباً شرعياً ؟ وأين دور أئمة المساجد عن مشروعية هذه الظاهرة ،ودورها فى قطع الكثير من الارحام ؟ حيث يستنكف غالبية الشباب غير القادرين على (العيدية) للذهاب الى أرحامهم ،بحجة أنهم غير قادرين علي الدفع ! بمعنى لو أنه استطاع توفير( العيدية ) وما تبعها من مصاريف وبدع هاوية، أدخلت علي معتقداتنا، واستطاع أن تيبعها بأضحية ،بهذا المنطق يصبح رب الاسرة صاحب الدخل المتوسط ملاحقا بالديون، غير قادر علي توفير عيشة لائقة لإبناءه فى ضوء الغلاء الفاحش المتلاحق في عالمنا المعاصر 00من هنا أتوجه لرجال الفكر والسياسة، ورجال الدين الذين يحرصون علي رقي مجتمعاتهم ،اأن يفكروا بهذا الجانب، بشيء من العقل ، ويدرسوا إنعكاساته السلبية، وأن يخضعوه الى منطق إسلامى محض، ويتم تحكيمه بلغة إجتماعية إقتصادية ، هذه رسالة ،، وددت أن أوصلها من منظور المعاناة ،والمردود السلبى لظاهرة (العيدية ) أكثر من ايجابيتها السامية التى أرادها أجدادنا ،واتخاذها منحنى مجاملات كاذبه فى كثير من الاحيان ! أرجو من أولي الأمر منكم أن ينظر للموضوع بشيء من العقلنية والحيادية ، واللهم إنى قد بلغت فاشهد0



#ناصر_اسماعيل_جربوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا هدهد سليمان هل تتقبل منا العزاء ؟!
- غزة في الأول من أيار يوم عمال أم يوم متسولين
- قضية الباص 300
- إغتيال رياض حماد 00 وعودة امراء الموساد
- من غوانتنامو غزة نحتفل بيوم الاسير
- شهداء دير ياسين لمن نقدم العزاء!!؟؟
- دعوة لزيارة غزة علي باص رقم 11
- في ذكري يوم اليتيم -أطفال غزة بين حرمان اللعب وانتظار الجحيم ...
- أطفال غزة يلهون مع الموت !!
- فلسطينيو العراق بين الهجرة للبرازيل وانتظار عزرائيل
- مخيماتنا الفلسطينية بين الفقر القاتل وإلغاء النصف شاقل
- رحلة الى موسم -الولي عريش - !!!! ؟؟
- ايها العالم سنبقى فلسطينيون رغم الحصار !!!11


المزيد.....




- المؤشرات الاقتصادية تتراجع بعد وفاة الرئيس الإيراني والخبراء ...
- 35 مليار دولار مساهمة القطاع الزراعي في الناتج الإجمالي الاق ...
- وفاة رئيسي.. هل تشعل المنافسة على خلافة خامنئي؟
- ستاندرد تشارترد: قطر على أبواب طفرة اقتصادية مع زيادة إنتاج ...
- مصر تعلن عن تراجع كبير في إيرادات قناة السويس
- توكاييف يصادق على بروتوكول نقل النفط الروسي إلى الصين عبر ال ...
- بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور بشكل مطّرد وموثوق
- ستاندرد تشارترد: قطر على أبواب طفرة اقتصادية مع زيادة إنتاج ...
- حجم الأصول تحت الإدارة بسوق أبوظبي العالمي ينمو 211%
- رويترز: المركزي المصري قد يثبت الفائدة في اجتماعه المقبل


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناصر اسماعيل جربوع - العيدية - تكافل اجتماعي أم خازوق اقتصادي