أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - خيارات الرئيس الضائعة














المزيد.....

خيارات الرئيس الضائعة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 747 - 2004 / 2 / 17 - 08:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن مطلوباً من الأسد الابن أن يكون صاحب مشروع سياسي منذ البداية مع أن هذا الافتراض يحتمل الأخذ والرد، كونه ولد وعاش في بيتٍ سياسيٍ اقتطع من تاريخ سورية أكثر من ثلاثة عقود، لصالح مشروع البعث المعَّدل، أو المصحح كما أطلق على مرحلة الرئيس الراحل حافظ الأسد، لكن، بعد أن تبوأ الابن منصبه، أصبح مسؤولاً عن مرحلة تاريخية لاحقة في تاريخ سورية، تبدأ منذ اليوم الأول الذي تلي أداء القسم الشهير..!
كتبنا، كما كتب غيرنا يومها، عن الخيارات التي كانت متاحةً أمام الرئيس الشاب.. وقد تحدّد الخيار الأول في إمكانية أن يبدأ مرحلة تاريخية لحسابه .. بمعنى، أن لا يرث المرحلة السابقة كما ورث الرئاسة، وكانت تتطلب هذه الإمكانية بلا أية مواربة، سرعة البتّ في مسألة الابتعاد عن الحزب، وهي خطوة ثورية بكل المقاييس لو كانت حصلت، حيث كانت ستتيح له فرصة أن يكون رئيساً لكلِّ الشعب، بدون ازدواجية رئاسة حزب البعث مع رئاسة البلاد، وأن يكون في الوقت نفسه، رئيساً وحكماً بين عشرات الأحزاب الموالية وغير الموالية ..إضافةً إلى ذلك،كان واضحاً بدون لبس، حقيقة أنه لم يكن بحاجة للاتكاء على حزبٍ فقد حضوره، وفعَّاليته، في ظلِّ تفِّرد الرئيس الراحل بكلِّ
شئ، وسيطرته الأبوية المطلقة، وتقزَّم جميع الرفاق أمامه، كبيرهم، وصغيرهم، وبلا أي استثناء..! وحزب بمثل هذه الوضعية، يكون عبئاً معرقلاً لترجمة أية نوايا إن وجدت، وليس حاملاً اجتماعياً، ولا رديفاً سياسياً..! والثلاث سنوات المنقضّية من المرحلة الثانية في العهد الواحد والمستمر،كشفت بوضوح عن هذه الحقيقة ،وقد كشفت في الوقت نفسه، عن خسارة الرئيس المحققة، لأغلبّية الشعب المنتعش أملاً بإمكانية الخروج من النفق المسدود، إضافةً لخسارته طيف واسع من المعارضة السياسية التي دعت، وطلبت، وألَّحت في الطلب، لإحداث نقلة انفراجية نوعية في البلاد، وذلك من خلال مصالحة وطنية شاملة تعقب مؤتمر وطني لا يستثني أحداً،ومؤتمر لندن، كان محطة في هذا السياق،والذي حدث كما هو معروف، ضياع فرصةٍ تاريخية ثمينة، لا يمكن أن تتكرر.. فقد سار الرئيس في طريق الخيار الثاني، حيث فضَّل أن لا يغامر بما ليس مؤهلاً له كما تبين لاحقاً، واستسهل الاستمرارية، من باب الوفاء للمرحلة السابقة، والوفاء لرفاق الأب الراحل.. حاملاً تركة ثقيلة بكلِّ المقاييس، ثمَّ هاهو يصل إلى وضعيةٍ لا يحسد عليها حين وجد نفسه مجبراً لا مخِّيراً، كما كان عليه الوضع قبل ثلاث سنوات، نعم، مجبراً على الافتراق عن كلِّ ما ورثه..!
                                                                             13/2/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب (الفّلوجة) السوري المعارض
- الوطن وخيارات النظام
- إحياء الموتى
- الوطن ومفهوم الوحدة الوطنية
- حول الموضوعات والمعزوفات والبلديات
- مقدمة في علم الفساد
- معارضات العرائض والحزب القائد
- بشار الأسد رئيساً
- المفتي المغوار وشيوخ القطاع العام


المزيد.....




- بتقنية الفاصل الزمني.. شاهد ثوران بركان كيلاويا في نمط نادر ...
- صاروخ الحوثيين على مطار بن غوريون ...نتنياهو يتوعد إيران
- بعد التهديد الإسرائيلي ..أي موقف للحوثيين من ضربة محتملة لإي ...
- سليم بريك : -الهجوم على مطار بن غوريون ضربة لقدرة الردع الإس ...
- حظر المساعدات أو سرقتها في غزة..هل تشكل أرضية لمحاسبة المسؤو ...
- الملك سلمان يتلقى دعوة من العراق لحضور القمة العربية في بغدا ...
- إسرائيل تستدعي عشرات الآلاف من عناصر الاحتياط، وتدرس توسيع ع ...
- البيان الختامي المبادرة الدولية للسلام – طنجة 2025
- بايرن ميونخ يتوج بلقب الدوري الألماني بعد تعثر ليفركوزن
- مراسل RT: غارات تستهدف منطقة السواد جنوب العاصمة اليمنية صنع ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - خيارات الرئيس الضائعة